مجتمعمنوعات

ماذا يحدث عندما تضرب أطفالك؟

ماذا يحدث عندما تضرب أطفالك؟

Psychologytoday- دينيس كومينز

ترجمة دعاء جمال

 

شرحت في منشور سابق التأثير السلبي للضرب على الأطفال وعلى الأهل الذين يمارسون هذا الفعل أيضا:

– ضرب الأطفال يعلمهم أن الضرب قد يصحح الأمور.

– يفقد الأهل السيطرة باستمرارعند ضربهم للأطفال.

– ضرب طفلك قد يوقف سلوكهم السيئ لكنه سيدمر علاقتك بهم على المدى الطويل.

أظهرت دراسة حديثة نشرت في عدد 7 إبريل من مجلة علم نفس الأسرة، مدى الضرر الذي يسببه ضرب الأطفال. وهو تحليل لـ50 عاما من البحث المتضمن 160 ألف طفل. أجري التحليل بواسطة إليزابيث جيرشوف، أستاذة مشاركة بقسم تطوير الإنسان بجامعة تيكساس أوستن، وأندرو كروجان كايلور، أستاذ مشارك في العمل الاجتماعي بجامعة ميتشجن. أظهرت النتيجة بشكل قاطع أن الضرب (المعروف بضربة بيد مفتوحة على المؤخرة أو أطراف الجسد) كان مرتبطا بشكل ملحوظ بنتائج ضارة.

في تصريح، قال المؤلفون:

“الضرب عادة ما يفعل عكس ما يرغب الأهل في فعله.. (أبحاثنا) أظهرت أن الضرب مرتبط بنفس النتائج السلبية للإساءة، بدرجة أقل قليلاً.”

نظر الباحثون في تأثير الضرب على مؤشرات متعددة للصحة الذهنية والنتائج السلوكية. ويمكنك رؤية التأثير في الجدول بالأسفل.

 

وكلما طال الشريط كان التأثير السلبي أقوى، حيث وجد فريق البحث أنه بالمقارنة بالأطفال الذين لم يضربهم آباؤهم، أظهر من تم ضربهم الآتي:

– عنف أكثر

– سلوك معادٍ للمجتمع أكثر

– مشاكل في السلوكيات الخارجية، مثل الاندفاع

– مشاكل في السلوكيات الداخلية، مثل أن يصبح منطويا

– ثقة بالنفس أقل

– علاقة أكثر سلبية مع الوالدين.

يبرر الآباء الضرب عادةً لأنهم يصرون على أنه الطريقة الوحيدة لتعليم الأطفال الفرق بين الصواب والخطأ. غير أن النتائج تظهر بوضوح أن الضرب كان مرتبطاً بشكل ملحوظ مع القدرة الأخلاقية الداخلية المتدنية.

وجد الباحثون أيضاً أن الضرب مرتبط بقدرة إدراكية أقل بين الأطفال. تتفق النتائج مع بحث علمي عصبي أظهر أن الأطفال ممن يتم ضربهم باستمرار لديهم مادة رمادية أقل في مناطق معينة من القشرة المخية التي ارتبطت بالأداء الإدراكي واضطرابات الصحة الذهنية، كما أبلغوا عن إيجاد ارتباطات ملحوظة بين كمية المادة الرمادية في منطقة المخ تلك وأداء الأطفال في اختبار الذكاء.

وجد الباحثون أيضا أن البالغين ممن تم ضربهم كأطفال كانوا منحازين لفعل الضرب أكثر ممن لم يتم ضربهم. من لا يزالون مؤمنين أن الضرب هو الطريقة المثلى لتأديب الأطفال يجب عليهم معرفة أن التأثير الأكبر الذي وجده الباحثون للإساءة الجسدية كان: كلما ضربنا الأطفال أكثر زادت مخاطرة أن تتم الإساءة الجسدية لهم من قبل آبائهم. وصفت من قبل كيف أن الآباء ممن يضربون أطفالهم يضعون أنفسهم في مخاطرة أن يصبحوا معتدين علي الأطفال:

كبالغين، نعود للمنزل باستمرار محبطين، متعبين وغاضبين. ليس لدينا الصبر للتعامل مع ما يستهجنه أطفالنا. بمجرد أن تبدأ بضرب الطفل الذي يستفزك، ستلاقي ارتياحا هائلا. وهذا الارتياح الجميل يمكنه أن يقودك للضرب أكثر وأقوى حتى.

من المهم ملاحظة أن نتائج التحليل أتت بشكل واضح، وأن الدراسات الفردية المتضمنة في التحليل متزامنة بشكل كبير، حيث إن 71% من حجم التأثيرات كلها، و99% من حجم التأثيرات الواضحة على سلوكيات الأطفال بالسلب يشيران إلى علاقة واضحة بين عملية ضرب الآباء للأبناء.

كان الخبراء يتابعون البحث حول العلاقة بين الضرب ونتائج الصحة الذهنية المتدنية، واستخدموا هذا لرسم السياسات التي تدين الممارسة. فعلت لجنة حقوق الطفل هذا عام 2006، والأكادمية الأمريكية لطب الأطفال اتبعت الدعوى عام 2012.

أحيانا ما يقاوم الآباء ممن يضربون أطفالهم التخلي عن ممارسة الضرب لعدم رؤيتهم طريقة أخرى لجعل أطفالهم ينصاعون. يمكن للآباء إيجاد إرشاد في الفيديو المختصر للطبيبة جينفر هارتستين، علم نفس الطفولة والبلوغ، يشرح التأديب الصحيح لكل مرحلة من النمو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى