ثقافة و فنسياسة

ليتل أرابيا .. “الحيّ العربي” في كاليفورنيا

 

ليست الشام أو بيروت، بل الحي العربي في كاليفورنيا
ليست الشام أو بيروت، بل الحي العربي في كاليفورنيا

 

على غرار الحي الصيني في كاليفورنيا، أصبحت “ليتل آرابيا” مركزا لتجمع العرب في أميركا

بالوما اسكيفيل – لوس أنجلوس تايمز

ترجمة: منة حسام الدين

على بعد ميلين من “ديزني لاند”، تحوّل المركز التجاري الذي يتكون من عدد من المحلات في مدينة “أنهايم” إلى حي عرقي يجمع المجتمع العربي الأمريكي في كاليفورنيا.

 وعلى الرغم من أن ذلك المكان يفتقد للامتداد الهائل الذي يتمتع به حي “ليتل سايجون” القريب منه أو الذي يعرف منذ عقود بـ”الحي الصيني”، إلا أن المكان المعروف حالياً باسم “ليتل أرابيا” هو مقصد الأمريكيين العرب من كافة الولايات الأمريكية، كما أنه أصبح مؤخرًا وجهة للذين يبحثون عن أطباق الطعام الشرق أوسطي.

 وحتى الآن، مازال “ليتل أرابيا” مكانًا غير معروفًا على نطاق واسع لملايين السياح الذين يتدفقون سنوياً على “أنهايم”، حتى أنه ظل لفترة طويلة مجهولا بالنسبة لسكان الجانب الغربي من المدينة.

 ويحاول مجموعة من النشطاء الطموحين وأصحاب الأعمال تغيير ذلك الوضع، بالسعي للحصول على ترخيص من مسؤولي المدينة والسياحة للاعتراف بذلك المركز التجاري كمزار سياحي وتجاري رسمي في المدينة.

 “أهم شيء بالنسبة لنا هو أن نقول أننا جزء من أنهايم”، تقول ريدا حميدة، المدير والشريك المؤسس للمجلس المدني العربي الأمريكي: “لديكم ديزني، مركز هوندا، وفريق ذا أنجلوس للبيسبول، والآن لديكم أيضًا ليتل أرابيا”.

بدأت المحاولات تحظى ببعض الزخم مؤخرًا، حيث وافق مكتب أنهايم بالمقاطعة لزائري المدينة والاتفاقيات على إدراج “ليتل أرابيا” في دليل زوار المدينة.

 “ما رأيته، هو أن المنطقة بها بعض المطاعم الرائعة التي استمتعت بها، وأنها تعبر عن مجتمع يحاول أن يبنى شيئاً هناك، لذلك من الممتع أن يحظى بالزيارة”، يقول جاي بورس، الرئيس والمدير التنفيذي لمكتب الاتفاقيات، والذي زار “ليتل أرابيا” لأول مرة الشهر الماضي.

 من جانبه، يعمل المجلس المدني أيضًا على إعداد موقع إلكتروني جديد ومنشورات لجذب الزوار. والهدف الأكثر طموحًا لداعمي “ليتل أرابيا” والمنتظر تحقيقه على المدى البعيد هو الحصول على تسمية رسمية أو اعترافًا رسميًا بـ “ليتل آرابيا”، والتمتع بعلامة تجارية خاصة بالمركز والمنطقة، وتنتشر الحملات الإعلانية على الطرق السريعة بالفعل، لكن هناك ضغوط تعرقل ذلك الطموح يتم ممارستها من بعض سكان المناطق المجاورة وحتى من أنصار “ليتل أرابيا” نفسه.

 يقول بعض السكان إن تلك التسمية الرسمية ستؤدي إلى تعامل غير عادل مع باقي المشروعات العرقية في أكبر مدينة في البلاد، كما كانوا هم أيضًا من تقدموا بشكوى ضد زيادة عدد أماكن تدخين الشيشة التي افتتحت في “ليتل أرابيا”.

 وبالنسبة لبعض أنصار “ليتل أرابيا”، فهناك شعور بأن المكان ليس مستعدًا بالكامل لعملية توسيع نطاق العمل فيه.

 وبشكل عام، يتم النظر إلى “ليتل أرابيا” على إنه المركز التجاري الأكثر كثافة على امتداد شارع “بروكهرست” الرئيسي، بين شارعي كريسنت و كاتيلا، حيث تنتشر على واجهته مجموعة متنوعة من لافتات المحلات: مطاعم، ومحلات بقالة، وحانات لتدخين الشيشة، ومحلات للملابس.

 “لسنا مستعدين بعد للافتتاح الكبير لليتل أرابيا، لأنه ليس جاهزًا”، يقول أحمد علام، صاحب جريدة “Arab world”، ومالك عقار محلي يسعى لتحويله إلى مركز تجاري و صالات سينما.

 ويضيف علام أن “ليتل أرابيا” مكان يفتقر إلى تماسك الطابع العام، وانخفض مستواه عن المستوى الذي كان يتصوره له، أي أن يكون “مجتمعًا عرقيًا يجعل كل شيء متاحًا من أجل الجيل الجديد ليتعرف على تاريخه وتراثه”.

من جانبها، تقول إيستر والاس، رئيس مجلس أنهايم لتنمية الأحياء الغربية، إنها تعارض تركيز الاهتمام على “ليتل أرابيا” حتى يحصل على التسمية الرسمية إذ أن “هناك مجموعة عرقية واحدة فقط هي التي يتم الترويج لها، وهي مجموعة العرب الأمريكيين”.

 وتضيف إيستر “ليس لدينا (ليتل مكسيكو) أو (ليتل كوريا)، كل الجهود يبدو أنها ترمي إلى خلق مكان يسمى “ليتل أرابيا” هنا، وأنا لا أرى أسباب لذلك”.

 من ناحية أخرى، لا شيء مما سبق قد يُثني هؤلاء الذين يريدون أن يولي مسؤولو المدينة والسياحة أهمية للمكان عن جهودهم.

 فقد قال رشاد الدباغ، أحد أعضاء المجلس المدني العربي الأمريكي، إن إدراج المكان في دليل الزائرين يعتبر الخطوة الأولى، أما الخطوة القادمة، فهي أن المجموعة تتمنى رؤية حافلة سياح قادمة من مكتب الاتفاقيات إلى “ليتل أرابيا”.

 وكما قال علام، يأمل رشاد الدباغ أن يصبح طابع “ليتل أرابيا” أكثر تماسكًا، وهو الطابع الذي تصفه ريدا حميدة بأنه مثل”الطراز الأندلسي”.

 لكن بدون الكثير من الأموال للاستثمار، يتخذ الدباغ وحميدة وغيرهما من الداعمين مسارًا مختلفًا هو استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للفت الانتباه إلى المنطقة، ومحاولة جلب مسؤولي المدينة إلى المكان، ودعوة السكان للتعرف على المجتمع العربي الأمريكي.

 ومؤخراً، نظموا فعالية أطلقوا عليها اسم “قمة الشاورما”، وكانت عبارة عن لقاء يجمع بين أصحاب الأعمال، والقادة المحليين من بينهم إيستر والاس، وجاي بورس، ومايو توم تايت، وذلك في مطعم “مشويات بابا حسن” المتخصص في الشاورما اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى