سياسةمجتمع

مصر: لا مكان للملحدين

يوإس  إيه توداي: مصر تطارد الملحدين رغم حديث السيسي عن ثورة دينية

يو اس ايه توداي – سارة لينتش – ترجمة: محمد الصباغ

على ما يبدو أنه لا يوجد في مصر مكان آمن للملحدين أو لمن يعتقد أنهم يحملون أفكاراً إلحادية. فهم مطاردون في المقاهي ويتعرضون للتحرش بهم في الشوارع كرد فعل من المجتمع والدولة ضد الإلحاد والكفر.

يقول الملحد عمرو محمد: ”يجب أن أبقي فمي مغلقاً عندما يتطرق الحديث إلى انتقاد الدين أو التهكم عليه. و لو أردت أن أعلق على موضوع ديني أو ممارسة شعائر دينية حسب معتقداتي الخاصة، يكون ذلك أمر لا يعرفه غيري”.

كانت دار الإفتاء المصرية قد أعلنت عن إحصائية في ديسمبر الماضي زعمت أن مصر يوجد بها 866 ملحداً. وهو الرقم الذي اعتبرته الدار ”تطورا خطيرا“، وبعد ذلك بأيام قالت وسائل الإعلام إن مقهى يطلق عليه ”قهوة الملحدين“ تم إغلاقه.

وذكرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أنه منذ 2011 أدين 27 على الأقل من أصل 42 متهما  بتهمة ازدراء الأديان. و قالت المبادرة في تقرير شهر أغسطس: ”زادت الهجمات على مواطنين يمتلكون وجهات نظر عكس الأغلبية وعلى آخرين حاولوا التعبير عن آرائهم في قضايا دينية مثيرة للجدل”.

وحسب مؤسسة حرية الفكر والتعبير، أصدرت محكمة مصرية الشهر الماضي حكمها على الطالب كريم البنا بالسجن ثلاث سنوات، وكانت تهمة الطالب، الذي وصفه والده بـ”الملحد”، هى كتابة منشور على “فيسبوك” أهان فيه الإسلام.

و تقول فاطمة سراج، المحامية بالمؤسسة: ”من يكتب أو يعلق أو حتى يتحدث عن موضوعات ضد الدين يواجه اتهامات بجرائم جنائية”.

ورغم أن الدستور المصري يضمن حرية الإعتقاد، إلا أنه يحدد حرية ممارسة العقائد في ديانات ثلاثة فقط هى الإسلام والمسيحية واليهودية. في الحالات المتعلقة بالتجديف أو الكفر يستند المحققون غالباً إلى مادة في قانون العقوبات مختصة بالفكر المتطرف واستغلال الدين.

تعرض أيمن إمام، مؤسس صفحة للملحدين على “فيسبوك”، لتهديدات بسبب آرائه. ويتناول في صفحته التجاوزات ضد حرية الإعتقاد. وبالإضافة لتعرضه لمضايقات على الإنترنت، يقول إمام أنه وجد ورقة على سيارته في صيف 2013 مكتوب عليها آيات قرآنية تقول أن الموت هو عقوبة الردة.

و يضيف إمام: ”لا يمكنك فعل شئ حيال ذلك، أذهب إلى الشرطة؟ الشرطة لن تساعدك ومن المحتمل أن يسببوا لك مشكلة”.

قالت منظمة العفو الدولية إنه في سبتمبر 2012، تجمعت حشود من الرجال وحاصروا منزل الناشط ألبير صابر واتهموه بالهرطقة والإلحاد بسبب ترويجه لفيلم مسيئ للإسلام عبر الإنترنت. وعقب اتصال والدته بالشرطة للمساعدة، ألقت السلطات القبض عليه بتهمة ”إهانة الدين“.

و ذكرت فاطمة سراج أن البعض واجه مشاكل في عمله، ففي يونيو 2013، تعرض مدرس بمدرسة إعدادية بالجيزة للفصل بسبب الإلحاد.

و حسب موقع “مدى مصر”، قال مساعد وزير الداخلية لأمن الأسكندرية، أمين عز الدين، لقناة مصرية أنه سيشكل قوة خاصة للقبض على الملحدين.

تأتى الحملات الأمنية الأخيرة وسط اتساع النقاش حول الدين. بدأ الملحدون بالظهور كثيراً في البرامج التلفزيونية المصرية. وقبل الهجوم على شارلي إيبدو بأيام، طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بثورة في الإسلام لإصلاح الدين، وهى إشارة بارزة في دولة متحفظة يقترب عدد سكانها من 90 مليونا ومعظمهم مسلمين.

و خلال خطاب العام الجديد، شدد السيسي على أهمية نشر تعاليم الإسلام المعتدل، و مواجهة التفسيرات الخاطئة للإيمان. وهذا لا يشير إلى قبول وشيك للآراء المثيرة للجدل.

يقول عمرو عزت، الباحث ومدير برنامج الحرية الدينية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: ”لا توجد خطة لحماية الحريات الدينية، الممارسات الآن امتداد لسياسات قديمة، وحرية الاعتقاد معلقة حتى إشعار آخر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى