سياسة

معتقلان كنديان سابقان في مصر: عاقبوا الديكتاتورية

رسالة من الكنديين جون جريسون وطارق لوباني الذين قضيا 50 يوماً في سجن طرة، للتضامن مع صحفيي الجزيرة ومطالبة حكومة كندا والغرب  بالضغط وعدم منح الشرعية للسياسات المصرية

جريسون ولوباني
جريسون ولوباني

طارق لوباني وجون جريسون – ميل آند جلوب

ترجمة – محمود مصطفى

في أغسطس 2013  تم إلقاؤنا في سجن مصري، وصرنا  سجينين سياسيين في ظل ديكتاتورية  يقودها عبد الفتاح السيسي.

أصدقاؤنا وعائلتينا  عرفوا أن الحل لأزمة اعتقالنا كان سياسياً أيضاً ، والحملة التي قاموا بها ضغطت على الحكومة الكندية لتطالب بإطلاق سراحنا.

بعد خمسين يوماً طويلة  وسط أوضاع قذرة، ربحنا حريتنا،  والانتصار جاء بفضل الشعب الكندي الذي طالب مسئوليه المنتخبين  بالتدخل لإطلاق سراحنا.

المواطن الكندي محمد فهمي وزملاؤه الصحفيين مروا بما قدر لنا أن نمر به، وإن لم يمروا بتجربة الانتصار.

السفير الكندي في مصر هاجم الحكم الصادر ضدهم،  وهو  يشارك  في  الاعتقاد السائد لدى  المراقبين بأن فريق الدفاع نجح في إثبات براءة فهمي وزملاءه الإثني عشر.

أدان الحكم أيضاً كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومنظمة العفو الدولية ومنظمة “صحفيون كنديون من أجل حرية التعبير” وآخرون.

المحكمة التي وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها “عار كامل” ضمت دستة من المتهمين الغير رئيسيين والذين لا صلة لهم بالقضية بدون أي دليل ضدهم. هؤلاء الصحفيون أدينوا لكونهم صحفيون ليس أكثر.

هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن هذه الأحكام بالسجن لسبعة  وعشرة أعوام سيتم تنفيذها، فالسجون المصرية ملأى بالسجناء المنسيين الذي سينضم إلى صفوفهم السيد فهمي إذا لم نتدخل. فبدون الاحتجاجات العلنية حتى وقتنا هذا كان من الممكن أن يحكم عليهم بالإعدام مثل مئات كانت الأدلة ضدهم بنفس القدر من الهزلية.

وكما كان الأمر في حالتنا، فإن السيد فهمي سجين سياسي للدكتاتورية في مصر وعليه فإن إنهاء سجنه سيكون سياسياً كذلك. ويجب على وزير الخارجية الكندي جون بيرد ورئيس الوزراء ستيفن هاربر أن يحتجا بصوت عال وبقوة على هذه المحاكمة الظالمة وأن يعاقبوا الديكتاتورية في مصر.

نحن لا نستطيع أن نقبل التصريحات الناعمة مثل قول السيد هاربر “إننا منزعجون بشدة” أو قول مساعد رئيس الوزراء للشئون البرلمانية “نحن لا نريد أن نسيء إليهم (الحكومة المصرية).”

مصر ستجد صعوبة في اكتساب شرعية دولية بدون دعم كندا والحكومات الغربية، مثل اعتراف السيد بيرد بالانتخابات الأخيرة في مصر كـ”خطوة في طريق مصر الطويل نحو الديمقراطية”. هذه الانتخابات نفسها وصفتها منظمة هيومان رايتس ووتش بأنها جرت “في بيئة قمعية تضعف نزاهة الإنتخابات.”

يجب على السيد هاربر والسيد بيرد أن يطالبا بإطلاق سراح السيد فهمي بقوة وعلانية كما طالبوا بإطلاق سراحنا، ولكنهما لن يفعلا بدون ضغط من المواطنين الكنديين في كل مكان.

..

*طارق لوباني طبيب كندي فلسطيني المولد وجون جريسون مخرج وأستاذ جامعي وناشط كندي. اعتقل الاثنان لمدة 50 يوم في سجن طرة وأطلق سراحهما عقب حملة احتجاج دولية

اقرأ قصتهما هنا : 50 يوما في سجن طرة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى