سياسة

نيويورك تايمز: السعودية وإسرائيل.. علاقة الخفاء تظهر للعلن

نيويورك تايمز: السعودية وإسرائيل.. علاقة الخفاء تظهر للعلن

فريق التحرير

ترجمة: محمد الصباغ

لا وجود لعلاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. لا يعترف حتى السعوديون بإسرائيل كدولة. مع ذلك، هناك ما يثبت أن العلاقات بين السعودية والدول العربية السنية الأخرى مع إسرائيل ليست في تحسن فحسب، ولكن، بعد تطورها في سرية على مدار سنوات عديدة، قد تتحوّل إلى تحالفا أكثر وضوحا كنتيجة لعدم ثقتهم في إيران. وقد تساعد “علاقات أفضل” بين “الجيران” على تحجيم الفوضى المنتشرة في الشرق الأوسط، لكنهم قد يتركون الفلسطينيين في أزمتهم وهو الأمر المقلق.

ومثال أخير على ذلك، الزيارة التي قام بها وفد سعودي بقيادة الجنرال المتقاعد أنور عشقي خلال الشهر الماضي إلى القدس. وشملت محادثات مع مسؤول الخارجية الإسرائيلية “دوري جولد”. برز اللقاء لأنه كان في العلن. بدأ الجنرال “عشقي” و”جولد” اتصالات سرية منذ عام 2014، وتحولت إلى علنية في العام الماضي بظهورهما معا في إحدى الفعاليات بواشنطن.

تحاربت إسرائيل مع الدول العربية السنية عام 1973. والآن، بعد عصور من العداء، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جذب الأعداء السابقين لدولته. وفي الوقت ذاته، مع قدومه إلى السلطة منذ 18 شهرا، أظهر الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان استعدادات مذهلة نحو اتخاذ مخاطرات في السياسات الخارجية.

لدى السعوديون والإسرائيليون أسبابا للعمل سويا. يتشاركان كراهية إيران، الدولة ذات الأغلبية الشيعية. وكلاهما قلِق بسبب عدم الاستقرار في المنطقة. كما أنهما غاضبتان من الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي الإيراني وسياسات أخرى، من بينها طريقة تناول الأزمة السورية. كما أنه لبعض الوقت، تعاون المسئولون الإسرائيليون والسعوديون بشكل سري في القضايا الاستخباراتية.

وفي ظل حملة مقاطعة دولية تسعى لعزل إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين، يُصر نتنياهو على توسيع رقعة الدول التي تعترف بدولة إسرائيل والاستفادة من العلاقات الاقتصادية المحتملة بين تل أبيب والدول العربية. كما أصلح علاقته بتركيا ويأمل في تقوية علاقاته الإفريقية.

من الصعب في بعض الأحيان أن نحدد من يمثل العائلة الملكية السعودية. بعض الخبراء لا يرون في الجنرال “عشقي” مفاوضا هاما. لكن زيارته إلى القدس، والتي شملت لقاء مع أعضاء من البرلمان، تشير إلى انفتاح سعودي على اختبار ردة فعل العامة في كلتا الدولتين نحو تلك الاتصالات. وبات واضحا أن المملكة بدأت أيضا حملة إعلامية بالداخل، والذي يبدو تجهيزا لمواطنيها  لتقبل علاقات أفضل مع إسرائيل.

في السنوات الأخيرة، التقى السعوديون والإسرائيليون في فعاليات أكاديمية وسياسية. كما أنشأت إسرائيل قنوات اتصال رسمية منفصلة للتعامل مع السعودية، كما هو الحال مع الإمارات، وتعد هذه القنوات “حقيقية وهامة”، وفقا لدانييل ليفي، رئيس مشروع أمريكا-الشرق الأوسط.

كما تسعى مصر أيضا لعلاقات “أكثر دفئا” مع إسرائيل. قبل أسبوع من زيارة الوفد السعودي، كان سامح شكري أول وزير خارجية مصري يزور إسرائيل منذ 9 سنوات. على الرغم من توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، لم تصل العلاقات إلى الحد المأمول بالنسبة للإسرائيليين. لكن العلاقات تحسنت منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة عام 2014، وسمح بتعاون أمني أكبر ضد حماس في غزة والمتطرفين الذين يقاتلون ضد القوات المصرية في سيناء.

أين الفلسطينيون من كل هذا؟ ظاهريا، كانت الزيارات المصرية والسعودية تهدف إلى العمل على إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين يعتمدون على الدول العربية السنية للحفاظ على مصالحهم. على سبيل المثال، تحدث أنور عشقي عن إعادة إحياء معاهدة السلام العربية عام 2002، والتي وعدت إسرائيل بعلاقات طبيعية مع جامعة الدول العربية كجزء من اتفاق ينهي الصراع الفسطيني.

لسوء الحظ، لم يُبدِ الفلسطينيون أو الإسرائيليون أي اهتمام بمحادثات سلام حقيقية. وهناك أسباب للتشكك في أن الفلسطينيين يحظون بأولوية الدول العربية. في الحقيقة، أعلن نتنياهو صراحة أن تحسين العلاقات مع الدول العربية هو المسألة الأهم بالنسبة له، قائلا إن إسرائيل قد تكون في وضع أقوى في ما يتعلق بمسألة صنع السلام مع الفلسطينيين.

بالطبع، تحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب لا يقف حائلا ضد معاهدة السلام مع الفلسطينيين. الخطر الأكبر هو أن هذه الدول ستجد قيمة أكبر لهذه “التقوية” في علاقاتها مع إسرائيل، وقد وتتوقف عند هذا الحد. في حين أن المعاناة الفلسطينية، مصدر للتوتر في المنطقة منذ عقود، وستستمر في التفاقم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى