سياسة

كي لا تكون مملاً.. 3 نصائح

نصائح عملية كي لا تكون شخصا مملا

كي لا تكون مملاً.. 3

Psychologytoday– كارل ألبريتش

ترجمة دعاء جمال

 

“يتحدث دائما عن نفسه.. ما يفعل، وما يثير اهتمامه، وأفكاره”

“وكأنها تحاضرني وتوجهني باستمرار. لا تسألني أبداً عن رأي”

“ليس هناك مجال لمخالفته.. اتركه فقط يشرح، ثم أحاول تغيير الموضوع”

“لديها رأي بشأن كل شيء، وستخبرك به، سواء طلبت ذلك أم لا”

السر وراء أن تصبح متحدثاً جيداً – أي يستمتع الناس بالتحدث إليك، ويسعون لصحبتك – بسيط  للغاية: أن تتحدث معهم وليس إليهم. ينجح هذا الأمر كالسحر.

أشار ويليام جايمس، رائد في مجال تطور علم النفس إلى أن”أعمق رغبة داخل كل إنسان هي الرغبة في أن يتم تقديرهم”. ومع ذلك، فإن كثير من الناس مشغولون للغاية في تقدير أنفسهم خلال المحادثات أكثر من أن يلاحظوا أو يقدروا الآخرين.

سواء أحببنا الأمر أم لا، إلا أن أغلب الناس تتفاعل مع أكثر من مجرد الكلمات التي نتحدثها؛ الناس تتفاعل مع سمات دقيقة في كلامنا، ومع درجة الاحترام، والتقدير والكرم الذي نعكسه في الطريقة التي نتحدث بها.

الأشخاص الذين يلقون بآرائهم المتعصبة، بطريقة أقرب قليلاً من إلقاء القنابل اليدوية اللفظية، عادة لا يلاحظون ردود فعل الاخرين التى تميل غلى التجنب نتيحة شعورهم المبهم بأنهم يتعرضون للقصف أو التنمر.

ما هي الطريقة الأفضل؟ كيف يمكنك جذب الناس لنفسك وأفكارك، بدلاً من تنفيرهم؟ ابدأ بتغير نسب استخدامك لتلك الأنواع الثلاثة من الجمل في حواراتك: 

1. التصريحات: عبارات “الحقائق” أو ما تبدو لك أنها حقائق او تدعي أنها حقائق، على سبيل المثال يقول أحدهم “نبراسكا هي الولاية الوحيدة في الولايات المتحدة بنظام برلماني ذات مجلس واحد”. العبارة التصريحية حقاً يمكن تأكيدها ببعض الأدلة. للأسف، الكثير من العبارات المماثلة، التي يفترض بأنها تصريحية، هي فقط آراء متنكرة، على سبيل المثال “خطة رعاية صحية مؤمنة لن تنجح في هذه الدولة أبداً”. محادثة تصريحية 100% ، وتحاول أن تهيمن على الآراء الأخرى، هي محادثة كلها عن المتحدث فعلياً.

2. الأسئلة: هي طرق “نسمح” بها للآخرين أن يشاركوا ما يعرفونه ويؤمنون به. شخصنة تلك أسئلة تسمح للآخرين بالشعور بأنهم مشاركون في تلك المحادثة، بدلاً من مجرد تحملها. يمكننا أن نسأل مثلا: “أين أماكن سفرك المفضلة؟” و”ما رأيك في المرشحين؟”، و”كيف تعاملت من ذلك التحدي؟”. طرحك لعدد معقول من الأسئلة خلال المحادثة يظهر استعدادك لمشاركة منصة التحدث مع شخص آخر أو أشخاص آخرين.

3. الجمل الشرطية: تسمى أيضاً بالمحددات اللغوية (تعبير لغوي المقصود به الكلمات التى تجعل عباراتنا أقل عمومية وأكثر تحديدا)، وتلك طرق للتعبير عن رؤيتك، وآرائك بلطف ، مع اعتراف محدد بأن للآخرين الحق لرؤية الأشياء بشكل مختلف. مثال:”لا يمكنني التحدث باسم الجميع، لكن لا يبدو أن مكملات الميلاتونين لا تساعدني على النوم”. ضع في الاعتبار البديل المتعصب نسبياً الذي قد يقول في هذا الموقف: “الميلاتونين ليس جيداً للأرق”. طريقة الإشارة للذات عندما نقول ” يبدو الأمر لي..”؛ “أعتقد بأنني قرأت شيئاً بأن..”؛ ” لست متأكداً تماماً، لكني أعتقد..”، تعكس بطريقة بسيطة بأنك تحترم حق الآخر في رأي مختلف، وإشارات بأنك ستعامل أفكارهم باحترام، حتى وإذا كنت تختلف معها.

جرب تلك الأمور خلال الأيام القليلة القادمة، لتقييم “قاعدة الثلاثة”. عندما تكون في محادثة من أي نوع، عارضة أو عمل، جرب رصد نسب العبارات التصريحية، والاشتراطية والأسئلة التي تستخدمها. بعد بضعة تصريحات، جرب تغيير المحادثة وطرح سؤال، حتي يبدأ الشخص الآخر في التجاوب. وعندما تجيب، حاول استبدال الرد الاشتراطي أو المؤهل برأي قوي.

بينما تعيد تنظيم المحادثة بوعي، حاول كشف ردود الفعل الخفية التي يظهرها الآخرون للاختلافات، وشاهد إذا كانت قاعدة الثلاثة قد ساعدت على خلق مشاركة وجدانية أعظم ومحادثات مجدية أكثر. وبينما لا تزال في الأمر، جرب البقاء مطلعاً على الحصة النسبية للأنواع الثلاثة من الجمل المفتاحية في محادثات الآخرين. كيف يمكن للوفرة النسبية للأنواع الثلاثة أن تؤثر على محادثاتنا، في تقديرك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى