سياسةمجتمع

يزيديات في قبضة داعش: قصص الانتحار هربا من الاغتصاب

فتيات يزيديات  من العراق يحكين قصص انتحار  زميلاتهن في قبضة داعش

 Independent – ليزى ديردن

ترجمة دعاء جمال

v2-yazidi1-ap-v2

أخبرت فتيات يزيديات هاربات من قبضة داعش  منظمة العفو الدولية  أن فتيات أخريات قتلن أنفسهن بعد فقدانهن الأمل فى أن يتم إنقاذهن.

تقول “لونا،20 عاماً” إحدى الناجيات أنه تم احتجازها مع 20 فتاة أخرى لا تتخطى أعمارهن العشر سنوات فى المدينة الواقعة تحت سيطرة داعش بالموصل، وحيث كان يطلب منهن تجهيز أنفسهن.

” فى أحد الأيام تم إعطاؤنا ملابس أشبه بأزياء الرقص وطلب منا الاستحمام وارتدائها، قتلت “جيلان” نفسها فى الحمام،  مزقت معصمها ثم شنقت نفسها، لقد كانت جميلة للغاية، أعتقد أنها علمت أنه سيتم أخذها من قبل أحد الرجال ولهذا قتلت نفسها”

تقول “وفاء، 27 عاماً” إنها وأختها حاولتا الانتحار أثناء أسرهما فى الموصل بعدما خيرهم الرجل بين الزواج منه وأخيه أو يتم بيعهن كعبيد.

” فى المساء حاولنا خنق أنفسنا بأوشحتنا، إلا أن اثنتان من الفتيات المأسورات معنا استيقظتا وأوقفتانا وظلتا  ساهرتان لمراقبتنا، وعند نومهما فى الخامسة صباحاً حاولنا مجدداً، ومجدداً استيقظا وأوقفانا، و لعدة أيام بعدها لم أتمكن من الكلام.”

يخشى أقارب الفتيات الولاتى تمكن من الهرب أن الصدمة لن تفارقهن، مبلغين عن نوبات فزع واكتئاب.

يقول جد فتاة فى ال16 من عمرها  تم اغتصابها من قبل داعش قبل تمكنها من الهرب” إنها حزينة للغاية وهادئة طوال الوقت، لم تعد تبتسم وتبدو كمن لا يهتم بأى شىء،  لا اتركها تغيب عن ناظرى فأنا أقلق من أن تحاول قتل نفسها.”

وقابلت منظمة العفو الدولية 42 أمرأة من أجل تقريرها ” الهروب من الجحيم”  .

وسجل التقرير  التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسى الذى عانت منه تلك النساء من الأقلية اليزيدية، فالنساء المتحولات للإسلام فرض عليهن الزواج من مقاتلى داعش،  والمحتفظات بعقيدتهم تم الاتجار بهن كعبيد جنس وانتهاكهن وسجنهن، كما انتشرت فيديوهات مفزعة على الانترنت لـ ” مزاد العبيد” يظهر بنات فى الموصل وأعضاء داعش يتفاخرون باختطافهن داعين إياهن بـ “المرتدات”.

نزح آلاف الأشخاص من الأقليات الدينية من منازلهم فى “سنجار” مع تقدم داعش فى أغسطس ، واستهدافهم من سنة متشددين باعتبارهم زنادقة، وقتل المئات فى غارات على المدن ومات المزيد من العطش والجوع بعد هروبهم لجبل سنجار البعيد “النائى”

تقول “راندا، 16 عاماً” التى تم اختطافها من قرية قريبة من الجبل مع العديد من أفراد عائلتها من ضمنهم والدتها الحامل،  وتم إعطاؤها لرجل فى ضعف عمرها  قام بالاعتداء عليها.

” داعش دمرت حياتنا، ماذا سيحدث لعائلتى؟ لا أعرف متى سأراهم مرة أخرى”

وتقول ” ألبا، 19عاماً”  التى كانت حاملاً بشكل ملحوظ بابنها الثانى عند اختطافها مع ابنها الأول:

” كان معى ابنى وحملى كان ظاهراً للغاية لكن أحد الحراس اختارنى لأكون زوجته” وأضافت أن الرجل هدد بإرسالها لسوريا إذا قاومت.

بعض البنات اليزيديات ممن فرض عليهن الزواج أفادوا بأخذهن إلى منازل عائلات مقاتلى داعش وحتى أنهن قابلن زوجاتهم وأطفالهم، والبعض تلقىين المزيد من الإساءة بينما تصادقت اخريات مع زوجات محتجزيهن.

العديد من البنات المحتجزات من قبل مقاتلين أجانب أخبرن منظمة العفو الدولية أن عائلاتهن ساعدتهن على الفرار،  وإحدى الفتيات  “13 عاماً ” والتى احتجزت مع أختها الصغرى  أفادت بأن محتجزها لم ينتهكهما وأرسلهما مباشرة إلى عائلتهم، ولكن حتى  الفتيات اللواتي  تمكنّ من الهرب تنتظرهن آفاق مظلمة، بخسارة العشرات من الأقارب سواء المقتولين أو المأسورين، وبتحكم داعش فى قراهم ومدنهم.

صدمة العنف الجنسى التى تعانى منها الناجيات يزيد من وطأتها وصمة العار المصاحبة للاغتصاب،  حيث تشعر الناجيات أن “شرفهن” وشرف عائلاتهن تم تلطخيه ، ويخفن  من تضاؤل مكانتهن فى المجتمع كنتيجة لما حدث.

تقول ” دوناتيلا زوفيرا” التى تحدثت إلى أكثر من 40 ناجية من شمال العراق من أجل منظمة العفو الدولية، أن داعش تستخدم الاغتصاب كسلاح فى الهجمات بالإضافة لجرائمها الأخرى ضد الانسانية.

” الحصيلة الجسمانية والنفسية للعنف الجنسى المفزع الذى مرت به هؤلاء النساء كارثية، والعديد منهن تم تعذيبهن ومعاملتهن كأغنام حتى هربن وظللن فى حالة صدمة بالغة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى