مجتمعمنوعات

لماذا نخاف المرتفعات

لماذا نخاف المرتفعات

Psychologytoday- توم بان

ترجمة دعاء جمال

 

عندما نكون بالأعلى في مكان مغلق “مثل بيت أو مطعم”، يعد احتمال سقوطنا  مستحيلاً. ومع ذلك، قد يتطور لدينا خوف من الارتفاع.  لو كنا في طائرة مثلا ، قد نخاف سقوطها. أو نشعر بأننا منفصلون للغاية عن الأرض. نحن نشعر بالخوف عندما يكون أكثر شعور أساسي بالسيطرة مفقودا: قدرتنا على استخدام قدمينا للاقتراب مما يثير اهتمامنا وللابتعاد عما يخيفنا.

ماذا عن الخوف من الأماكن المرتفعة عندما لا تكون مغلقة؟ حين نكون في الفراغ الفتوح؟  هناك خمسة نظم تتحكم في شعورنا آنذاك:

الأذن الداخلية، الشعور بمكان الرأس،  الجاذبية، السرعة

العيون، مسافة الأجسام، موضعها، حجمها

اللمس، مواقع مختلفة من الجسد تمنح الحس بالتوازن

الشم، المسافة واتجاه الأجسام

السمع، مسافة واتجاه الأجسام

إذا عجز أحد تلك الأنظمة الخمسة عن إمدادنا بالمعلومات، يقل حسنا بجسدنا في الفضاء وفي ارتباطه بالأجسام. يتضائل التوجيه الذاتي، بالأخص في بيئة غير آمنة، قد يتسبب هذا في شعورنا بعدم الراحة.

تميل رؤيتنا لأن تكوّن حسنا الابتدائي للتوجه المكاني والشيئي””. في بعض الأوقات تكون وسيلتنا الأساسية للمحافظة على توازننا.  ولتساعد العين على توجيهنا، تحتاج لجسم على مسافة 30 قدم منا كمرجع لها. ولرؤية الأجسام القريبة، تعبر العيون بعض الشيء؛ لرؤية الأشياء الأكثر بعداً. ونشعر بمقدار العبور بدون وعي. عند رؤية الجسم، إذا بدأنا في فقدان التوازن تجاهه، نعبر أكثر قليلاً. نشعر بأننا على صواب. إذا بدأنا في فقدان التوازن بعيداً عنه، نعبر أقل قليلاً.

عند النظر خارجاً من أعلى مبنى، حيث ليس هناك شيئ على بعد 30 قدم  تحاول عيونك المساعدة على حفظ توازنك. تبحث بالخارج، لا تجد شيئاً. ويمكن أن يتسبب هذا بالشعور بالدوخة وحتى بأنك أكثر تشوشاً. فقط عندما ترغب في التوازن، تواجه عينك صعوبة. حيث تبحث عينك بالداخل والخارج، تلقي بتوازنك وتتشبث في الخوف من السقوط أو أن من أن تكون غير مسيطر.

مصدر آخر للخوف من المرتفعات قد يكون أحلام الطيران، كالأفلام مثل بيتر بان، ماري بوبنز والراهبة الطائرة. تلك الشخصيات امتعتنا بقصصها عن الطيران، ليس من خلال طائرة، لكن جسدياً فقط. يقول كابتن ترومان كامينج، الذي بدأ أول دورة حول الخوف من الطيران بشركة بان أم عام 1975، أن أغلب الطيارين لديهم خوف من المرتفعات، ليس في الأماكن المغلقة كمقصورة الطيران، لكن الغير مغلقة.

يعتقد أن لدي الطيارين أحلام أكثر من أغلب الناس. لهذا، عندما يكونون على ارتفاع مفتوح، يعبر حلم الماضي بالطوفان بخفة عبر السماء الظاهرة. وعندما يحدث، تطلق الأمنية لاتباع الحلم  تنبيهات. وبدرجة ما، تكون هناك رغبة في الانتقال للخارج والطيران جسدياً. ماذا لو تصرفت وفقاً للرغبة؟ “كم كنت قريباً للقيام بهذا؟ هل أنا مسيطر أو لا؟”

 هذا الخيال، عندما ينفصل عن الواقع، يكون مبهجاً. لكن إدراك الحاجة للقيام بهذا محزنة. إذا كان عليك إطاعة الحاجة، ستكون النتيجة قاتلة. هذا النوع من “الفشل القريب” مع الموت قد يؤدي للخوف من الأماكن المفتوحة المرتفعة.

بالمثل، الشخص المعرض لنوبة ذعر يعلم أن بإمكانه إيقافها بالهرب. إذا كانت عادة الشخص الهرب عند بدء الذعر، قد يتسبب وجوده في مكان مفتوح وعال حيث لا مهرب إلا بالقفز في شعوره  بالتوتر.و مجدداً يظهر سؤال “هل أنا مسيطر؟”.

الخوف من المرتفعات عندما يكون المكان مفتوحاً قد لا يكون أكثر من نتيجة أحلام الطيران مثل ماري بوبنز. وقد تكون نتيجة تقلص استقبال الحس العميق نتيجة لعدم وجود شيء على بعد 30 قدم.

ماذا بشأن الخوف من الطيران؟

هذه المخاوف لا تعني شيئاً عندما يتعلق الأمر بالخوف من الطيران. ما يحسب عند الطيران هو معرفة أن لا شيء يمسك الطائرة عالياً.  بالنسبة للمخ الأيمن “العاطفي”، والذي يستخدم المنطق المرئي، الرؤية هي التصديق. إذا لم تر شيئاً يمسك بالطائرة عالياً، يبدو أنه ليس هناك مجال لأن تظل الطائرة بالأعلى. سوف تسقط- هكذا نشعر- في أي وقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى