سياسة

من يقطع الإنترنت في روسيا؟ بوتين أم الغرب؟

هل ينجح  بوتين في التحكم في  اتصال روسيا بشبكة الانترنت الدولية، أم تسيطر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي  على ذلك؟

1411330960635100
Image: protesters in Moscow/Evgeniy Isaev/Flickr

فروسينا إيورداه – فايس

ترجمة – محمود مصطفى

يُزعم  أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للحصول على سلطة قطع اتصال روسيا بالإنترنت كأداة يمكن تفعيلها وقت الحرب أو المظاهرات الضخمة ضد الحكومة ، أو لحماية الروس من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي، حسب هوية من تسأله عن الأمر.

التقي بوتين ومجلس أمنه يوم الاثنين لبحث السبل لقطع اتصال روسيا بالانترنت إذا لزم ذلك، بحسب تقرير صحيفة “فيدوموستي” الإقتصادية الروسية.

ويتردد كذلك  أن وزير الاتصالات كان يجري تدريبات لاختبار نقاط ضعف الإنترنت الروسي ويستطيع الآن بنجاح تعطيل العناوين الإنترنتية “IP address” من خارج روسيا بحسب ما قال ضابط مخابرات للصحيفة.

وكل هذا يجري من أجل معرفة ما  إذا كان “رونيت” أو الإنترنت الروسي يقدر على العمل منفرداً من دون إتاحة وصول للإنترنت الغربي، ويأمل القائمون على ذلك أن يكون هذا قابلاً للتطبيق العام المقبل.

سينكر بوتين هذا على الأرجح وسيحاول أن يبرر قطع الإنترنت عن روسيا بـ”المخاوف المتصاعدة من أن الغرب يريد أن يقطع اتصال روسيا بالشبكة العنكبوتية” وفقاً لخبراء صناعيين لم تُذكر أسمائهم تحدثت إليهم “ديسكفري نيوز”.

وكما لو كان في انتظار الوقت المناسب، أنكر المتحدث باسم بوتين “دميتري بيسكوف” أن السلطات لديها خطط لقطع اتصال الإنترنت في روسيا ، وأصر بدلاً من ذلك على أن هذا التساؤل يخص دولاً أخرى لتجيب عليه. وأضاف كذلك أن روسيا تحتاج لطريقة لحماية نفسها من الغرب.

وأشار بيسكوف إلى عدم إمكانية توقع تصرفات الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل أن يلمح إلى أن هذه الدول قد تقطع اتصال روسيا بالإنترنت بالفعل وليس العكس.

في تصريح لموقع “روسيا اليوم” قال وزير الاتصالات الروسي نيكولاي نيكيفوروف “روسيا يتم مخاطبتها بلغة العقوبات من طرف واحد: أولاً تعطل بطاقات ائتماننا ثم يقول البرلمان الأوروبي أنهم سيستبعدوننا من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت”. وسط هذه الظروف نحن نعمل على سيناريو قد يقطع فيه شركاؤنا المبجلون اتصالنا بالإنترنت فجأة.”

وفرضت العقوبات أحادية الجانب التي يتحدث عنها نيكيفوروف قبل أشهر قليلة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية وبدأت عمليات عسكرية في الجزء الغربي من أوكرانيا.

وإذا كان الغرب هو من يقطع اتصال روسيا بالإنترنت أو بوتين هو من يفعل ذلك فإن الأمر سيان، حيث أن الاحتماليتين تبرز اعتماد العالم على الإنترنت الغربي وهي حقيقة تتذمر منها الكثير من الدول، من بينها البرازيل وألمانيا، من بعد تسريباي سنودن العام الماضي.

بوتين نفسه عبر عن قلقه من أن تكون وكالة الأمن الوطني “إن إس ايه” تتجسس عليه عبر الإنترنت ومن أمن الإنترت في بلاده في الماضي.

هل يقدر بوتين بالفعل على أن يفصل الإنترنت الروسي عن باقي العالم إذا أراد؟ خبير تجسس روسي يدعى أندري سولداتوف أخبر “الجارديان” أنه ممكن تقنياً بالنظر إلى قلة نقاط تبادل الإنترنت الموجودة في روسيا. إلا أنه من غير المرجح أن يفعل ذلك لأنه سيكون مضراً لشركات وصناعات متنوعة في روسيا تعتمد على الإنترنت الغربي، قطع الإنترنت بصورة مؤقتة أو حجب مواقع معينة خلال المظاهرات الحاشدة (والتي قد تسببها شعبية بوتين المتراجعة أو الكساد الروسي المقبل) يبدو أرجح من ذلك.

حجبت كل من مصر وإيران وسوريا والصين والمملكة المتحدة ومؤخراً تايلاند موقع “فيسبوك” في أوقات مختلفة لأن التظاهرين كانوا يستخدمونه للتنظيم. والمثل قد يقال عن “تويتر”، حيث حجبت دول عديدة خدمة التدوين القصير هذه خلال أوقات الاضطرابات السياسية ومن بين هذه الدول فينزويلا هذا العام. ولم تقم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بقطع اتصال أي دولة بالشبكة كإجراء عقابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى