أخبار

نص كلمة السيسي في افتتاح معرض الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين ذوي الإعاقة

الرئيس: مصر تضع دائما الاستثمار في بناء الإنسان

افتتح اليوم الإثنين، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين ذوي الإعاقة.

وجاءت نص كلمته كالتالي:

إن لقاءنا اليوم يُعد تأكيدا لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية، من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات العالمية.

كما أنه يأتي تتويجا لمثابرة وطموح أبناء هذا الشعب العظيم، الذين جسدوا بإرادتهم وجهدهم مثلا يحتذى به، ودليلاً قاطعاً على أن الإبداع لا يعوقه إلا الاستسلام واليأس.

وأكمل الرئيس أن مصر تضع دائما الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياتها؛ ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقاً غير مسبوقة، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلاً مشرفاً يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عاماً لذوي الإعاقة والذي شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنباً إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في استراتيجياتها للتنمية.

وأضاف قائلًا إن ما نشهده اليوم من صورة مشرقة لاستخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إزالة مختلف العقبات أمام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ يعد إحدى ثمار عمل دؤوب لتنفيذ المبادرة التي تم إطلاقها منذ عامين لدمجهم وتمكينهم باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية الأمم المتحدة ذات الصلة.

ولعل فوز مصر ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالعديد من الجوائز الدولية في مجال استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، يعكس التقدير الدولي لسياسات مصر الداعمة لمبادئ حقوق الإنسان، والتزامها بتعهداتها الدولية بما يمكنها من الريادة الإقليمية في هذا المجال، وهو ما يدفعنا إلى تسخير الإمكانيات للسعي نحو تحويل مصر إلى مركز لتصنيع التكنولوجيا المساعدة، وتصديرها إلى المنطقة العربية وإفريقيا.

الأخوة والأخوات

إننا نتطلع إلى مجتمع يتساوى أبناؤه في ممارسة الحقوق وأداء الواجبات، ولا سبيل لتحقيق ذلك دون استخدام التكنولوجيا المساعدة، فهي الجسر الذي يعبر بنا للوصول إلى نموذج واقعي قابل للتطبيق؛ وهو ما ظهر اليوم جليا في ابتكارات الشباب في معرض “التكنولوجيا المساعدة”، وما تضمن من تجارب ناجحة قدمها لنا أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

إن هذه النجاحات تزيدنا ثقة في أننا على الطريق الصحيح، كما تدل على اتباع الدولة للأسلوب العلمي في التعامل مع احتياجاتهم.

ومن هنا، أؤكد أن الحكومة المصرية ستبذل المزيد من الجهد، لخلق بيئة ملائمة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يطلقون من خلالها العنان لإبداعاتهم، وتمكنهم من التفاعل مع نواحي الحياة المختلفة؛ ومن هذا المنطلق أعلن عن تدشين “مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية” التي تهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الخدمات المقدمة على “مواقع إلكترونية عالية الإتاحة التكنولوجية” للجهات الحكومية باستقلالية تامة، والنفاذ إلى المعلومات اللازمة بشكل ميسر.

كما أعلن عن إنشاء “المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة” كأول مركز من نوعه في إفريقيا، والذي يتيح استخدام التكنولوجيات المساعدة المناسبة كوسيط للتواصل عبر الهواتف لذوي صعوبات السمع والتخاطب.

إن ما رأيته اليوم يعبر وبكل صدق عن اجتهاد عقول مبدعة تسعى إلى وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في مجال دمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وانطلاقا من حرص الدولة على تطوير المهارات الشخصية والمعرفية لأبنائها؛ أعلن عن إنشاء “الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة” وفقاً لأحدث معايير الجودة والتدريب لتصبح الأكاديمية في ما بعد مركزاً إقليمياً لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي وإفريقيا من أجل: بناء قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برامج تدريبية عالية الإتاحة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تهدف إلى تأهيلهم للحصول على فرص عمل لائقة ومتنوعة، وتضمن لهم حرية الاختيار والاستقلالية في الأداء من خلال بيئة عمل مواتية، وتقديم برامج تدريبية لتأهيل أفراد المجتمع من المتعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام تطبيقات التكنولوجيا المساعدة، ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة، وأخيرا، تنمية وتحفيز الابتكار لدى الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أبنائي الأعزاء من ذوي الاحتياجات الخاصة

أتوجّه لكم بالشكر والتقدير على رسائل الأمل التي بعثتموها اليوم في أنفسنا، بقدرتكم على التغلب على الصعاب التي تواجهكم وتحويلها إلى نقاط قوة، وأعدكم بأنه أمام صبركم ومثابرتكم؛ ستبذل الدولة بمختلف أجهزتها ومؤسساتها، قصارى جهدها لإنجاز مشروعات مختلفة تسهم في توفير حياة كريمة لكم، وتطور قدراتكم الكامنة، لنؤكد معا أن إرادة هذا الوطن، والتكامل بين أبنائه، هما الدافع القوي للانطلاق نحو المستقبل.

شعب مصر العظيم

لتتضافر جهودنا جميعًا، لتعزيز ثقافة حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم على الاندماج الاجتماعي، كما أدعو وسائل الإعلام لتبني قضاياهم، وإبراز قصص نجاحهم وتحفيزهم على تخطي التحديات، والتفوق في مختلف المجالات.

تحيا مصر بشبابها المبدع، وبعزيمة وإصرار أبنائها.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى