سياسةمجتمع

نيويورك تايمز: لماذا لا نعتبر الهجمات “البيضاء” إرهابا؟

نيويورك تايمز: إذا نفذ مسلم أو أمريكي أسود هجوما سيعتبر إرهابا بينما لو نفذ أبيض هجوما مماثلا نبحث له عن المبررات

نيويورك تايمز – ريك جلادستون – ترجمة: محمد الصباغ

صنفت حادثة تشارلستون التي راح ضحيتها تسعة من الأمريكيين الأفارقة كـ “جريمة كراهية” محتملة، حيث ارتدى منفذها الأبيض،21 عاماً،  من قبل شارة الفصل العنصري ورموزا أخرى تشير إلى السيادة البيضاء. لكن الكثير من منظمات المجتمع المدني تتساءل لماذا لم يصنف هذا الهجوم بأنه عمل إرهابي؟

على عكس الموقف السائد المشوب بقلق متزايد من عنف التطرف الإسلامي، يرى مناصرو المجتمع المدني أن طريقة وصف المسؤولين ووسائل الاعلام للهجوم والشاب المتهم بتنفيذه، تتسم بالنفاق.

ُصوّر هجوم ماراثون بوسطن في 2013، والهجوم على التجمع المعادي للإسلام في تكساس الشهر الماضي بأنهما عملان إرهابيان نفذهما متطرفون إسلاميون. ويقول منتقدون إن الاعتداءات ضد الأفارقة الأمريكيين أو المسلمين الأمريكيين نادراً أو لم يحدث أن يطلق عليها أعمالاً إرهابية. وأكثر من ذلك أيضاً أن المعتدين ذوي البشرة البيضاء من المستبعد أن يتم وصفهم بواسطة السلطات بلفظ الإرهابيين.

يقول نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، في مكالمة هاتفية الخميس: ”لقد اعتدنا على قبول وصف مرتكبي العنف من المسلمين بالإرهابيين. أما لو ارتكب نفس العمل العنيف مناصر للفصل العنصري أو مؤمن بسيادة البيض وليس مسلماً، فنبدأ بالبحث عن أعذار – ربما يكون مجنوناً، ربما كان مضغوطاً بشدة“.

فيما يقول عبيد الله، الأمريكي المسلم ومذيع الراديو، إنه من الواضح أن قاتل تشارلستون إرهابي. ويضيف: ”لدينا رجل عقد النية على الذهاب إلى كنيسة لذوي البشرة السمراء، ويحمل ضغينة وكراهية تجاه هؤلاء الأشخاص وقتل مسؤولا منتخبا وثمانية آخرين، يبدو أنه فعل ذلك مدفوعا برغبة في إرهاب وقتل أشخاص سود“.

بينما قال النائب العام لوريتا لينتش، ومسؤولون بولاية ساوث كارولينا، إن إطلاق النار مساء الأربعاء كان قيد التحقيق كجريمة كراهية، لكن الكثير من ردود الأفعال على وسائل التواصل الإجتماعي الخميس كانت لاذعة وقال بعض المعلقين إنهم يرون معايير مزدوجة في استخدام المصطلحات.

وكتبت الشاعرة الفلسطينية الأمريكية، ريمي كانازي، على حسابها بموقع تويتر: ”شخص شديد العنصرية قتل 9 أشخاص سود بتشارلستون. إنها جريمة كراهية، إنها عمل إرهابي، إنها أمريكا 2015“. أما الناشط الحقوقي، صامويل سينيانجوي، فكتب: ”حادث تشارلستون، إرهابي ارتدى علم التمييز العنصري على معطفه. لو أن مسلماً ارتدى علم القاعدة، لم يكن ليمر من أمن مركز تجاري“.

تعريف الإرهاب متغير ومثير للجدل، ودائماً ما يحمل طابعا سياسيا. على سبيل المثال، تجد أطراف الصراع  في الحرب السورية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، دائماً ما يتهمون بعضهم بالإرهاب. والمنظمات المسلحة مثل القاعدة والدولة الإسلامية يعتبرون أنفسهم محررين، بينما يتم النظر إليهم من جانب الأمم المتحدة على أنهم مجموعات إرهابية.

يعرف قاموس ”ويبستر نيو وورلد كوليج“ كلمة الإرهاب بالآتي ”استخدام القوة أو التهديدات من أجل إحباط، أو تخويف أو إخضاع، خاصة عندما يستخدم كسلاح سياسي أو سياسة“.

ويقول المدافعون عن الحقوق المدنية إن هجوم تشارلستون لا يتلائم فقط مع تعريف القاموس لكلمة الإرهاب لكن يعكس تاريخ محاولات جماعة “كو كلوس كلان” وغيرها من المنظمات العنصرية البيضاء إرهاب الأمريكيين السود.

يقول وليام جيلاني كوب، كاتب ومخرج بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة كونيتيكت، على حسابه بتويتر: ”كان أول قانون ضد الإرهاب في القانون الأمريكي هو قانون للسيطرة على منظمة كلان، لذا حقاً كان ذلك تعريفاً للإرهاب“.

فيما يقول إبراهام فوكسمان، مدير منظمة ضد التشهيير للحقوق المدنية، إن حادث تشارلستون يبدو كالإرهاب بالنسبة له. وأضاف في بيان: ”فيما تلصق كلمة الإرهاب بالهجمات والمؤامرات والخطط التي تنفذ بواسطة منظمات إرهابية معينة مثل الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، فالعنف المبني على دافع سياسي ليس الدافع الوحيد لمؤيدي تلك الجماعات الإرهابية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى