سياسةمجتمع

مريم “المرتدة” نجت من الموت: العالم منحني الأمل

 حكم على السودانية  مريم إبراهيم بالإعدام بتهمة الردة وولدت في السجن، الآن هي حرة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد احتجاج دولي واسع. وتجيب الفتاة السودانية على بعض الأسئلة حول محنتها.

الجارديان – مريم إبراهيم و ميف شيرلو – ترجمة: محمد الصباغ

تصدر اسم ”مريم إبراهيم“ عناوين الصحافة العالمية في العام الماضي عندما قررت السلطات السودانية إعدامها بسبب الردة بعد زواجها من رجل مسيحي. دخلت مريم إلى السجن وهي حامل في الشهر الثامن و قالت إنه تم إجبارها على الولادة ”مقيدة إلى الأرض”.

لاقت قصة مريم إدانة عالمية من المدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين الدوليين. ووافق السودان على إطلاق سراحها والسماح لها بمغادرة البلاد في يونيو الماضي.

وبدأت مريم، 27 سنة، حياة جديدة في الغربة مع عائلتها في الولايات المتحدة الأمريكية. وتجيب هنا على أسئلة قراء الجارديان حول حبسها مع طفلها، وقوة إيمانها، ومعركتها المستمرة من أجل حقوق الإنسان في السودان.

“معرفة أن العالم يساندني أعطاني الأمل“

وقّع أكثر من مليون شخص على عريضة إليكترونية من منظمة العفو الدولية خلال فترة حبس مريم. وسألت أحد القراء وتدعى ”إيدزيلا“: هل كانت مريم على دراية بذلك الدعم، وهل ساعدها ذلك في التركيز على ”الضوء في نهاية النفق”؟

و تجيب مريم: ”أخبرني زوجي دانيل عن الناس الذين دافعوا عني وشجعوني لأثبت على الدين المسيحي“، وأضافت أن الدعم العالمي الكبير أعطاها أملاً في أنها ”ستنتصر“. وشكرت مريم منظمة العفو الدولية وكل من طالب بحريتها بداية من الاتحاد الأوروبي وحتى السفير الأمريكي في السودان ومن ساندوها حتى بالدعاء.

”كنت حزينة لمغادرة بلادي، لكنه ثمن حياتي“

تعاطف أحد القراء في الجارديان مثل الكثيريين مع مريم، وسأل عن كيف ستخبر مريم أطفالها عن التجربة عندما يكبرون. وقالت الأم التي وضعت طفلتها بالسجن، سأخبر أطفالي بما حدث ”وخصوصاً مابا التى ولدت بالسجن”.

وأكملت مريم الحديث بأنها تنتظر عرضاً من أجل تأليف كتاب ”لكي يصل إلى كل العالم و كل شخص صلى من أجلها ومن أجل أطفالها وعائلتها”. وقالت إنها حزنت بسبب الخروج من بلدها ”لكن ذلك كان ثمن حياتي و حياة عائلتي”.

”الدولة هي السبب“

انصب اهتمام ”كلارك ايخات“ أحد قراء الموقع على من تلقي مريم باللوم: الدين أم الدولة أم الأفراد؟

وتجيب مريم: ”اعتقد أن اللوم يقع على الدولة لأنها تشجع المتطرفين والممارسات ضد المسيحيين في السودان”.  واتهمت الحكومة بتدمير كنائس وتعذيب المسيحيين.

كانت حملة ”أوبن دوورز“ البريطانية التى تتبع الممارسات الدولية ضد المسيحيين، قد صنفت السودان كسادس أسوأ دولة في العالم واتهمت الحملة الرئيس عمر البشير بأنه يستغل ”صعود الإسلام الراديكالي المتطرف ليثبت سلطته”.

”نجحت بسبب اقتناعي بما أفعل“

أطلق سراح مريم إبراهيم في 23 يونيو الماضي، وسمح لها بمغادرة البلاد. وسافرت مريم الذي يحمل زوجها الجنسية الأمريكية بعد ذلك إلى الفاتيكان لمقابلة البابا قبل التوجه إلى أمريكا مع عائلتها.

في سؤال آخر يريد أحد القراء معرفة شعور مريم بعد إنتهاء أزمتها وهل شعرت بالاستقرار والسعادة والأمان مع أطفالها؟

وتجيب الشابة السودانية: ”رغم الصعوبات، أنا سعيدة. فما حدث و ما واجهته كان اختبارلإيماني.. لقد نجحت فيه بسبب إقتناعي بما أفعل”.

وتحدثت مريم عن موقف طفلها مارتن الذي لم يكمل عامه الثاني وأخذ من والده ليعيش معها في السجن:”عندما قال مارتن أنه يريد والده ضربه الحراس وقالوا له: (ليس لك أباً).. لقد كان موقفاً صعباً”.

”تجربة قاسية لامرأة في السجن“

يسأل ”روري كامب“ أحد القراء أيضاً هل ستواصل مريم القتال من أجل حرية الآخرين في السودان، وقال ”أعرف أنها مسئولية كبيرة لكني أعلم أن هناك كثيرين قد يساعدونك. أنا استطيع أن اساعدك”.

وتجيب مريم أنها كرست نفسها من أجل الحريات في العالم أجمع وكشفت عن خططها لجمعيات خيرية تدعم من يعملون ضد الاضطهاد الديني وتساعد أيضاً المرأة في السجون. و تضيف: ”لقد عشت تجربة مؤلمة كامرأة في السجن تحتاج دعم إنساني و قانوني”.

وتأكيداً على كلمات ”كامب“ قالت: ” كلي ثقة بأن كثيرين سيساعدونني وأنت أحدهم.. شكراً لك”.

”أن تعيش بحرية وتدافع عن الدين“

أراد أحد القراء أن يعرف القوة التى قادت مريم لرفض العدول عن إيمانها. وردت مريم أنها كانت تتظاهر ”من أجل الحياة بحرية و الدفاع عن الدين”. وأضافت أنها تمنت أن يصبح بقية المسيحيين أقل خوفاً بعد تجربتها. وأكدت: ”لقد خصصت حياتي من أجلهم”.

”الإيمان هو الحياة“

سأل أروين بيرد عن شعورها عندما كانت ستفقد حياتها بسبب إيمانها؟ فردت مريم: ”الإيمان هو الحياة. لقد كنت أتذكر دائما صورة المسيح وهو مصلوب من أجلنا. يجب أن نحبه و نحميه”. و شكرت أيضاً إيمانها لحمايته إياها وتعليمها ألا تخاف من ”أى شيطان”.

”في السودان.. حقوق الإنسان في وضع خطير“

و يتسائل قارئ عما يجب فعله من أجل دعم حقوق الإنسان في السودان ” الدولة المعروف رئيسها بالاستبداد والحملات الشديدة ضد معارضيه” ، ويواجه فيها الرئيس تهماً بالإبادة الجماعية و جرائم الحرب.

وصفت مريم وضع حقوق الإنسان في السودان بأنه ”سيئ جداً وفي حالة صعبة“، وتحدثت عن أملها في تغيير النظام من خلال الإنتخابات المقبلة في 13 إبريل، ونادت برقابة دولية على عملية الإنتخابات.

واتهمت مريم إبراهيم الحكومة بتدمير النسيج الإجتماعي للسودان وخلق ”الفتنة بين مختلف طوائف المجتمع“، و قالت إن ذلك هو سبب انفصال جنوب السودان في 2011، وأيضاً سبب حركات التمرد الحالية في جبال النوبة ودارفور.

كان الأكاديمي السوداني أحمد ادهم قد حذر مؤخراً من أن شمال دارفور يواجه خطر إبادة جماعية على يد قوات موالية للنظام في السودان.

وطالبت مريم السودان بإدراك أنها دولة ”متعددة الأعراق و الديانات“ حيث كل مواطن يمتلك حقوقه ”سواء كان مسيحياً أو مسلماً أو حتى بلا دين أو ينتمي لقبيلة أو عرق معين”. وقالت أن ذلك أمراً حيوياً لتأمين مستقبل الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى