سياسة

“ليغفر الله لهم”.. سامية عادت من أمريكا لتفقد عائلتها في المنيا

“ليغفر الله لهم” سامية مرقص لإرهابيين قتلوا 7 من عائلتها في هجوم المنيا

سامية عدلي مع زوجها محسن مرقص الذي قتل في هجوم المنيا


داليا خوليف- 
وول ستريت جورنال 
إ
عداد وترجمة: فاطمة لطفي

فقدت سامية عدلي مرقص ( 56 عامًا) إحدى الناجيات من هجوم المنيا الدامي، سبعة أفراد من عائلتها في الحادث الذي أوقع 29 قتيلًا وعشرات الجرحى. كانت مرقص وعائلتها، في الحافلة التي كانت في طريقها إلى دير القديس صموئيل القديم جنوب المنيا، وكانت الرحلة بالنسبة لها ولعائلتها، حج امتنان لأجل تعافي زوجها، محسن، من جراحة في الرئة، وبينما  كانوا في طريقهم للدير، نصب مسلحون ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية كمينًا للحافلة.  

تروي مرقص، من مستشفى بالقاهرة حيث تتعافى من إصابات جراء إصابتها برصاصة في فخذها من الهجوم، أن ابنها سامح، فتح باب الحافلة الصغيرة وارتد جسده للخلف إثر رصاصات انطلقت صوب رأسه. بعدها صعد عدد من المسلحين الحافلة وطالبوا شاغليها بترديد الشهادتين. وتتابع أن من رفضوا، أو ردوا بتلاوة تراتيل مسيحية، قتلوا على الفور.

عندما انتهى كل شيء، كان زوج مرقص، محسن، واثنان من أبنائها، وحفيد في سن المراهقة، وحفيدة تبلغ أربع سنوات، واثنان من أقربائها، من بين 29 شخصًا قتلوا في الهجوم. تقول مرقص التي تعيش في تينلي بارك في الولايات المتحدة “أتينا للدير لأجل نيل البركات والبشرى بصحبة أطفالنا”. وتصف الهجوم وتقول “بدا كما لو أن العالم ينقلب رأسًا على عقب من حولنا”.

كان الزوجان في أول رحلة إلى مصر منذ ما يقرب من عامين، بعد أن هاجرا إلى الولايات المتحدة قبل عدة سنوات.

يروي الكاهن صموئيل عزمي في كنيسة القديس جورج القبطية الأرثوذكسية أن محسن تعافى بنجاح من جراحة الرئة وحصل مؤخرًا على الجنسية الأمريكية، وكان يعمل في صالون حلاقة يملكه ابن أخيه في كاونتري كلاب هيلز. وحصلت زوجته سامية، على البطاقة الخضراء “جرين كارد”.

الكمين الذي نصبه مسلحون في محافظة المنيا، كان أكثر الهجمات دموية على الأقلية المسيحية في مصر. والهجوم هو الأحدث ضمن سلسلة هجمات نفذها تنظيم الدولة على الأقباط منذ ديسمبر الماضي، منها ثلاث تفجيرات استهدفت كنائس قتلت 70 شخصًا.

يواجه السيسي انتقادات متزايدة بشأن الفشل في حماية الأقباط، وكان السيسي قد أمر بتنفيذ ضربات جوية على معسكرات مسلحين في ليبيا في أعقاب هجوم المنيا. استهدفت الضربات المدينة الليبية درنة، وقال الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه الجنرال خليفة حفتر، حليف السيسي، إن المدينة هي موطن تنظيمات جهادية تتبع تنظيم القاعدة، لكن تنظيم داعش، أجبروا على مغادرتها في 2015.

ويوم الثلاثاء، قال ما يعرف بالجيش الوطني الليبي إنه دشن غرفة عمليات لتنسيق الضربات الجوية مع مصر، ورفض الناطقون باسم الجيشين تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الترتيب بينهما، بما في ذلك إذا كانت مصر قد شنت غارات جوية إضافية بعد الجولة الأولى.

ومن غرفتها في المستشفى، وخلال إجرائها مقابلة مع محطة تليفزيونية محلية، يظهر زائرو الناجية وهم يقبلون يديها طالبين البركة ومعربين عن تعازيهم، قائلين إن أفراد عائلتها في مكان أفضل، واسترجعت مرقص الهجوم بصوت منخفض وجمل مقتضبة يتخللها أنفاس عميقة وقالت “كان هناك إطلاق نار كثيف”.

وتحكي أنه لأجل حماية قريب لها من بندقية كانت موجهة إليه، أزالت عنها مجوهراتها وسلمتها للمسلّح. لكنه أطلق النار عليه على أيّ حال، تقول “ليغفر لهم الله”.

وقال صديق للعائلة، صموئيل مختار، إن مرقص ستعود إلى الولايات المتحدة في حالة  لو صحبها زوجات أبنائها اللاتي قتل أزواجهن، وأحفادها الذين فقدوا آباءهم معها “لن تتركهم وتذهب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى