أخبار

مارك زوكربيرج يعتذر عن فضيحة “التلاعب النفسي بالمُستخدمين”

مراسل “بي بي سي”: بيان زوكربيرج عن فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” لم تكن تفسيرًا بل كانت دفاعًا قانونيًا وسياسيًا

ترجمة: ماري مراد

المصدر: بي بي سي

اعترف مؤسس موقع “فيسبوك”، مارك زوكربيرج، أن شبكة التواصل الاجتماعي “ارتكبت خطأ” أدى إلى استغلال بيانات ملايين المستخدمين من قبل شركة “كامبريدج أناليتيكا” الاستشارية السياسية، المتهمة باستخدام بيانات على نحو غير لائق نيابة عن عملاء سياسيين.

وفي بيان، قال زوكربيرج إنه قد حدث “خرق للثقة”، حسب تقرير أعده موقع شبكة “بي بي سي” البريطانية.

وفي مقابلة لاحقة مع “سي إن إن” قال: “أعتذر وأتعهد باتخاذ إجراءات ضد “التطبيقات المحتالة”، مشيرا إلى أنه “سعيد” بالإدلاء بشهادته أمام الكونجرس “إذا كان هذا الشيء الصحيح الذي يجب فعله”.

وفي بيان نشره عبر موقع “فيسبوك”، وعد زوكربيرج بأن يصعّب مهمة التطبيقات في الحصول على بيانات المستخدمين، مضيفا: “لدينا مسؤولية لحماية البيانات، وإذا لم نستطع فلا نستحق خدمتكم”.

ولعلاج المشاكل السابقة والحالية، قال زوكربيرج إن الشركة ستقوم بـ:

-فحص جميع تطبيقات “فيسبوك” التي كان لها الحق في كمية كبيرة من المعلومات قبل تغيير النظام الأساسي “للحد بشكل كبير من الوصول إلى البيانات” مثلما حدث في عام2014.

-إجراء “مراجعة شاملة” لأي تطبيق ذي نشاط مشبوه.

-حظر أي مطوّر لا يوافق على المراجعة الدقيقة.

-حظر المطورين الذين يسيئون استخدام المعلومات التعريفية وإبلاغ كل شخص يتأثر بهذه التطبيقات.

وفي المستقبل، قال إن “فيسبوك” سيقوم بـ:

-تقييد وصول بيانات المطورين “أكثر من ذلك” لمنع الأنواع الأخرى من الإساءة.

– حذف إمكانية وصول المطورين إلى بيانات المستخدم إذا لم يفعل الأخير تطبيق المطور لمدة 3 أشهر.

– تقليل البيانات التي يعطيها المستخدم للتطبيق عند تسجيل الدخول إلى الاسم فقط وصورة الملف الشخصي وعنوان البريد الإلكتروني.

– تتطلب من المطورين الحصول على موافقة وتوقيع عقد من أجل مطالبة أي شخص بالوصول إلى منشوراته أو بيانات خاصة أخرى.

وأضاف زوكربيرج: “بينما هذه المسألة المحددة التي تتضمن كامبردج أناليتيكا لم يعد من الممكن أن تحدث مع التطبيقات الجديدة اليوم، فهذا لا يغير ما حدث في الماضي.. سنتعلم من هذه التجربة لتأمين منصتنا أكثر وجعلها أكثر أمانا للجميع للمضي قدما”.

دفاع قانوني

وفي تحليل لبيان زوكربيرج الأولي، ذكر ديف لي، مراسل بي بي سي التكنولوجي في أمريكا الشمالية، في مقر “فيسبوك”، أنه رأى في البيان  أن فيسبوك لم يتحمل مسؤولية ما حدث، ولم يكن هناك اعتذار للمستخدمين أو المستثمرين أو الموظفين حول كيفية حدوث هذا الحادث بواسطة سياسات البيانات الموجودة في ذلك الوقت.

وأشار ديف إلى أنه لا يوجد تفسير لسبب اختيار “فيسبوك”، بعد أن تعرّضت بياناتها إلى سوء استخدام مثل ما حدث في عام 2014، توبيخ الشركات بدلا من حظرها بشكل صريح، ولا توجد أسباب لتوضيح فشل “فيسبوك” في إبلاغ المستخدمين أن بياناتهم ربما تكون تأثرت، ومن الناحية الفنية لم يحدث بعد.

ورأى ديف أن كلمات زوكربيرج لم تكن تفسيرا لما جرى، بل كانت دفاعا قانونيا وسياسيا، موضحا أن هذه الشركة تعرف أنها تتجه إلى معركة على جبهات متعددة.

ماذا حدث وما هي فضيحة كامبريدج أناليتكيا؟

وفي 2014، دعا “فيسبوك” المستخدمين لاكتشاف نوع الشخصية من خلال اختبار طوره الباحث في جامعة كامبردج الدكتور ألكسندر كوجان بعنوان This is Your Digital Life، وتم تجميع بيانات 270 ألف مستخدم، لكن التطبيق أيضا قام بجمع بعض البيانات العامة لأصدقاء المستخدمين.

ومن ذلك الحين غيّر “فيسبوك” كمية المعلومات التي يمكن للمطورين الحصول عليها بهذه الطريقة لكن كرستوفر ويلي، أحد المبلغين، قال إن “كامبريدج أناليتيكا” جمعت بيانات نحو 50 مليون شخص قبل تشديد القواعد الخاصة بموافقة المستخدم.

وادعى ويلي أن البيانات بيعت لشركة “كامبريدج أناليتيكا” -التي ليس لها علاقة بجامعة كامبريدج- لتستخدمها بعد ذلك في تكوين صورة نفسية للأشخاص وتقديم مواد مؤيدة لدونالد ترامب لهم.

أليكس نيكس، المدير التنفيذي للشركة الذي تم إيقافه الثلاثاء، سجل له سرا في Channel 4 investigation أكد فيه أن الشركة التي مقرها لندن أدارت حملة ترامب الرقمية في الانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، وقال: “لقد أجرينا كل الأبحاث، وجميع البيانات والتحليلات والأهداف وأدرنا جميع الحملات الرقمية والتليفزيونية، وبياناتنا على علم بكل الاستراتيجية”.

ولفت الدكتور كوجان إلى أن “كامبريدج أناليتيكا” قالت له إن كل ما فعلته كان قانونيا، وإنه كان “كبش فداء” من قبل الشركة وفيسبوك.

كيف ردت الشركة؟

أنكرت الشركة ارتكابها أي فعل خاطئ، وقال فيسبوك إن الشركة حصلت بشكل قانوني على البيانات لكنها لم تمسح البيانات حينما طلب منها، وفي ما يتعلق بهذا الجزء، ذكرت “كامبريدج أناليتيكا” أنها حذفت البيانات بناء على طلب من “فيسبوك”.

وأوقفت نيكس عقب تعليقاته التي بدأت أنها تقترح التكتيكات قد تستخدمها شركته لتشويه سمعة السياسيين على الإنترنت، ومع ذلك، قالت الشركة إن تقرير التعليقات الذي سجلته القناة الرابعة بشكل سري “شوهت بشكل صارخ” تعليقات نيكس.

ما هي التحقيقات الجارية؟

دعا أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي زوكربيرج إلى الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس حول الكيفية التي ستحمي بها شركته المستخدمين، بينما أفادت تقارير يأن هيئة مراقبة المستهلك في الولايات المتحدة قد فتحت تحقيقا بشأن “فيسبوك”.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي أيضًا إنه سيحقق في الأمر لمعرفة ما إذا كانت البيانات قد أسيء استخدامها، وتحاول مفوضة الإعلام في المملكة المتحدة إليزابيث دنهام الحصول على مذكرة لتفتيش مكاتب “كامبريدج أناليتيكا”.

وفي الوقت نفسه، طالبت لجنة برلمانية بريطانية مايك زوكربيرج بتقديم أدلة بشأن استخدام البيانات الشخصية، كما كانت هناك دعوات للتحقيق في عمل “كامبريدج أناليتيكا” خلال انتخابات 2013 في كينيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى