ثقافة و فن

محكمة أمريكية تطالب بتغطية لوحات عارية في قاعتها.. وهذه هي الأسباب

لوحتان في قاعة محكمة بولاية ميتشجان الأمريكية

 

تقرير- غادة قدري

تسببت لوحتين في قاعة محكمة بولاية ميتشجان الأمريكية في تشتيت انتباه وغضب القضاة إذ تجسد اللوحتين سيدات عاريات ما دفع مفوضو مقاطعة فان بورين للتصويت الأسبوع للتغطية على اللوحتين بحجة أنهما غير مناسبتين للعرض في قاعة المحكمة.

وستُغطى اللوحتين بقطع من القماش مع لافتة تُظهر ختم المقاطعة.

وقدم رئيس المحكمة كاثلين بريكلي التماسًا إلى مفوضي المقاطعة لتغطية اللوحتين، قائلًا إن العُري والعنف الموصوفين في اللوحات غير مناسبين للمبنى.

ويرى رئيس المحكمة أن هذه الجداريات تصور النوع ذاته من الأعمال المهينة وهو يرى: “أن وجود لوحات لنساء عاريات في قاعة المحكمة يُظهر عدم احترام النساء والرجال الذين يحترمون النساء”.

أحدى اللوحتين معلقة أعلى سُلم المحكمة ويعتقد أنها تصور الآلهة اليونانية، والآخرى فوق مقعد القاضي مباشرة في قاعة محكمة الدائرة الرئيسية .

ويقول بريكلي، ” اللوحتان تصوران العدالة التي تقاس بالسيوف والرماح من خلال قطع الرأس ومن خلال الإهانة التي تميزت بالتسول العاري على الركبة المنحنية”

فيما انزعج المؤرخ روبرت هينديناش بسبب اللوحات التاريخية التي تعود لأكثر من 111 عاما وهي موقعة من الفنان فرانك لويس فان نيس ويعتقد أن مبنى المحكمة يضم لوحات أخرى له.

وأوضح هيندناش أن الفن العاري كان شائعا في تلك الفترة، لكنه مندهش من قرار المحكمة بتغطية هذه اللوحات، أو إزالتها دون الإضرار بها.

وقال هينديناش: “الأمر أشبه برؤية مبنى تاريخي قديم في البلدة يتم هدمه أو أي شيء آخر ، تشعر دائمًا بالسوء حيال ذلك لأنك تعتقد أن هذا جزء من تاريخنا”

الخبر الذي نشره موقع woodtv لم يوضح موعد تغطية هذه الجداريات.

حدث ما سبق في إحدى الولايات الأمريكية التي تمجد الفن والثقافة والحرية رغم أن الجسد الإنساني العاري ظل موضوعا مفضلا للفنانين متأثرا  بظهور المسيحية التي أدت بدورها إلى إحداث طفرة في تطور الفن العاري، فبعض الأعمال الفنية التي ظهرت في العصور الوسطى وعصر النهضة تصور صدر مريم العذراء عاريا وهي ترضع طفلها، وثمة احتمال بأن هذا الأمر أصبح مسموحا بسبب قداسة الموضوع.

كما ظهرت صور لآدم وحواء عاريين كترجمة حرفية لقصة سقوطهما من علياء جنات عدن، وفي كثير من الأحيان، كان المسيح يرسم عاريا على الصليب، لإظهار معاناة الإنسان الجسدية.

أما في عصر النهضة، تبنى فكرة العُري فنانون مثل مايكل أنجلو، كبادرة تكريم للأعمال الفنية والتصويرية العظيمة من عصور الإغريق والرومان.

مايكل أنجلو في رسوماته بسقف كنيسة سيستين اخذ العُري إلى آفاق جديدة، عندما صوّر العضلات والحركات الملتوية بشكل مبالغ فيه، حتى الملائكة صوّرها انجيلو في الكثير من الأحيان إما عارية أو شبه عارية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى