مجتمع

لماذا نماطل؟ وكيف نتوقف عن التسويف؟

خطوات عملية لتتجنب التسويف والمماطلة في إنجاز أهدافك

Psychologytoday- أيمى مورين

ترجمة دعاء جمال

نقص الدوافع عادة ما يكون أكبر العقبات التى تعيقنا عن البدء في تحقيق أهدافنا. وسواء كنا نفكر فى مواعيد علينا تنظيمها، أو مشاريع مملة علينا إنجازها، هناك دائماً وقفة طويلة بين التفكير والفعل.

وقد يكون نزوعنا للمماطلة  راجعا  بنسبة كبيرة إلى تأجيلنا إنجاز أعمالنا حتى “يوماً ما”، حيث أن “يوماً ما” تلك لا تظهر فى الجدول الزمنى. نوايانا الجيدة لا تتحول إلى أفعال حتى نضع لها مواعيد نهائية.

نصنف الوقت بلا منطق

أظهرت دراسة نشرت فى مجلة (Consumer Research) أننا بطبيعتنا نميل إلى تصنيف الوقت. ويشرح الباحثون أن لدينا قابلية لرؤية الأمور من منظور “الحاضر” و”المستقبل”،  عفندما نصنف مهلة زمنية على كونها “فى الحاضر”، نصبح أقرب للبدء فى العمل على أهدافنا. وعندما نقرر تصنيف شيئ على أنه “في المستقب”ل، فهذا يعني أننا نضعه فى أرشيفنا لـ “يوم ما”، وبالتالي يصبح من السهل تجاهل تلك الأهداف المستقبلية.

الجانب الأكثر إثارة للاهتمام فى الدراسة هو كشفها مدى عدم دقة و لامنطقية تصنيفنا للوقت. على سبيل المثال، أعطى الباحثون للمشاركين فى الدراسة 6 أشهر لإنجاز مهمة، بالتحديد، لفتح حساب بنكي وتلقي مكافأة. عندما أعطى لهم الباحثون المهمة فى يونيو مع مهلة نهائية فى ديسمبر، كانوا أكثر أرجحية لإكمال المهمة. أما المشاركون ممن أعطى لهم المهمة فى يوليو، مع مهلة زمنية تنتهى فى يناير، كانوا أكثر ميلا إلى تأجيل المهمة. حيث أنها تقع فى الجدول الزمنى للعام التالى، فقد صنفها المشاركون على أنها شىء يمكن تأجيله لما بعد. رغم أن المجموعتين كان لديهما 6 أشهر لتحقيق الأهداف، إلا أنهما تعاملا مع  إنجاز المهمة بشكل مختلف، اعتماداً على تواريخ الجدول الزمني للمهلة النهائية.

وبالمثل، عندما أعطى للمشاركين مهمة تنفذ خلال 7 أيام، كانوا أكثر ميلا للبدء فى العمل عليها فوراً. وعندما أعطت لهم يوم الثلاثاء، على سبيل المثال، وكانت المهلة النهائية فى الثلاثاء التالى، صنف المشاركون المهمة بشىء يبدأون في العمل على إنجازه الآن. لكن إذا كانت المهلة الزمنية ليست قبل الأربعاء التالى، لصنفت المهمة كمشروع “مستقبلي” وعلى الأرجح كان المشاركون سيماطلون.

كيف تتعامل مع تلك الأهداف الآن

الطريقة التى تنظر بها للوقت تحدد إذا كنت تصل لأهدافك أو تؤجل أحلامك حتى “يوماً ما”. ولحسن الحظ، يمكننا تغيير طريقة تصنيفنا للوقت. وذلك بالتفكير في الوقت الحاضر، يمكننا زيادة تحفيزنا للبدء فى العمل تجاه أهدافنا الآن. تلك الاستراتيجية يمكنها زيادة الحافز والتقليل من الميل للمماطلة:

1. فكك الأهداف لأجزاء يمكن التحكم فيها

إذا ركزت فقط على الصورة الكبيرة، من السهل تأجيل الأشياء لوقت اخر. تمنى أن تفقد 100 باوند، أو تستقيل من وظيفتك لتبدأ عملك الخاص، هى أهداف تندرج تحت فئة “يوماً ما”. لكن إذا فككتها لأهداف أصغر وأكثر إدارة مثل “أحب أن أفقد 5 باوند”، أو ” سأوفر 1000دولار”، يمكنك إدراجهم بفئة “الحاضر”.

2. حدد مواعيد نهائية لـ “الآن”

حتى إذا كانت أهدافك ستحتاج وقتاً طويلاً ليتحققها، مثل توفير مال كافي للتقاعد، فأنت أكثر قابلية للقيام بفعل إذا كانت لديك حدود زمنية فى الوقت الحاضر. إصنع تواريخ محددة للوصول لأهدافك. على سبيل المثال، قرر “سأقوم بعمل ميزانية بحلول الثلاثاء”، أو “سأفقد باوندين خلال سبعة أيام”.

3. حول الأفكار المجردة لخطوات عمل محددة

الأفكار المجردة تشجع على الخمول ” أود أن أصبح أكثر صحة”؛ أو “أريد أن أصبح غنياً”، لن تساعدك على تحقيق أهدافك. حدد خطوات عمل يمكنك البدء بفعلها اليوم. على سبيل المثال، قرر أنك ستأخذ فصلاً، واقرأ كتاباً، أو 30 دقيقة من الأبحاث كل يوم. حدد تغيرات السلوك التى يمكنك البدء فى العمل عليها فوراً وعلى الأغلب ستتمكن من تحويل الأهداف المجردة لأفعال.

عرف بعض تلك الأهداف والأحلام التى أردت دائماً تحقيقها ولم يكن لديك الدافع لبدءها أبداً. ابحث عن الاستراتيجية التى ستجعلك تنظر لتلك الاهداف من منظور الحاضر، وستزيد من قدرتك على أخذ خطوات لتحويل تلك الأحلام إلى واقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى