مقالات

ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار النفط الخام؟

النفط من أهم الاستراتيجية في العالم فهو سلعة مطلوبة للغاية، كما أنه واحد من أكثر الموارد قيمة حيث يعتمد جزء كبير من صناعة العالم على النفط، ومع ذلك، فهو أيضًا واحدًا من أكثر السلع تقلبًا لأنه معرض جدًا للأحداث الجيوسياسية، يمكن اقران تلك الحقيقة بأن أكبر احتياطيات العالم توجد في مناطق غير مستقرة من العالم وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأجزاء من أمريكا الجنوبية وروسيا مؤخرًا، وبالتالي أصبح من الواضح لماذا أسعار النفط في حالة تغير مستمر.

مفتاح فهم سعر النفط هو العلاقة بين العرض والطلب، سترتفع الأسعار بما يتماشى مع الطلب (بافتراض بقاء العرض ثابتًا) وتنخفض مع ارتفاع العرض (بافتراض ثبات الطلب)، مع وضع ذلك في الاعتبار، دعنا نلقي نظرة على المحركات الرئيسية للعرض والطلب.

حرب روسيا على أوكرانيا وأسعار النفط

تحولت حرب روسيا في أوكرانيا من تهديد إلى واقع في أواخر فبراير، مما تسبب في ارتفاع أسعار النفط الخام لفترة وجيزة فوق 100 دولار للبرميل قبل أن تتراجع مرة أخرى نحو 90 دولار، على مدى الأسبوعين التاليين، ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل مطرد حيث فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عقوبات شديدة على روسيا.

انسحبت شركات الطاقة العملاقة مثل شل وبي بي وإكسون جميعًا من صفقات الطاقة الروسية، بينما أعلنت إدارة بايدن فرض حظر على استيراد النفط الروسي وغيره من المنتجات البترولية وهو ما يمثل حوالي 8% من شحنات النفط الخام المتجهة إلى الولايات المتحدة.

لقد غيرت الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل كبير من توقعات إمدادات النفط العالمية وهذا عنصر رئيسي في كيفية تسعير النفط عالميًا، إن السرعة الأخيرة لارتفاع أسعار النفط هي حقًا مسألة تغيير ديناميكيات العرض والطلب وليست متعلقة بالتجار والمضاربين الذين يحاولون تحقيق ربح سريع.

بعد بضع سنوات من الراحة، عادت المخاطر الجيوسياسية إلى المعركة وأصبحت الأسواق حساسة لأحدث أخبار التوترات المتصاعدة أو المتباطئة، وهذا الوضع لن يختفي في أي وقت قريب.

عوامل العرض التي تؤثر على أسعار النفط

منظمة أوبك

منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” هي كارتل مكون من 14 دولة تقوم بتصدير البترول، الكارتل في هذه الحالة يعني أن الدول داخل منظمة أوبك التي تجتمع لتنظيم سعر النفط من خلال التحكم في العرض.

على الرغم من أن النفط هو مورد محدود إلا أن العديد من الدول لديها إمكانية الوصول إلى حقول النفط ووسائل الإنتاج الخاصة بها، على هذا النحو، تم تشكيل منظمة أوبك لحماية السلعة من استنزاف احتياطياتها بشكل سريع، وفي الوقت نفسة السيطرة على الأسعار.

تقوم أوبك بتنظيم إنتاج النفط من خلال نظام الحصص، بما يضمن حصول الأعضاء على سعر جيد لنفطهم حتى لو كان هذا يعني إنتاج أقل على المدى القصير، في عام 2018 اتفقت دول أوبك على الحد من الإنتاج إلى حوالي 39 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، أي أكثر من ثلث الإنتاج العالمي اليومي من النفط الخام.

اعتادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على التأثير بشكل كبير على أسعار النفط وإمداداته، وقد تجلى ذلك في عام 1973 عندما أدت ما يسمى بـ “أزمة النفط” إلى ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية إلى ما يقرب من أربعة أضعاف حيث قامت أوبك بتقييد العرض لعدد من الدول.

الدول المنتجة للنفط من خارج أوبك

خارج أوبك، أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم هي الولايات المتحدة وكندا والصين، من حيث الدول المنتجة للنفط تعتبر الولايات المتحدة هي الرائدة على مستوى العالم حيث تم إنتاج 13 مليون برميل يوميًا في عام 2017.

هناك أيضًا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  التي ينتج أعضاؤها حوالي 24 مليون برميل يوميًا، بشكل عام، تنتج الدول غير الأعضاء في أوبك نحو 53 مليون برميل من النفط الخام يوميًا.

الصدمات الخارجية

يمكن أن تؤثر الأحداث التي يمر بها الاقتصاد العالمي مثل الكوارث الطبيعية والحرب وعدم الاستقرار الجيوسياسي جميعها على أسعار تداول النفط على سبيل المثال: الحرب الروسية الأوكرانية خلال هذا العام تأثرت أسعار النفط بقوة، حيث ارتفعت الأسعار إلى حوالي 130 دولار للبرميل. 

عوامل الطلب التي تؤثر على أسعار النفط

الأداء الاقتصادي العالمي

من أهم الداوفع الرئيسية لمعدل الطلب هي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين، تستهلك الثلاث دول مجتمعة نحو 45 مليون برميل من النفط يوميًا، وبالتالي، يمكن أن تؤثر قوة اقتصاد تلك الدول إلى جانب الأداء الاقتصادي العالمي على سعر النفط بشكل كبير.

أدى الانهيار المالي في عام 2008 على سبيل المثال إلى تباطؤ الصناعة مما أدى بدوره إلى خفض الحاجة إلى النفط، بدون انخفاض مماثل في المعروض من النفط، انخفض سعر خام برنت بأكثر من 100 دولار في فترة خمسة أشهر.

ومع ذلك، عندما تتعافى الصناعة وهو ما يحدث غالبًا، يبدأ سعر النفط في الانتعاش، على سبيل المثال: عادت أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل بعد ثلاث سنوات من انهيار عام 2008، وظلت أسعار النفط أعلى من 85 دولار حتى أغسطس 2014.

مصادر طاقه بديلة

قد يؤدي زيادة الوعي بفوائد مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى انخفاض اعتماد العالم على النفط، قد يؤدي هذا إلى انخفاض أسعار النفط حيث قد يظل العرض مرتفعًا، ومع ذلك، في حالة تضاؤل ​​الطلب فمن المحتمل أيضًا أن تقوم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والأجزاء الأخرى المنتجة للنفط في العالم بتخفيض المعروض منها للحفاظ على الأسعار عند مستوى مربح، وضع الاتحاد الأوروبي لنفسه هدفًا أن تكون خالية تمامًا من الوقود الأحفوري بحلول عام 2050.

يجب على المستثمرين الذين يتعاملون في سوق النفط الانتباه إلى تطوير وزيادة شعبية مصادر الطاقة البديلة للتأكد من أنهم يضعون الصفقات بما يتماشى مع اتجاهات الصناعة.

قوة الدولار الأمريكي

بعد مؤتمر بريتون وودز في عام 1944 تم ربط الدولار الأمريكي بسعر الذهب وتم ربط كل عملة أخرى بالدولار، ونتيجة لذلك، أصبح الدولار هو العملة الاحتياطية الأكبر في العالم، ويتم شراء النفط الخام وبيعه بالعملة الأمريكية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ألغت معيار الذهب في عام 1971 لا يزال يتم تبادل النفط بالدولار الأمريكي.

وبالتالي فإن أسعار النفط تتأثر بشكل واضح بسعر الدولار الأمريكي، فإذا ارتفع سعر الدولار يتراجع سعر النفط (على الأقل اسمياً) بافتراض أن العوامل الأخرى تظل ثابتة، على العكس من ذلك، في حال تراجع سعر الدولار فإن سعر النفط الخام سوف ترتفع.

المضاربة في السوق

يتم تحديد أسعار النفط في أسواق العقود الآجلة، مما يعني أن تكهنات السوق بشأن الأحداث المستقبلية قد تؤثر على سعر النفط، على سبيل المثال: إذا اختارت الصين بناء المزيد من محطات الطاقة النووية فقد ينخفض ​​الطلب على النفط بشكل كبير.

من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي الزيادة في التكسير الهيدروليكي العالمي إلى زيادة إمدادات النفط وزيادة المضاربة في سوق النفط، ومع ذلك، مع قيام العديد من الحكومات العالمية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيرلندا بحظر التكسير الهيدروليكي فإن التوسع في صناعة التكسير الهيدروليكي وتطويره كمصدر آخر للنفط غير مؤكد.

كيفية تداول النفط؟

تتطلب معرفة كيفية تداول النفط من المتداول مراقبة جميع العوامل المدرجة، لذلك، إذا كنت مهتمًا بالمضاربة على سعره، فيجب عليك الانتباه إلى عوامل بما في ذلك اجتماعات أوبك والأخبار المحيطة بالتراجع المحتمل في إمدادات النفط العالمية مثل أي تشريع يمكن أن يؤثر على صناعة التكسير الهيدروليكي أو يعزز قطاع الطاقة المتجددة.

تذكر، يمكن القول إن النفط هو أحد أكثر الأسواق تقلبًا في العالم، يرتبط سعره ارتباطًا وثيقًا بالسياسة والقرارات التي يتخذها قادة العالم والحكومات، وهذا صحيح بشكل خاص في الوقت الحالي مع عدم اليقين بشأن مستقبل الصناعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى