ثقافة و فن

محبو الشيخ إمام في مئويته: البحث عن متحف بعد فشل “حوش قدم”

محبو  الشيخ إمام: تراجعت صاحبة بيت حوش قدم بعدما كانت متحمسة

السيد مهدي عنبة بصحبة صديقه الراحل الشيخ إمام

تقرير: غادة قدري

لم ينس أصدقاء الراحل الشيخ إمام محمد أحمد عيسى المعروف بـ(الشيخ إمام) الاحتفال به مع اقتراب الذكرى المئوية الأولى لمولده، حيث ولد في يوم 2 يوليو علم 1918، وبدأت أولى تلك الاحتفالات في ندوة أقامها معرض القاهرة الدولي للكتاب مؤخرا، تحدث فيها، سيد مهدي عنبة  صديق الشيخ إمام المقرب والمهتم بجمع تراثه، والمحافظ على ما يتعلق به.

تحدث السيد عنبة، عن قصة إشهار جمعية محبي الشيخ إمام، التي يرأسها،  وقائلا إن إشهار الجمعية قوبل في البداية بالرفض عقب وفاة الشيخ لأسباب أمنية، ولكن عادت الفكرة إلى النور مرة أخرى في ٢٠١٠ من قبل مجموعة من محبي الشيخ، وأطلق عليها جمعية “محبي الشيخ إمام للفنون والآداب”.

وتهدف الجمعية إلى الحفاظ على التراث الموسيقي للشيخ إمام، بوصفه قارئًا للقرآن الكريم (قامت الجمعية برقمنة قراءات القرآن التي سجلها)، وبوصفه أيضا دارسًا للمقامات وملحنا وله إنتاج موسيقي رائع، وبوصفه الجزء الثاني للثنائي مع الشاعر أحمد فؤاد نجم.

الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم

تم تسجيل القرآن الكريم كاملًا بصوت الشيخ إمام في شهر رمضان عام 1980، على  24 شريطًا، وذلك بمنزل الأستاذة صافيناز كاظم بالعباسة. في عام 2010 أهدت الأستاذة صافيناز كاظم هذه الشرائط له بصفته جامع تراث الشيخ حيث قام بعملية “رقمنة” لهذه الشرائط. ثم بدأ في عملية تنقية للصوت حيث إنه لم يكن مسجلا في استوديو وتم تسجيله في منزل السيدة صافيناز كاظم.

أصدقاء ومحبي الشيخ إمام.. صعوبات تبحث عن حل

وعن كواليس جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب، التي تواجه بعض الصعوبات حاليًا، تحدث “زحمة” مع السيد عنبة الذي كشف عن تلك الصعوبات، وأولها، عدم توفر مقر لنشاط الجمعية، إذ كان يرغب عنبة، في أن يتم تحويل منزل الراحل في منطقة “حوش قدم” إلى مقر للجمعية وتزويده بمتحف يضم متعلقاته، حيث شهدت  تلك الحارة الضيقة في قلب القاهرة المملوكية حياة الشيخ إما اليومية، كما احتضنت أروقتها وأزقتها آثارا شاهدة على عصور مزدهرة آخرها كان علامة بارزة في الثقافة العربية وهي حياة “الشيخ إمام” في الفترة ما بين عام 1989 و1995 كآخر مكان أقام به حتى رحيله.

وأوضح عنبة، أن الشقة التي أقام فيها الشيخ تحولت ملكيتها بعد وفاته إلى شقيقته لكنها تنازلت عنها بعد 15 عامًا، والآن تملكها سيدة كانت متحمسة في البداية للموضوع.

ويقول عنبه، إنه تواصل بعد وفاة الشيخ إمام مع صاحبة الشقة التي كان مقيما به، واتفق معها على أن تتنازل عن منزل الشيخ إمام مقابل 50 ألف جنيها، إضافة إلى مبلغ 300 جنيه شهريًا،  لكن السيدة تراجعت فيما بعد.

وتابع عنبة: كنا نبحث عن مقر يناسب اسم الراحل، ويعبّر عنه، حتى منحتنا نقابة الاجتماعيين بالقاهرة حجرة استضافة في مقرها بعمائر العرائس بعد أن أشهرنا الجمعية، ومازلنا نبحث أن يكون لنا مقرا مستقلًا، نضع فيه مقتنيات الشيخ.

وأضاف: لدينا الآن 50 ألف جنيه  ومبالغ أخرى حصلنا عليها من متبرعين، حتى العثور على مقر خاص بالشيخ إمام، لأن نقابة الاجتماعيين لا تفتح حاليا إلا كل يوم سبت من كل أسبوع، ولا نستطيع لقاء المهتمين بالشيخ في كل الأوقات.

دعم مادي

وذكر السيد عنبة الذي يرأس مجلس إدارة جمعية أصدقاء ومحبي الشيخ إمام، أن الجمعية بحاجة إلى دعم مادي، لافتا إلى جهوده الكبيرة في الحفاظ على تراث الشيخ إمام، فضلا عن الكتب التي أصدرها عن هذه الثقافة.

وقال إن هناك عددا من الأسماء البارزة والذين تحمسوا لدعم الجمعية وقدموا تبرعات مالية منهم، الدكتور محمد أبو الغار والذي تبرع بمبلغ 20 ألف جنيه، والدكتور هاني عنان تبرع بمبلغ 5 آلاف جنيه، والسيد عنبة 7 آلاف جنيه، وأسرة المستشار نور الدين العقاد، وهي أسرة معنية بالشيخ إمام قدموا تبرعا بمبلغ  1000 جنيه، إضافة إلى ثلاثة أصدقاء من تونس هم، كريم السماعلي والطيب معلى، وريم بنجنات، وهؤلاء تبرعوا بمبلغ 10 آلاف جنيه، إضافة إلى آخرين.

أنشطة الجمعية

وعن إصدارات الجمعية قال عنبة، أصدرت كتابين وأجهز للكتاب الثالث ويحمل عنوان (الشيخ إمام الإنسان والفنان) عن مسيرة الشيخ وحياته وفنه ويضم ٤٠ تدوينا لألحان الشيخ إمام ، وسيصدر لأول مرة عن هيئة قصور الثقافة المصرية، وسيساهم الكتاب في حفظ تلك الألحان بحيث يستطيع أي إنسان مهتم بالشيخ إمام من عزف ألحانه من تلك النوتة الموسيقية، وهذا من إنجازات الجمعية التي قمنا بها.

وتعمل الجمعية الآن على فعاليات الاحتفال بمئوية الشيخ إمام، كما سيتم إحياء احتفال مئويته في دار الأوبرا المصرية في يوليو المقبل، وستقام مجموعة من الاحتفاليات الأخرى، على رأسها احتفالية كبرى بمكتبة الإسكندرية.

السيد مهدي عنبة، جامع تراث الشيخ إمام ويسعى لتوثيقه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى