سياسة

“محاكمة سارة نتنياهو”.. أطعمت ضيوفها من جيب الحكومة

تقرير- مي عبدالغني

“سارة نتنياهو” زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تواجه تهما بالاحتيال وإهدار المال العام بالتزامن مع تهم الفساد التي يواجهها زوجها.

أعلن المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت، أن سارة ستمثُل أمام القضاء لاتهامها بسوء استخدام الأموال العامة في القضية والتي أطلقت عليها وزارة العدل اسم “قضية طلبات الولائم” والتي اتهمت فيها سارة بطلب وجبات طعام لمآدب خاصة أقامتها في مقر إقامة رئيس الوزراء، ثم الإنفاق عليها من ميزانية مكتب رئيس الحكومة بلغت قيمتها 359 ألف شيكل (102.399 دولارا).

أقوى امرأة في إسرائيل -حسب تصنيف مجلة فوربس الأمريكية- لطالما شغلت الإعلام الإسرائيلي بأدائها وحضورها، منذ تولي زوجها رئاسة الحكومة قبل أربع ولايات، تورطت في مخالفات عدّة (عنوانها استغلال المكانة السياسية للحصول على المنافع الشخصية) على حساب «الخزينة العامة». وأحيلت للتحقيق في أربع قضايا -معروفة إعلاميا بقضية «مساكن رئيس الوزراء»- إلا أن المدعي العام تحفظ على التحقيق فيها لعدم كفاية الأدلة وتبقى منها قضية واحدة.

كانت القضايا التي شغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار عامين كانت كلها ممارسات تتسم بخيانة الأمانة حسب القانون الإسرائيلي في ما يخص سوء الإنفاق من الأموال الحكومية، فقد اتهمت زوجة نتنياهو أنها نقلت إلى منزل رئيس الحكومة الخاص في مدينة قيسارية المهجرة، أثاثاً اقتني على أساس أنه معدّ لحديقة المقر الرسمي في القدس. كذلك استخدمت موظفة في مكتب زوجها لترعى والدها، الكبير السن، وكانت الموظفة تتلقى راتبا على أساس وظيفتها المسجلة في ديوان رئاسة الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، تُتهم سارة بأنها أنفقت ميزانيات ضخمة لشراء وجبات الطعام والضيافة على حساب الخزينة العامة، وتشغيل عامل كهرباء، من دون إجراء مناقصات، كما يرد في النصوص القانونية.

وتبرز أهمية هذه الاتهامات إذا وضعت في سلة واحدة مع تهم الفساد التي يواجهها نتنياهو وللدور الذي تلعبه سارة من وراء الستار. فالزوجة التي وصفها المحللون بأنها «قوة خفية»، و«خاصرة نتنياهو الرخوة»، علماً بأنها تشغل وظيفة هامشية في بلدية القدس، وتتلقى راتب ثلاث مئة دولار أمريكي فقط! وليست في موقع اتخاذ القرار، إلا أنها بإجماع عدد من المحللين الإسرائيليين «هي من تقرر من يكون في موقع اتخاذ القرار».

Image result for ‫سارة نتنياهو‬‎

وجاء في تفاصيل الاتهام -في قضية ولائم الطعام- أن نتنياهو تحايلت على السلطات بين سنوات 2010 و2013، وادعت أنها لا تُشغِّل طبّاخة في مقر رئيس الحكومة في القدس، بالرغم من تشغيل طباخات، وذلك للالتفاف على القانون الذي ينص على أنه يحظر على سكان مقر رئيس الحكومة طلب الوجبات من المطاعم في حال تشغيل طباخات في المقر.

وكانت صحيفة “هآرتس”نشرت تقريراً يفيد أن سارة نتنياهو استولت على ما يقرب من 24 ألف شيقل (6000 دولار) من بيع العلب الفارغة التي تعتبر ملكًا عامًا، ولم ترجع منها سوى 4000 شيقل منذ عامين. إلا أن المحكمة أسقطت هذه التهم مع اثنتين آخرتين في النهاية.

ورداً منها على التهم الموجهة لها تطوعت سارة بالخضوع لفحص كشف الكذب وبحسب معهد «تال بوليجراف» الذي قام بإجراء الفحص فإن نتائجه جاءت لصالح سارة إذ نفت التهم الموجهة إليها ،ولا تعتبر نتائج جهاز كشف الكذب إثباتات مقبولة في المحاكمات الجنائية في اسرائيل كما ذكرت وكالة (أ ف ب)

السيدة التي احتلت هذا العام الموقع الأول للنساء الخمس الأقوى في إسرائيل، بدأت حياتها الفعلية مع نتنياهو عندما كانت تعمل مضيفة طيران على متن طائرة «إل – عال»، حيث كان رئيس الحكومة المستقبلي يستقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية. وخلال حملته الانتخابية الأولى لرئاسة الوزراء، في منتصف التسعينيات، عجت الصحف الإسرائيلية بروايات حول تأثير سارة على «بيبي».

لاحقاً، يبدو أن الزوجة فضلت التأثير من وراء الكواليس، وفي العلن التطوع في النشاطات الاجتماعية، وزيارة الأطفال ومرضى السرطان. لكن ذلك لم يبعد الأضواء عنها، إذ شهد الكثير من العاملين في «إمبراطورية نتنياهو» أن تأثير سارة وسحرها أمر لا يمكن إيقافه، وبشهادة نتنياهو نفسه، «هي من جعله يعمل بجهد لتحرير الأسير السابق لدى حماس، جلعاد شاليط»، كما قال لصحيفة «بيلد» الألمانية في مقابلة عام 2011.

وعزا أحد المسؤولين الرفيعي المستوى سبب تصنيف سارة من بين أقوى 50 امرأة إسرائيلية- عام 2013 لمجلة «فوربس»- إلى كونها «نجحت في التدخل بكل التعيينات في محيط نتنياهو، سواء كانت تعيينات أساسية أو ثانوية» كما ذكر موقع بديعوت أحرونوت.

Image result for ‫سارة نتنياهو‬‎

وبحسب جريدة هآرتس الإسرائيلية فإنه مهما يكن المصير الذي ينتظر سارة، فإنها يُشهد لها أنها استطاعت خطف الأضواء والأنظار على مدى سنوات، وأن تستحوذ على أقلام الصحافيين والكتّاب الإسرائيليين، كما لم تفعل أي زوجة من زوجات الرؤساء السابقين للحكومات الإسرائيلية.

وكانت آخر الجدالات الدائرة بشأنها هو ظهورها بتنورة تنحسر عن ساقيها أثناء لقائها وزوجها بالرئيس الأمريكي ترامب وزوجته في البيت الأبيض، الأمر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالاستياء. ذكر موقع “عنيان مركازي” العبري، أن ظهور سارة هكذا كان واضحاً أنه عن عمد، بينما علّقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن ملابس سارة نتنياهو كانت تظهر أكثر ما تخفي، وكانت أقرب لملابس الراقصات، مضيفة أن سارة شغلت الأنظار من خلال عرضها لملابس تتماشى مع الموضة.

وفي مناسبة أخرى ظهرت سارة بفستان مكشوف في إحدى اللقاءات الرسمية بالكنيست الإسرائيلي ما علق عليه المحلل رامى بلتسيار في حوار مع القناة العاشرة الإسرائيلية بكونه سلوك لا يليق بمنصب زوجة رئيس الوزراء.

وعلق نتانياهو على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن “الادعاءات ضد زوجته سخيفة وسيتم تفنيدها”. ووصف زوجته بأنها “امرأة شجاعة ومستقيمة، تعمل كأخصائية نفسية وتعالج الأطفال اسبوعيا وتقوم بتخصيص وقت كبير لمساعدة أطفال مرضى السرطان و الناجين من المحرقة والجنود الذين ليس لهم عائلات”.

وقال نتنياهو في تصريحات صحفية أن “الارتفاع الحاد في نفقات الطعام تضخمت فجأة بأعجوبة خلال فترة وجود شاهد الدولة ضد سارة -مدير المنزل ميني نفتالي- الذي اعتبرناه بمثابة أب لكنه مجرم وكذاب وهو الذي ارتكب هذه المخالفات وانخفضت النفقات بعد مغادرته”. وتابعت وسائل الإعلام المعارك القضائية بين سارة نتنياهو وميني نفتالي الذي اتهمها بإساءة معاملته.

وأضاف نتنياهو في تغريدات له أن القصة ضد زوجته لا أساس لها “مرة يتحدثون عن أثاث الحديقة ومرة عن الزجاجات الفارغة، ومرة عن الكهربائي أو المساعدين في المنزل”.

يبلغ نتانياهو من العمر 67 عاما، يقود تحالفا حكوميا مستقرا نسبيا فهو يتولى رئاسة الحكومة الاسرائيلية منذ 2009 بعد ولاية اولى من 1996 إلى 1999، وسبق الاشتباه تكرارا في ضلوعه في قضايا فساد لكن لم يتهم رسميا. وهو يصرّ دائما على عدم تورّطه في ما يخالف القانون، ويتهم وسائل الإعلام واليسار بالتآمر عليه لإسقاطه.

والتف حزب الليكود المحافظ حول نتنياهو في غياب منافسين واضحين على زعامته، ورفضوا دعوات المعارضة التي تنتمي ليسار الوسط، والتي طالبت برحيله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى