ثقافة و فنمنوعات

مهنتي: أحضُن الغرباء

 

 لا داعي لتعقيدات العلاقات، إذا كنت تحتاج فقط  إلى عناق حقيقي،  اذهب إلى سامنتا

 

Worldtruthعن ـ

ترجمة: منة حسام الدين

“دعنا نشبك  اليدين ونتعانق على أريكة، أو نستمع إلى الموسيقى ونحن على سريرك،   سأكون سعيدة إذا احتضنتك  أنا أو احتضنتني أنت “، تلك العبارة هي واحدة من أولى العبارات التي “. Cuddle Up To Meستقرأها عند زيارة موقع “سامنتا هيس” على الإنترنت “

في عمر الثلاثين، أصبحت “سامنتا هيس” “حاضنة محترفة”، مقابل 60 دولار في الساعة تقوم بعناق الغرباء بكل أنواعهم، ودون أي تعقيدات من تلك التي ترتبط  بالعلاقات.

خطرت  الفكرة على ذهن “سامنتا” عام 2012، عندما قرأت مقالاً عن شاب يوفر “العناق المجاني” في أحد الأسواق المحلية في حين أنه كان هناك رجلاً بجانبه يوفر خدمة العناق مقابل 2 دولار، وعلى الرغم من عدم مجانية خدمته إلا أنه قدم خدمته لزبائن أكثر من الرجل الذي يوفر خدمة العناق مجاناً.

“كانت تلك لحظتي المضيئة”، تقول “سامنتا” وتضيف:” كنت في مكان في حياتي،  خرجت فيه من  13 علاقة  متالية، وشعرت باحتياج إلى خدمة لم تكن موجودة، وفي حين أني كنت غير مستعدة لعلاقة جديدة، لكني كنت بحاجة إلى أن أكون محبوبة ومقبولة”.

لم تكن تعرف “سامنتا هيس”وجهتها، لقد أرادت راحة جسدية تجعلها تشعر بأنها في أمان ومقبولة اجتماعياً، “،    لذلك في مايو 2013، بدأت سامنتا هيس موقعها

Cuddle Up To Me”

وبعد شهر واحد فقط كتبت جريدة محلية في عددها السنوي عن مشروعها، ووصفته بأنها “الأفضل في بورتلاند”.

خلال ذلك الحين، تحدثت 40 قناة تليفزيونية عن مشروع “سامنتا”، وحصل ذلك المشروع على أكثر من 17 مليون مشاهد، لتنطلق بذلك “سامنتا” في مشروعها.

حالياً، العناق المهني هو الوظيفة الوحيدة لـ”سامنتا هيث”، وتقول إنها كسبت أموالاً من عملها الحالي أكثر مما كسبته من أعمالها السابقة عندما كانت تعمل كممثلة خدمة عملاء أو موظفة.

“هذا العمل كافٍ لكسب العيش، وأنا لست بحاجة لتنظيم أكثر من 5 جلسات يومياً”، تضيف “سامنتا” التي تعمل 6 أيام في الأسبوع، وبناء على تلك الجلسات تحقق مكاسب تصل إلى 7,200 دولار شهرياً.

تسعون بالمئة   من زبائن “سامنتا” رجال تتراوح اعمارهم ما بين 20 و75 ، ووفقاً لـ”سامنتا” العديد من زبائنها يعانون من أمراض مؤلمة أو إعاقات تمنعهم من الاتصال البشري المتكرر .

“أصف مهنتي بأنها رسالة للعقل”، تقول “سامنتا” وتؤكد أن عملها عبارة عن تجديد للنفس ويجعلها تشعر بالانفتاح والسعادة في الذهن من خلال إعادة تنظيم نظام الجسد.

خلال 24 ساعة فقط من مشاركتها في أولى جلساتها مع أحد الزبائن، تحصل “سامنتا” عادةً على مكالمة هاتفية أو بريد الكتروني حول ما تعنيه لذلك الزبون، وتقول “سامنتا”:” لا أستطيع ان أبلغك عدد المرات التي اضطررت فيها إلى رفض النصائح لأن الناس يكونون متحمسون جداً”.

ما يجعل خدمة “سامنتا” جيدة جداً، هو أنها تحب كل زبون لها على حدة، وأنها قادرة على أن تنظر في عين كل زبون بصدق وتجعله يشعر بأنها تحبه وتقبله كما هو .

سامنتا

وتضيف “سامنتا”:” زبائني يعرفون أني لا أحكم عليهم مطلقاً، أنا فقط أقبل الناس كما هم”، فسامنتا تعامل الجميع وكأنهم جزء من عائلتها، بغض النظر عن هويتهم.

بالإضافة إلى ماسبق، توفر “سامنتا هيس” جلساتها في أي مكان حتى وإن كان ذلك المكان مجرد كرسي للحب في قاعة سينما أو في حديقة محلية أو حتى في غرف نومهم، وأهم شيء بالنسبة لسامنتا هو أن تجعل زبونها يشعر دائماً بالراحة.

“سامنتا” لديها إمكانية ترتيب أجواء جلسة العناق قبل عقدها، فتنظم جلسات للعناق والاستجمام مع تشغيل الموسيقى لضبط المزاج، كما أنها تعطي الزبون حرية تقديم بعض الطلبات كطلب وضع “سامنتا” لمستحضرات التجميل، أوارتدائها لملابس ذات ألوان معينة، أو ظهورها بتسريحة محددة.

كما أن “سامنتا” تخلق لزبائنها الذين يشعرون براحة أقل عند الاتصال الجسدي،  أوضاع خاصة بهم للعناق، فوضع “تارتنتينو” يكون خاص بالزبائن الذين يريدون الحفاظ على مساحتهم الخاصة.

وتقول “سامنتا”:” في وضع تارنتينو أجلس ووجهي في وجه الزبون لكن مع الحفاظ على وجود مسافة تصل إلى 3 أقدام بيني وبينه، في ذلك الوضع تكون ركبتينا في حالة التصاق ويعتمد العناق على عناق الساقين والذراعين”.

وعلى صعيد آخر، وعلى الرغم مما تحققه “سامنتا” من مكاسب بسبب عملها إلا أن ذلك العمل لا يخلو من التحديات، وتضيف:”  عملي به بعض الصعوبات، فزبوني يصبح متعلقاً بي للغاية”.

كما توضح “سامنتا”:” أحد زبائني منحني مفتاحاً لقلبه، كان ذلك الموقف لطيف جداً، لكن في المقابل اضطررت إلى إبلاغه بأن ما بيننا مجرد خدمة أقدمها له وأن الخدمة لن تتحول إلى علاقة رومانسية”، لذا تحرص “سامنتا” على الحفاظ على الشفافية بينها وبين الزبون، وعلى تفادي القيام بأي تصرفات غير ملائمة في خدمتها.

“في ثقافتنا، التجربة الوحيدة التي تجعل الشخص على اتصال حسي قائم على اللمس هي تجربة العلاقة العاطفية، وليس من السهل على الأشخاص تبديل عقولهم بحيث يبدؤون في تصنيف بعض التجارب على كونها أفلاطونية فقط”.

وتؤكد “سامنتا” أن خدمة العناق التي توفرها أقرب إلى تجربة ملامسة الأطفال، وتقول إنها تشير إلى زبائنها بالتوقف عن العناق في حالة شعورها بعدم الراحة:” إذا يبحث البعض عن بديل للجنس، فهم لن يشعروا بالسعادة عند تجربة خدمتي”.

وفي السياق نفسه، يفرض هذا العمل على “سامنتا” الكثير من الأعباء العاطفية، وحسبما قالت فهناك الكثير من الزبائن الذين يعانون من مشكلات عاطفية ويريدون أن يتحدثوا عنها خلال جلسة العناق، وهو الوضع الذي يفرض عليها الجلوس بمفردها في جلسات تأمل، والاستحمام، وتبديل البملابس عدة مرات حتى تشعر إنها انسانة جديدة مستعدة عقلياً وجسدياً قبل الالتقاء بزبونها الجديد.

فعلياً، “سامنتا” لديها حبيب يتقبل الخدمة التي توفرها، وتقول:” هو يعلم أن ما اقوم به هو شكل من أشكال العلاج، وأنه يحدث فرقاً في حياة الناس”.

الشهر المقبل، ستفتتح “سامنتا” مكانها الخاص الأول لخدمة العناق، كما أنها ستبدأ في منح شهادة وطنية بعد اتمام الزبون لبرنامج عناق يستمر لمدة 40 ساعة، وتضيف :” هذا عملي، واريد أن أغير وجهة نظر الثقافة الغربية حول الاتصال الأفلاطوني، فيبنغي أن يكون لكل شخص وسيلة للتواصل تجعله يشعر بالراحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى