سياسة

لماذا لا تسحق حماس يا نتنياهو؟

يرى الأميركي رون  تورسيان أن سياسة نتنياهو مترددة ومشوشة وتسمح لحماس بتهديد أمن الإسرائيليين.

 slide_265226_1794010_free

رون توروسيان – فرونت بيج ماجازين

ترجمة – محمود مصطفى

يرى المراقب بعض التناقضات عندما يتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فهو من ناحية، كرئيس حكومة وطنية ورئيس حزب الليكود الذي يمثل يمين الوسط، يكرس نفسه كلية لصالح أمن إسرائيل، ولكن بعد أشهر من النزاع مع عرب فلسطين وحماس، وبعد الإدانة الدولية، لا زال الإرهابيون يطلقون الصواريخ ضد دولة إسرائيل.

عشية وقف إطلاق نار مقترح، دافع نتانياهو عن قبوله، اكتشفت الأنفاق تحت الأرض. الآن نرى نتانياهو يوفد مفاوضيه إلى مصر، حيث تجري المفاوضات مع فريق يضم ممثلين لمنظمات إرهابية.

ومع اتفاقات وقف إطلاق نار لا حصر لها تخرقها حماس ومع استمرار الحرب والهجمات ضد إسرائيل، لا يبدو أن هناك رؤية واضحة.

هل يسعى تنانياهو للإطاحة بحماس؟ هل يريد أن يقوي السلطة الفلسطينية؟ استعادة غزة؟ ما هي الخطة؟

الخطة الواضحة عند حماس هي  مهاجمة إسرائيل بلا كلل، فهم متسقون مع أنفسهم .. هل يظل رئيس الوزراء مخلصاً لمواطني إسرائيل بإدانته لوزراء الأمن في الحكومة الذين يريدون ببساطة نهاية للهجمات الإرهابية ضد إسرائيل؟

القناة الثانية قالت هذا الأسبوع إن وزير الإقتصاد نافتالي بينيت تعرض للصراخ في وجهه في اجتماع مجلس الوزراء من قبل رئيس الوزراء لأنه طالب بإنهاء المفاوضات مع المنظمات الإرهابية في القاهرة ، ولأنه هاجم من قبل فكرة “الهدوء مقابل النقود” حيث تسمح اتفاقات وقف إطلاق النار المتكررة لحماس بإعادة التمويل و التسلح.

بينيت أوضح “هذا الموقف الذي نعيش فيه في قلق وترقب لرد من منظمة إرهابية قاتلة، يجب أن ينتهي” .

بالمثل قال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان “أتمنى أن يكون واضحاً للكل الآن أن سياسة “الهدوء سيقابله هدوء” تعني أن حماس تملك زمام المبادرة وهي من تقرر متى وأين وكيف ستطلق النار على الإسرائيليين.”

وأضاف “حدث ذلك بالأمس ويحدث اليوم وقد يحدث في الأول من سبتمبر وعشية رأس السنة العبرية كذلك.” هذا صواب وليس خطأً أن يطالب وزراء الحكومة بنهاية للإرهاب وهدوء من أجل سلام إسرائيل.

ما هي رؤية رئيس الوزراء؟ الأمن لم يتحقق فالصواريخ تستمر في التحليق وبالقطع ليس هناك سلام. بالتأكيد لا يطلب الشعب الإسرائيلي الكثير حين يطالب بأن تحيا إسرائيل دون خوف دائم من الهجمات،  ويتفهم اليهود حول العالم إن نتانياهو واقع تحت ضغوط هائلة ويعولون عليه في حماية الدولة اليهودية.

يستطيع المرء أن يجادل بأن على نتانياهو أن يستعين بواحد من خاصته، زئيف جابوتنسكي، الذي لاحظ بحصافة قبل سنوات عديدة “نحن لم نخلق لنعلم أعدائنا الأخلاق والسلوكيات الحسنة. دعهم يتعلمون هذه الأشياء بأنفسهم قبل أن يقيموا علاقات معنا. نحن نريد أن ننتقم من  يؤذينا، من لا يقدر على رد الصاع بالصاع لا يقدر أيضاً على رد الجميل بمثله. فقط من يستطيع أن يكره أعدائه هو من يستطيع أن يكون صديقاً مخلصاً لمن يحبونه.”

شعب إسرائيل يطالب بسحق حماس، دع شعب إسرائيل بنعم بالسلام والهدوء.

*رون توروسيان: هو واحد من أبرز خبراء العلاقات العامة في الولايات المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى