سياسة

نيوزويك: الأموال ستنفد والجزر لن تعود

نيوزويك: الأموال ستنفد والجزر لن تعود

نيوزويك- جاك مور

ترجمة- محمد الصباغ

خرج متظاهرون في مدن القاهرة والجيزة يوم الإثنين أول أمس، ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانتشرت قوات الأمن أيضا في الشوارع من أجل إخماد أي اضطرابات صوُرت على أنها سوف تخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد.

منعت السلطات المصرية تجمع المتظاهرين في عدة نقاط بالعاصمة، ووفقاً لشهود عيان قالوا إن الضباط منعوا التجمعات الكبيرة بالحواجز والمدرعات، كما هاجم أنصار السيسي عددا من الصحفيين، كما اعتقل عناصر من رجال أمن الدولة كثيرا من المحامين والصحفيين والنشطاء قبل المظاهرات في إشارة إلى القلق المتزايد لدى نظام السيسي، بعد تغييرين في النظام، أولهما جاء بالرئيس المصري محمد مرسي قبل أن يعقبه بعام السيسي بعد الإطاحة بالقائد الإخواني.

لكن ما سبب نزول المصريين إلى الشارع ضد الرجل القوي الذي صوّتوا له في الانتخابات الأخيرة بنسبة 96.9%؟

السبب الرئيسي لتجمع المتظاهرين في شوارع القاهرة مرة أخرى يوم الإثنين هو نقل ملكية جزيرتين في البحر الأحمر، تيران وصنافير، إلى المملكة العربية السعودية، وقالت حكومة السيسي إن الجزيرتين تعود ملكيتهما إلى السعودية، لكنّ المصريين بالداخل والخارج غير راضين عن ذلك التنازل.

بينما يواجه الرئيس بعض المشاكل في طريقة إدارته للاقتصاد والخدمات الأمنية بالنسبة إلى كثير من المصريين، إلا أن الجزيرتين تعتبران مصدرا رئيسيا للاعتزاز الوطني.

هتف المصريون الذين تظاهروا في ميدان بالدقي “عيش حرية الجزر دي مصرية”، قبل أن تفرِّقهم قوات الشرطة بقنابل الغاز وطلقات الخرطوش.

سيطرت مصر على الجزيرتين لأكثر من نصف قرن، بعد اتفاق مع السعودية منذ الخمسينيات، لكن الحكومة المصرية تقول الآن إن الجزر ملك للرياض، الحليف الإقليمي الرئيسي الذي زود السيسي بمليارات من المساعدات منذ وصوله إلى السلطة.

ووفقاً لموقع تايم، فقد تظاهر حوالي 2000 شخص في شوارع القاهرة والإسكندرية بعد القرار يوم 15 إبريل.

وسخر المصريون من السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا قراره عبارة عن قبول للأموال السعودية مقابل التضحية بالسيادة المصرية، خلال زيارة الملك السعودي سلمان، وأشار الساخر باسم يوسف عبر حسابه على موقع “تويتر” يوم 9 إبريل، إلى أن السيسي فتح مزادا لبيع الممتلكات المصرية “الجزيرة بمليون، الهرم باتنين مليون وتمثالين هدية”.

وكانت الرياض قد تعهدت بالاستثمار في مصر وتزويد السيسي بمساعدات أكبر مقابل إعادة الجزر.

لم يغضب المصريون داخل مصر فقط بل من في الخارج أيضا، فقد وصل إلى نيويورك، فحين سألت سائق تاكسي مصريا عبّر بحماس عن استيائه من بيع الجزيرتين للسعودية مع بعض الارتباك، وقال إنه يفضّل الرئيس الأسبق حسني مبارك، فأي أموال سعودية سيتلقاها السيسي مقابل الجزر لن تستمر لفترة طويلة، لكن تلك الجزر لن تعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى