سياسة

“نسل الشيطان”؟ أطفال الدواعش المنسيون في الموصل

سألوا الطفل: ماذا تريد أن تصبح حين تكبر؟ فأجابهم: قناص

صورة لمحمد البالغ تسعة أعوام «لا أعرف أين أبي الآن لكنه ذهب مع داعش». الجارديان

تقرير عن الجارديان

أعدته وترجمته: فاطمة لطفي

على مدى السبعة أشهر الماضية، عالج «أبو حسن»، طبيب عسكري، أشخاصا متضررين ويائسين جراء الحرب في مدينة الموصل العراقية. جنود، نساء وأطفال كانوا يرتجفون خوفًا أمامه عقب ساعات من فرارهم من اشتباكات دامية. لكن طفلا واحدًا لم يكن خائفًا بالقدر نفسه. وهو محمد البالغ من العمر تسعة أعوام، واحد من آخر مجموعة فرّت من غرب الموصل في وقت مبكر من الشهر الجاري.

يقول أبو حسن إن محمد لم يكن طفلًا عاديًا، ولم يبد خائفًا. بعد أن عالجه سأله «ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟» أجابه بأنه يريد أن يصبح قناصًا. الإجابة التي صدمت أبو حسن دفعته إلى سؤاله عن عمل والده ليخبره الطفل أنه كان قناصًا «كان أمير القناصين».

بعدها تلقى أبو حسن معلومات من أشخاص في الموصل تفيد بأن والد محمد كان شخصية هامة. حيث وجدت القوات الخاصة الطفل في قبو مع جثث لمقاتلي من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وجلبوه إلى الطبيب.

يتم إخفاء أطفال داعش في مخيمات إغاثة في شمال العراق، وفي منازل خاصة في شرق الموصل المحررة وفي الشمال الكردي، حيث أفراد من عائلات، وعمال متطوعين وعدد صغير من مسؤولين غير مجهزين كفاية، بتمويل قليل، يعرضون أشكال الدعم التي يستطيعون تقديمها.

جنود عراقيون يفتشون منزلًا في الموصل. رويترز

«نسل الشيطان»

يواجه هؤلاء الأطفال النبذ في مجتمعهم ويتم النظر إليهم باعتبارهم «نسل الشيطان». لا يحملون جنسية ولا يحظون بالرعاية الأساسية ولا تريد وكالات الإغاثة ونظم الرعاية الحكومية الاعتراف بهم.

قالت سكينة محمد يونس، مديرة مكتب المرأة والطفل في مقاطعة نينوي، إنها تلقت من الموصل 10 آلاف من الأطفال الذين فقدوا أماتهم وآبائهم «يمكنك القول إن 75% منهم من عائلات تنتمي لداعش. ليس لدينا عدد محدد، لأن بعض الأطفال ليس لديهم هوية لذا لا نعلم من هم، لكن يمكنني القول إن 600 طفل يتيم من داعش في مخيم «حمام العليل».

أضافت يونس أنه حتى الآن لا يوجد برنامج للتعامل مع هذه الحالات، لكنها قدمت مقترح للحكومة. «المشكلة أن الأشخاص هنا لا يتقبلون عائلات داعش بعد الآن».

إضافة إلى ذلك، هناك تقريبًا غياب كامل للخدمات النفسية في العراق فضلًا عن عدم الاستعداد لتبني برامج علاجية للتعامل مع الصدمات النفسية التي لا حصر لها التي سببتها الحرب.

تتابع يونس «مشكلتنا مع أطفال داعش هو الانتقام، هل تعتقد أن الأشخاص العاديين الذين تأثروا بتنظيم داعش سينسون كل ذلك؟».

«لا ذنب لهم»

كما تحدّث محمد عن أن أباه كان يأخذه للعب واشترى له دراجة وأنه كان يقاتل مع الصبيان في المدرسة. «لا أعرف أين أبي الآن، لكنه ذهب مع داعش». وأضاف الصبي أنه كان قناصًا جيدًا رغم كونه طفلا «أعطاني التنظيم خمس رصاصات، تمكنت من إصابة أربعة أهداف لكنني أخطأت الهدف الخامس، وكنت أستخدم بندقية كلاشينكوف».

من ناحية أخرى، قالت بلقيس ويلي، باحثة عراقية كبيرة في منظمة هيومن رايتس واتش إنه يتم معاملة أطفال داعش كما لو أنهم بالغون في النظام القضائي العراقي. مضيفة أن الفرق الوحيد أنه لا يمكن تنفيذ عقوبة الإعدام بحق طفل في العراق. «لا يدرك النظام أنه إذا جندك داعش وكنت طفلا فهذا يعني أنك ضحية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى