منوعات

مخ الرجل ومخ المرأة؟..ليسا مختلفين إلى هذا الحد

وفقاً للعلم، الرجال والنساء ليسوا “مختلفين” بالقدر الذي نتصوره

Huffingtonpost- ستيفاني باباس

ترجمة دعاء جمال

لا يوجد أمخاخ سيدات هنا.

 Untitled

وجد بحث جديد أنه لا لوجود لما يسى  ” مخ ذكر” أو “مخ أنثي”. حيث استنتجت الدراسة أن عقول الرجال والنساء خليط من خصائص أقرب للرجال وخصائص أقرب للنساء. حتى مناطق المخ التي اعتقد مسبقاً أنها تظهر اختلافات مبنية على الجنس، كانت متغيراتها أكثر اشتراكاً من اتساقها.

كتب باحثا الدراسة في مجلة (Proceedings of the National Academy of Sciences)، ” دراستنا تظهر أنه على الرغم من أن هناك اختلافات بين الجنسين في بنية المخ، إلا أن المخ لاينقسم إلى  فئتين واحداً نموذجي للذكور وآخر نموذجي للإناث،  وحتى عند الأخذ فى الاعتبار المجموعة الصغيرة من خصائص المخ والتي تظهر أكبر اختلافات بين الجنسين، فلكل مخ فسيفساءه المتفردة من الخصائص، بعضها قد يكون أكثر شيوعاً في الإناث مقارنةً بالذكور، وأخرى قد تكون  أكثر شيوعاً لدى لذكور مقارنةً بالإناث، وتشيع بعضها  لدي كل منهما؛ الإناث والذكور.”

أمخاخ وردية وزرقاء؟

كتبت دافنا جويل، عالمة نفس بجامعة تل أبيب، وزملائها، أن البحث الجديد هو الأول لاختبار اختلافات النوع “في المخ ككل”. إذا كان المخ حقاً مثنوي ”  ثنائي” الشكل الجنسي، يأتي بشكل مذكر أومؤنث، فيجب أن تكون الاختلافات ثابتة بين الجنسين. لاحظ الطاووس بذيله ثنائي  الشكل الجنسي: الاختلاف في اللون والحجم متناسق بين الجنسين؛ ليس هناك مجموعة من إناث الطاووس يلوحن  بريش أرجواني براق.

قالت ريبيكا جوردان يونج، أستاذة في دراسات نوع المرأة وجنسانيتها بجامعة برنارد في نيويورك، ومؤلفة ” Brain Storm: the flows in science of sex differences”، والتي لم تكن مشاركة في الدراسة، أنه من الواضح، أن الأمخاخ لا تتناسب مع “التنميط”؛ هناك الكثير من الاحتلاف داخل أمخاخ الجنسين أكثر مما بين النوعين كل على حدة ، تللك الحقيقة عرفت منذ وقت طويل، والعديد من علماء الأعصاب توصلوا بالفعل إلى أن الأمخاخ مختلفة الأنماط مع خليط من بنيات أقرب للذكر أحيانا وأقرب للإناث أحيانا أخرى.

فكرت جويل وزملائها، أنه على الرغم من تلك المتغيرات، إلا أنه قد يكون هناك اتصال لنوع مخ الأنثي والذكر طالما أن اختلافات النوعين بين البنيات ثابت بين الرجال والنساء. وقرروا وضع التساؤل قيد الاختبار.

مشط الباحثين بين أكثر من 1400 صورة رنين مغناطيسي من مختلف الدراسات لمخ الذكر والأنثى، مركزين على المناطق ذات الاختلافات الأكثر بين الجنسين. في التحليل الأول، باستخدام مسح الدماغ من 169 رجل و112 أنثى، عرف الباحثين ما هو ” أقرب للذكر” و”أقرب للأنثى” حيث ال33 % من أقصي تسجيل لاختلاف الجنسين في المادة الرمادية من 10 مناطق. حتى مع هذا التحديد السخي لعلامات “الذكر” و “الأنثى”، لم يجد الباحثون سوى أدلة صغيرة على التناسق الذي قد يحتاجونه ليثبتوا ثنائية الشكل الجنسي للمخ. فقط 6% من الأمخاخ كانت متناسقة مع كونها لذكر أو لأنثى، بمعنى أن كل ال 10 مناطق كانت إما أقرب للأنثى أو أقرب للذكر. ووجد تحليل آخر لأكثر من 600 مخ لأشخاص تبلغ من 18 ل 27 عاماً، أن 2.4% فقط كانوا متناسقين كذكر أو أنثى، بينما المتغيرات الجوهرية كانت القاعدة لأكثر من النصف ( 52%).

كتبت جويل وزملائها، أنه بكلمات أخرى، كان هناك بضعة أفراد ممن كانت مناطق مخهم كلها أقرب للذكرأو أقرب للأنثي. ولم يكن هناك تواصل واضح بين نقطتي النهاية. وبدلاً من ذلك، خلال كل من المادة الرمادية والبيضاء و أنماط التواصل، كانت الأمخاخ متداخلة للغاية بحيث أن دعوة شكل معين كأنثى أو مذكر يعد بلا معنى.

” تعرض نتائجنا انه حتي عندما يكون التحليل قاصراً على عدد صغير من مناطق المخ (أو صلاته) عارضاً لأكبر الاختلافات بين الجنسين، يكون التناسق الداخلي نادراً وأقل اشتراكاً من المتغيرات الجوهرية (على سبيل المثال، أن تكون في النهاية الواحدة لتواصل ال ” الذكورة_ الأنوثة” في بعض العناصر وعند النهاية الأخرى في العناصر الآخرى)”

الفسيفساء الجنسي

” أي شخص آخر مدرك للبيانات الحالية عن اختلافات المخ بناءاً على الجنس، يقدر عدم وجود شيئ مثل وحدة كبيرة واحدة من “مخ ذكر” أو “مخ أنثى”، بنفس قدر عدم وجود شيء يدعى قلب الذكر وقلب الأنثى”، وفقاً ليز إليوت، عالمة أعصاب بجامعة روزاليند فرانكلن في شيكاغو ومؤلفة ” Pink Brain, Blue Brain: How Small Differences Turn Into Troublesome Gaps, And What We Can Do About It”

تقول إليوت، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة، أن البحث كان ” كمقاربة مبتكرة” للتمحيص خلال اختلافات المخ بين الجنسين. كما أخبرت موقع لايف ساينس أنه بينما يوجد اختلافات إحصائية للجنسين، إلا أن الدراسة الجديدة تظهر أن توزيع الصفات الأقرب للذكر و الأقرب للأنثي غير مكتمل، ليس موحد.

بالتأكيد، وجدت دراسات سابقة مناطق كبيرة للتداخل في بنية مخ الذكر والأنثى، حتى عند إيجاد اختلافات مستوي السكان بين الجنسين.

قالت ريجيما فيرما، أخصائية الأشعة لموقع لايف ساينس عام 2013 بعد إيجاد اختلافات في الاتصال بين أمخاخ الذكر والأنثي :” يمكن لكل فرد أن يكون لديه جزء من كل من الرجال والنساء داخلهم”.

كتبت جويل وزملائها، أن الإيجادات متسقة مع خط ناشيء من البحث على التحكم الهرموني لتطور المخ. في البداية،اطلع علماء الأعصاب على هرمون جنس محدد كمفتاح لاختلاف الجنس في المخ، مع التسترون ” لطابع الذكورة” للمخ وإستروجين “طابع للأنوثة “له.

وجدت المراجعة أنه على الرغم من أن التأثيرات الهرمونية مهمة، إلا أن القصة الحقيقية أكثر تعقيداً بكثير، فوفقاً لمراجعة لعام 2011 لموقع ناتورال نيروساينس. تشير ادلة جسدية متزايدة إلى أن هذا التطور هو تبادل بين العوامل الجينية، البيئية واللاجينية ( فوق المجموع الوراثي)، كلها تعمل بالتوازي وتؤثر على بعضها بطرق معقدة. تتفاعل مناطق المخ المختلفة بطرق مختلفة للتأثيرات الخاصة بالجنس، والتي ليست مقتصرة على الاستروجين والتسترون. كما أن التأثيرات البيئية مثل توتر قبل الولادة أو بداية الحياة قد يؤدي لنتائج داخل العملية، يغير مجدداً كيفية تطور المخ.

أخبرت جوردان يونج موقع لايف ساينس، أن كل تلك العمليات المتوازية يمكنها شرح سبب أن النمطيات البسيطة بشأن اهتمامات الذكر والأأنثى، قدراتهم وذكائهم عادةً تفشل على الصعيد الفردي.

” فكرة شخصية موحدة ” ذكورية” أو “أنثوية” أتضح أنها لا تصف الأشخاص الحقيقيين. إنما يصف الأنماط التي نقارن بها أنفسنا مع الآخرين، وهناك إناس أكثر “غير مطابقين نوعياً” كثر مما ندرك في العموم.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى