منوعات

متوتر؟ تجاهل الإيميل قليلا

متوتر؟  قلل من تفقد إيميلك

Washingtonpost- كايتلين ديوى

ترجمة دعاء جمال

imrs.php

وفقاً لبعض التقديرات، فإن متوسط الوقت الذى يقضيه الموظف فى تفقد الإيميل يصل إلى 13 ساعة إسبوعياً، تقريباً ضعفى الوقت الذى نمضيه فى القراءة أو الاسترخاء أو حتى فى التواصل الاجتماعى.

تلك الأولويات الخاطئة، للأسف، تؤثر علينا حيث أن قضاء الكثير من الوقت في تفقد  الإيميل يؤدى للشعور بالإجهاد، وعبر دراسة جديدة من قبل الباحثين بجامعة كولومبيا البريطانية، وجدوا خلال تجربة مدتها إسبوعين، أن تفقد الإيميل بشكل أقل فى وقت العمل يقلل من شعور الناس بالإجهاد،  وهذا الشعور يرتبط بالعديد من الأشياء الجيدة من ضمنها الانتاجية ونوعية النوم وحتى الاحساس بأن الحياة ذات معنى.

تلك العلاقات ليست بجديدة بالطبع،  فخبراء الإنتاجية والعاملون لساعات إضافية بالمكاتب قد شكوا من “مأساة الإيميل” لسنوات، وفى بيان شهير ل “كريس أندرسن”متحدث  بالمنظمة الخيرية “TED”، وصف “الحمل الزائد للإيميل”  بالمأساة العامة وأقترح “ميثاق” لتشجيع الناس على التقليل من إرسال الإيميلات.

للوصول إلى تلك النتيجة، قام الباحثون بتجربة بسيطة للغاية، فلمدة أسبوع طلبوا من مجموعة مكونة من 124 شخصاً من مستخدمى الأيميل تفقد بريدهم أكبر عدد مستطاع من المرات، ثم فى الأسبوع الثانى، أخبروهم بترك بريدهم وإغلاق التنبيهات بوصول البريد على هواتفهم ، وتفقد الإيميل ثلاث مرات فقط خلال ساعات العمل، وخلال الإسبوعين أرسلوا  لهم  استبيانات يومية عن أشياء مثل كمية العمل الذى انجزوه، كيف ناموا، وكم الإجهاد والعصبية التى شعروا بها .

بأغلبية ساحقة، جاوب الناس بنفس الطريقة: عندما بتفقدون الإيميل طوال الوقت يشعرون  بالإجهاد، وعندما يتفقدونه فقط ثلاثة مرات يقل مستوى الإجهاد، وهو  إثبات أنه على الأرجح أصبح الإيميل حقاً ” عش فئران ضخم من المتطلبات  يلتهم  وقتنا، طاقتنا وسلامتنا العقلية.

السلامة العقلية أمر هام، فقد اتضح أن الباحثون وجدوا أيضاً أن إرسال الإيميلات المستمر له عواقب ثتخطى مسألة الإنتاجية والتوتر فى مكان العمل، حيث أن التوتر الناتج عن الإيميلات يسبب تغيرات فى حد ذاته: كيف تنام وكيف تتفاعل مع الآخرين،  مدى الشعور بالرضا أوإيجاد المعنى إزاء كل الأشياء، وفى الواقع ربطت هذه الدراسة بالأخص التوتر خلال النهار بسلّة من 10 أشياء، من ضمنها   نوعية النوم، اليقظة الذهنية، الإنتاجية، الترابط الاجتماعى و” الشعور بمعنى الحياة”.

الترجمة؟ تفقد إيميلك مرات أقل،  يؤدى إلى إجهاد أقل ، وبالتالى مزاج سعيد و نوم أفضل ومعنى أكثر.

لا يجب أن نبالغ فى الاستنتاجات هنا، فبالطبع: الخروج من إيميلك لبضعة ساعات لن يحدث ثورة فى حياتك، ولن يجعلك  تفقد 10 أرطال فى أسبوع وتنهى عملك فى 4 ساعات وتفهم فجأةً مكانك فى العالم، لكن يجب أن يكون واضحاً للغاية أن الإيميل، منذ كان مجرد شكل للتواصل، أصبح يمثل ما هو أكثر لنا، إجتماعياً ونفسياً: إنه وظيفه ضخمة، متعبة وعبثية، ذات تأثير عميق على كيفية عملنا وتفكيرنا.

لذلك فى المرة القادمة عندما تشعر بضغط العمل، لا تسرع إلى المنتجع أو استوديو اليوجا أو البار، فقط تجاهل بعض الإيميلات الغير مقروءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى