منوعات

لماذا نخشى السعادة؟.. 5 أسباب

5 أسباب تمنعنا من إسعاد أنفسنا

Psychologytoday- ليزا فايرستون

ترجمة دعاء جمال

و5 أسباب للسعي أخيراً وبشكل كامل وراء سعادتنا.

 

عندما يتعلق الأمر بسعادتنا، كثير منا يتخذ خطوتين للأمام  ثم واحدة للخلف. على سبيل المثال، إذا أردنا فقدان الوزن، قد نجد أننا بعد تحقيق بعض النجاح، مما يجعلنا سعداءً، ننجرف مجدداً لوزن اعلى مما بدأنا عنده. وإذا وجدنا نشاطا جديد ياسعدنا ، مثل التنزه أو اليوجا، قد نلاحظ بعد شهور لاحقة بأننا لم نوفر أي وقت للقيام به. قد نبدأ حتي بصداقهة جديدة مع شخص نستمتع معه حقاً، ومع ذلك سريعاً ما نجدنا بشكل ما مشغولين فلا نجد  مكاناً له في جدولنا. إذا أغرمنا، نبدأ باتخاذ الأعذار لنبتعد. وإذا نجحنا في إحدى المناطق، نجد أنفسنا تدمرنا في الأخرى. عندما تحدث تلك الحالات غالباً، نميل للوم الظروف أو الحظ السيء. وفي الواقع ، جميعنا، بدرجات مختلفة، قليلي التحمل لسعادتنا.

إليك أكثر 5 أسباب مشتركة لمنعنا أنفسنا من الحصول على ما يسعدنا:

1. السعادة  تعطل إحساسنا بالهوية.

بغض النظر عن مدى سلبية تصورنا الذاتي، فهو مثل بطانيه ثقيلة، يمكنها أن تشعرنا  بالألفة، الراحة والأمان. وإذا بدأنا في تطوير أو تغيير أنفسنا بطريقةً ما تكافحنا هجماتنا الذاتية القاسية، فنبدأ بالشعور بعدم الراحة الشديده والقلق. ويمكنها أيضاً أن تشعرك بالخوف من أن تتجاوز الطريق  الذي طالما  رأيت نفسك فيه.

صوتنا الداخلي الناقد مبني على  تأثيرات قديمة تعرضنا لها، عادةً في البدايات الباكرة لحياتنا. وقد تسربت  السلوكيات  السلبية التي خبرناها في عائلاتنا إلى وعينا. فكبالغين،ننشأ محافظين على تلك السلوكيات القديمة ونفشل في التمييز بين بين ما نواجهه الآن والتأثيرات القديمة المبكرة.

2. السعادة  تتحدى دفاعاتنا.

دفاعاتنا مثل درع  بنيناه  ضد ما يؤذينا. إذا كان لدينا والد أو راع غائب أو نابذاً، قد نتعهد بألا ندع أحداً يقترب كثيراً منا. وإذا كان يتم معاملتنا سيئاً غالباً، معاقبتنا أو إساءة فهمنا، قد نشعر بالخوف من أن نخوض الخبرة مجددا،  وخوف من النجاح ، أو خوف حتى من مجرد أن نُلاحظ, ونبني دفاعات لنتكيف مع العوامل الغير مرغوبه لبيئتنا المبكرة، لكن عندما نكبر ونكون في موقف جديد كبالغين، لا تعد تلك السلوكيات والأنماط تكيفيّة بعد الأن. وقد نجد صعوبة في الحفاظ على علاقه حميمية أو في التفوق في مهنتنا. وقد ندمر أنفسنا  بانتها ج  طرق لا تتحدي دفاعاتنا. كما قد نبحث حتى بدون وعي عن مواقف مشابهة لتلك التي اختبرناها أثناء نشأتنا. على سبيل المثال، إيجاد شريك يذكرنا بشخص من ماضينا. قد نعيد خلق ديناميكية من طفولتنا، على الرغم من كونها بغيضة، إلا أنها مألوفه وتتناسب مع دفاعاتنا. إذا جازفنا وتركنا دفاعاتنا، نجعل الأمر أكثر أرجحية لتحقيق السعادة الحقيقية.

3.  السعادة تسبب لنا القلق.

السعي وراء ما نريد يجعلنا نشعر بقلق و”حياة “أكثر. عندما نتصرف ضد صوتنا الداخلي الناقد ونكسر دفاعاتنا، نميل للشعور بشىء جميل في البداية.  ثم يصبح صوت ناقدنا الداخلي أعلى ، وتصبح رغبتنا في التصرف ضد مصلحتنا الشخصية أقوى. في تلك اللحظات، يمكن للاستسلام أن يهدىء توترنا بإعادتنا لما هو مريح ومألوف. ومع ذلك، لا يمضي الكثير من الوقت حتى نعاقب أنفسنا على إخفاقنا. ويصبح ناقدنا الذاتي مدرباً سادياً، وتبدأ حلقة تدمير الذات مجدداً.

من المساعد أن ندرك أن أي مجهود للتغيير من المرجح أن يقابل بالقلق. إذا صمدنا وتعبنا خلال ذلك الشعور الغير مريح، سيهدأ التوتر. الطريقة التي نتعامل بها مع قلقنا هي أن نتغلب عليه من خلال تجاهل ناقدنا الداخلي والاستمرار في المضي قدماً.

4.السعادة  تحرك الشعور بالذنب.

اختيار أن تكون سعيداً في الوقت الحاضر يمكنه أن يمثل انفصالاً عن ماضينا، بالأخص عندما نتحدى دفاعاتنا ونختار حياة جديدة لأنفسنا. من الشائع الشعور بالذنب من أن ننفصل عن أو نتخطى الناس من ماضينا. كسر نقطة من الهوية يمكنها تحطيم ما يصفه والدي، روبرت فايرستون، عالم النفس، ب “الرابط الخيالي”، والذي اختبرناه مع شخصيات مؤثرة في نشأتنا. حتى إذا كان والدا جارححا لنا . لذلك، قد يكون من المفضل أكثر الحفاظ على خيال اتصالنا بهم بشكل ما. يمكن أن يكون  مرعباً أن تكسره في وقت لاحق في الحياة.

أظهرت الدراسات الحديثة بأن هناك رابطا قويا للغاية بين سعادة الوالدين وسعادة أبنائهم، حتى بعد نضج الطفل، انتقاله بعيداً أو دخوله في علاقه. يوضح هذا الارتباط مدى القوة التي يمكن أن يكونها هذا الحس بالرابط ويستدعي التساؤل بشأن دور الذنب في تخطى أحد الآباء. إذاتجاوزنا  شعورنا بالذنب وحققنا المزيد من السعادة أكثر من آبائنا، سيجعلنا هذا نشعر بالوحدة، ولكن بالحرية.

5.  السعادة تجبرنا على مواجهة الألم.

 بالكثير من الطرق، الحصول على ما نريد يجعلنا نشعر بالألم والحزن، لأنه يذكرنا بشئ لم نحصل عليه في الماضي. الجديد، التجارب الإيجابية يمكنها أن تفتح أعيننا على الجراح. عادةً بطرق غير متوقعة، فالوقت الذي نختار فيه يمكنه أن يجعلنا نشعر بالحزن على الأوقات التي تم نبذنا فيها. وبينما نصبح أحياءاً، نجبر على الشعور بألم من الأسباب القديمة التي خلقنا دفاعتنا بسببها.

تميل الحياة الأكثر اكتمالاً ومكافئةً لأن تكون مليئة بالمشاعر في العموم. لا يمكنها إسكات الألم باختيارنا، بدون  إسكات الفرح. أيضا  إذا سمحنا لأنفسنا بالشعور بحب أكثر، عرفان ومتعة، لا بأس من أن نتوقع الشعور ببعض الحزن .

كيف نسعى وراء سعادتنا

إنه تطور غريب، أن نفس الشىء الذي نرغب فيه بشده، أو الذي سيكون الأفضل لنا، هو عادةً ما نكون أكثر مقاومة له. لا يمكن لأجد أخر أن يخبرنا بما سيجعلنا سعداءاً أو بأهم شىء لنا. هذا شىء علينا جميعاً تحديده لأنفسنا، وبمجرد معرفتنا له، من واجبنا المحاربة لأجله.

تلك 5 طرق للسعى وراء السعادة التي ترغبها:

1. لا تبدأ الرحلة وحدك، أخبر شخصاً آخر بأهدافك، ليذكرك بها.

2. لاحظ نمطاً لناقدك الداخلي وتصرفك المدمر للذات. هذا سيساعدك على إدراك انطلاق ناقدك الذاتي لتتمكن من التصرف مقابل توجيهاته الجارحه.

3. جد طرق عملية لتميزها عن التأثيرات السلبية في ماضيك. جرب اختيار المميزات التي تريد الاقتداء بها وانبذ التي لا تريدها.

4. لا تعش عقلية الضحية. لا شىء، ولا حتى ماضيك، يمكنه السيطرة علىك إذا ما كنت بالغاً مستقلاً، يمكنه القيام بخياراته.

5. ادرك أنك قوي، قادر وأن الانتكاسات لن تهزمك.

تمثل كل واحدة من تلك الخطوات تحد طويل ومستمر، لكنها  ضرورية  لعيش حياة لها معنى فريد بالنسبة لك. على عكس أي صوت داخلي قد يخبرك بأنك تتصرف بأنانية، عندما تخلق حياة ذات قيمة شخصية، تصبح أكثر قيمة للعالم. سعادتك تهم، وسيكون لها أثر طبيعي ومضاعف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى