حياتنامنوعات

لماذا قد لا تكون التمارين الرياضية وحدها مفتاحًا لخسارة الوزن؟

دراسة تتبعت الفئران قبل وبعد بدء ممارسة التمارين والنتائج كانت مفاجئة

نيويورك تايمز

 

ترجمة: ماري مراد

إذا أعطيت فأرا عجلة ركض سيجري، لكنه قد لا يحرق الكثير من السعرات الحرارية الإضافية، لأنه سيبدأ في التحرك بشكل مختلف حينما لا يكون على العجلة، هذا ما أثبتته دراسة حديثة للسلوكيات والتمثيل الغذائي للفئران الخاضعة لتدريبات رياضية.

حسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الدراسة، التي نُشرت في “Diabetes” وطبقت على حيوانات، يمكن أن تكون لديها آثار تحذيرية على البشر الذين بدأوا ممارسة التمرينات الرياضية رغبة في خسارة الوزن.

في السنوات الأخيرة، خلصت دراسة بعد أخرى تفحص ممارسة التمرينات وفقدان الوزن بين الناس والحيوانات، إلى أن التمارين الرياضية في حد ذاتها ليست وسيلة فعالة لخسارة الوزن، وفي العديد من هذه التجارب، خسر المشاركون وزنا أقل بكثير من المتوقع.

العلماء المشاركون في هذا البحث اشتبهوا وأظهروا في بعض الأحيان أن الرياضيين، أيا كان نوعهم، يميلون إلى أن يكونوا أكثر جوعا ويستهلكون المزيد من السعرات الحرارية بعد النشاط البدني، كما أنهم قد يكونون كثيري الجلوس خارج جلسات التمارين، وبالتالي فإن هذه التغييرات يمكنها تعويض الطاقة الإضافية المستخدمة خلال ممارسة التمارين الرياضية، وهذا يعني أن نفقات الطاقة اليومية لا تتغير ووزن الشخص أو القوارض يظل على حاله.

وفقًا للصحيفة، لقد كان إثبات هذه الاحتمالية صعبا، جزئيا لأنه من الصعب تحديد كل حركة بدنية يقوم بها شخص ما أو شيء ما، وكيف تتغير حركاته أو لا تتغير بعد التمرين، لكن في الآونة الأخيرة، اكتشف الباحثون إمكانية استخدام الأشعة تحت الحمراء لتتبع كيفية تحرك الحيوانات في أي لحظة في أقفاصها، ويمكن للبرامج المتطورة أن تستخدم هذه المعلومات لتخطيط أنماط يومية من النشاط البدني، وتظهر، ثانية بثانية، متى وأين وكم المدة التي يتجول ويجلس ويركض فيها الحيوان.

واعتقد علماء في جامعة فاندربيلت ومؤسسات أخرى بأن هذه التكنولوجيا ستكون مثالية لتتبع الفئران قبل وبعد بدء ممارسة التمارين، لا سيما إذا تم استخدام هذه التقنية في أقفاص غرفة التمثيل الغذائي التي يمكنها تحديد كمية الطاقة التي ينفقها الكائن خلال يوم.

لذا، العلماء زودوا الأقفاص بعجلات رياضية مقفلة، وتركوا فئرانا ذكورا، صحية ولها وزن طبيعي، تتحرك وتستكشف لمدة 4 أيام، مما وفر للباحثين بيانات أساسية عن عملية التمثيل الغذائي لكل فأر وحركته، بعد ذلك فتحوا العجلات، ولمدة 9 أيام كان بإمكان الفئران الركض على العجلات، في حين كانت تأكل وتخرج من على العجلات كيفما تشاء.

كانت الفئران التي يبدو أنها تستمتع بالركض تنزلق بسهولة على العجلات وتركض وتتوقف عن الركض على مدار ساعات، وأظهرت الفئران زيادة لاحقة في نفقات الطاقة اليومية، وفقا للإجراءات الأيضية، وهو أمر منطقي، لأنها أضافت تمرينًا لحياتها، لكنها لم تغير عاداتها الغذائية.

الدراسة أوضحت أن الفئران غيرت طريقة تحركها، على الفور تقريبا بعد أن بدأت في استخدام العجلات، توقفت عن التجوال حول أقفاصها كما كانت تفعل قبل فتح العجلات، وعلى وجه الخصوص، توقفت عن الانخراط في التسكع الطويل الذي كان شائعا قبل أن تبدأ في الركض، بدلا من ذلك، فإنها الآن تسير على العجلات لبضع دقائق، ثم تقفز خارجا لتستريح أو تتجول لفترة وجيزة، ثم تصعد مرة أخرى على عجلات، تركض وتستريح وتتجول لفترة قصيرة ثم تكرر الأمر.

دانيال لارك، الباحث في علم وظائف الأعضاء في الفيزياء الجزيئية بكلية الطب بجامعة فاندربيلت، الذي قاد الدراسة الجديدة، قال إنه بشكل عام، أظهرت الفئران التي ركضت توازنا سلبيا قليلاً للطاقة، ما يعني أنها كانت تحرق سعرات حرارية على مدار اليوم أقل مما كانت تستقبله من خلال الطعام.

لكن لارك أوضح أن العجز في السعرات الحرارية كان سيزيد بنسبة 45%، كما أظهرت الحسابات الأيضية، إذا لم تبدأ في التحرك حول أقفاصها بشكل أقل.

وبحسب لارك ما دفع الفئران للتجول بشكل أقل غير معروف، “لكن لا يبدو أن هذا لم يكن بسبب الإعياء أو الافتقار إلى الوقت”.

لارك أشار إلى أن تشغيل العجلات ليس شاقًا بالنسبة إلى الفئران، لكنه رجح أن تكون أجسام الحيوانات وعقولها قد شعرت ببدايات عجز في الطاقة عندما بدأت الفئران في الركض وأرسلت إشارات بيولوجية نصحت الحيوانات بطريقة ما بالإبطاء، والحفاظ على الطاقة، والمحافظة على الاتزان الداخلي، وعدم خسارة الوزن.

ويود الباحث وزملاؤه، في تجارب مستقبلية، أن يستكشفوا كيف استشعرت أجسام القوارض، من الناحية الفيزيولوجية، التغيرات في توازن الطاقة لديها وفي أي نقطة قد تبدأ في تناول المزيد، كما أنهم يرغبون في دراسة الحيوانات الأنثى والمتقدمة في السن والسمينة.

ووفقًا للارك، فإن الفئران لن تكون أبدًا أشخاصًا بالطبع، لذا لا يمكننا أن نقول ما إذا كانت نتائج هذه التجارب وأي تجارب متابعة تنطبق على البشر مباشرة، لكنه نصح من يأمل ممارسة الرياضة لخسارة الوزن مراقبة ما يأكل وأن يحاول أن لا يتحرك أقل بينما يتمرن أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى