سياسة

نيويورك تايمز: أميركا ستتحكم في الأسلحة المصرية

نيويورك تايمز: أمريكا أجرت تعديلات على مضمون المساعدات.. وبدء من 2018 ستتحكم في نوع الأسلحة المرسلة إلى مصر

نيويورك تايمز – ترجمة: محمد الصباغ

استخدمت الإدارة الأمريكية سياستي العقاب والتحفيز في ضبط نغمة العلاقات المتدهورة مع الحليف الشديد الأهمية، وذلك خلال إعلان أمريكا عن تغيرات في سياستها الجذرية المتعلقة بحزمة المساعدات العسكرية إلى مصر.

أخذت الولايات المتحدة خطوة طال انتظارها سوف تمزق بطاقة الائتمان التى كانت توفر لمصر الكثير من الأموال. بداية من السنة المالية 2018، لن تكون مصر مؤهلة للتمويل النقدي  ، وهي “آلية”  كانت تسمح للقاهرة باستبدال ملايين دولارات  بمعدات عسكرية أمريكية تطلبها مقدما (مصر وإسرائيل فقط لهما هذا الامتياز) ، وذلك بافتراض أن الكونجرس سيوافق على تخصيص تلك المساعدات العسكرية سنوياً. وضع في اعتبارك أن الأمر سيكون أسهل للإدارة الأمريكية في المستقبل أن تمنع أو تقيد المساعدات أو حتى تضع شروطا لاستخدامها.

بداية من 2018 سيكون المسئولون الأمريكيون قادرين على فرض سيطرة أكبر على نوع الأسلحة التي تصل إلى مصر، وذلك يسمح للولايات المتحدة أن تركز المساعدات المقدمة على الأسلحة المستخدمة في مكافحة الإرهاب والاستثمارات في الأمن البحري و تأمين الحدود. كانت الحكومة المصرية عبر التاريخ تفضل الحصول على دبابات وطائرات الحربية آملاً في بناء جيش عسكري قوي.

لآن عقب إعلان الولايات المتحدة تلك التغييرات الهامة والحساسة، قررت إدارة أوباما السماح بتسليم الطائرات إف 16 والمعدات الأخرى التي كان قد أوقف تسليمها بسبب سجل الحكومة المصرية السيئ في مجال حقوق الإنسان. وأخبر الرئيس أوباما نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء أن الحكومة الأمريكية ستستمر في طلبها من الكونجرس أن يخصص 1.3 مليار دولار سنوياً كمساعدات عسكرية لمصر.

و خلال المكالمة، عبر الرئيس أوباما عن قلقه حيال اعتقال المتظاهرين السلميين في مصر والمحاكمات الجماعية للمعارضين السياسيين، وذلك حسب البيان الرسمي الصادر من البيت الأبيض. يبدو أن هذا الانتقاد لن يكون مؤثراً نظراً لغرابة موقف الولايات المتحدة تجاه مصر منذ الثورة الشعبية في 2011 وعودة البلاد لاحقاً إلى الاستبداد.

لدى الإدارة الأمريكية أسباب قوية تجعلها تعزز علاقتها مع مصر الحليف المقرب، حيث توفر للسفن الأمريكية ممراً عاجلاً من خلال قناة السويس كما تعطي الحق للطائرات الحربية الأمريكية بالطيران بحرية في الأجواء المصرية. وتعتبر الولايات المتحدة مصر أيضاً شريكاً مهما في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، التنظيم الإرهابي الذي يمتلك عدداً متزايداً من الأفرع في المنطقة.

لكن قد تستخدم أمريكا المساعدات كميزة للضغط على مصر في مجال حقوق الإنسان  والديموقراطية. ورأت مصر لفترة طويلة أن تلك المساعدات حق من حقوقها عقب توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، بغض النظر عن ممارساتها. بينما يرى البعض في الكونجرس خلال السنوات الحالية أن يكون تقديم تلك المساعدات مشروط بممارسات الحكومة المصرية، وتم معارضة هؤلاء الأعضاء من آخرين فضلوا إعطاء الإدارة الأمريكية مرونة في ذلك.

ورغم ذلك فإن طمأنة  مصر على استمرار تقديم المساعدات – رغم التغييرات التى طرأت على مضمونها – يمكن أن يفسر على أنه موافقة مترددة على الممارسات الاستبدادية في مصر. ويدفع  ثمنها في النهاية  المصريون العاديون . وخلال المظاهرات الأخيرة أطلقت قوات الأمن الخرطوش على المتظاهرين غير المسلحين بالقاهرة. وعقب وفاة شابة متأثرة بإصابتها، قال أحد المسئولين الأمنيين الرسميين إن وفاتها جاءت لأنها نحيفة جداً. وقالت السلطات إن اتهامات ستوجه للمتظاهرين الآخرين في المسيرة يمكن أن تضعهم  في السجن لعدة سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى