مجتمع

كيف ستبدو الأرض خلال 200 مليون سنة؟ أربعة سيناريوهات لتشكيل القارة القادمة

كيف ستتطوّر الحياة ونتكيّف معها؟

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: Daily Mail 

تتكون الطبقة الخارجية من الأرض، وهي القشرة الصلبة التي تمشي عليها، من قطع تشبه إلى حد كبير البيضة المكسورة، هذه القطع، تتكون من صفائح تكتونية تتحرك حول الكوكب بسرعة بضعة سنتيمترات في السنة حيث تجتمع الصفائح التكتونية في قارة عملاقة والتي تبقى لبضع مئات من ملايين السنين قبل انهيارها.

تتفرق أو تتبدد الصفائح التكتونية أو تبتعد عن بعضها البعض حتى تجتمع في نهاية المطاف بعد 400 إلى 600 مليون سنة مرة أخرى.

يُذكر أن آخر قارة عظمى تشكلت منذ 310 ملايين سنة تسمى “بانجيا” وتعني في اللغة الإغريقية “كل الأرض”، بدأت في الانهيار منذ نحو 180 مليون سنة.

ناقش التقرير أن القارة العظمى تتشكل في خلال فترة 200 إلى 250 مليون سنة، لذلك نحن حاليا في منتصف الطريق تقريبًا في مرحلة “غير واضحة” لدورة القارات الحالية، لذا فالسؤال هو: كيف ستتشكل القارة القادمة، ولماذا؟

وهناك أربعة سيناريوهات أساسية لتشكيل القارة العظمى التالية: نوفوبانجيا، وبانجيا أولتيما، وأوريكا، وأماسيا.

يعتمد كل تكوين على سيناريو مختلف، لكن في نهاية المطاف مرتبط كيف تنفصل بانجيا، وكيف لا تزال قارات العالم تتحرك اليوم.

فقد أدى تفكك بانجيا إلى تكوين المحيط الأطلسي، الذي لا يزال يتمدد ويزداد اتساعًا على نطاق واسع اليوم.

وبالتالي فإن المحيط الهادئ ينحسر ويقل اتساعًا.

ويعد المحيط الهادي موطنًا لحلقة من “مناطق الاندساس” -التي تحدث عند الحدود المتقاربة التي وفقًا لها تنتقل الطبقة البنائية أسفل طبقة أخرى وتغوص في الغطاء حيث تتجمع الصفائح- حيث ينخفض قاع المحيط، أو يهبط تحت الصفائح القارية، تحت الأرض.

هناك، تتم إعادة تدوير أرض المحيط القديمة، ويُمكن أن تتجه إلى الانبعاثات البركانية.

وعلى النقيض من ذلك، فإن المحيط الأطلنطي يمتلك سلسة كبيرة من الصفائح التي تنتج صفيحة محيطية جديدة لكنها لا تضم إلا منطقتين من مناطق الاندساس، وهما: قوس جزر الأنتيل الصغرى في الكاريبي، وقوس سكوشيا الذي يقع بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.

كيف يمكن أن ننظر إلى التكوين الجديد للأرض؟

* نوفابانجيا

إذا افترضنا أن الظروف الحالية لا تزال قائمة، بحيث يزداد اتساع المحيط الأطلسي وينحسر المحيط الهادئ، فلدينا سيناريو تتشكل من خلاله القارة العظمى لبانجيا.

تتصادم الأمريكيتان مع القطب الشمالي المُتجه إلى الشمال ثم إلى إفريقيا وأوراسيا اللتين اصطدمتا بالفعل.

وسُميت القارة العظمى التي ستتشكل بعد ذلك باسم “Novopangea” أو “Novopangaea”.

* بانجيا ألتيما

ومع ذلك، قد يتباطأ توسع المحيط الأطلسي ويبدأ بالفعل في الانحسار في المستقبل، ويمكن أن ينتشر القوسان المعرّضان للاندساس في المحيط الأطلسي على طول السواحل الشرقية للأمريكية، مما يؤدي إلى إصلاح بانجيا مع إعادة الأمريكتين وأوروبا وإفريقيا إلى قارة كبرى تسمّى “بانجيا أولتيما”.

وستحيط هذه القارة العملاقة الجديدة بالمحيط الهادئ.

* أوريكا

إذا كان المحيط الأطلسي قادرا على تطوير مناطق الاندساس -وهو أمر قد يحدث بالفعل- فربما تقترب المحيطات الأطلنطية والمحيط الأطلسي من الانحسار، وهذا يعني أن حوض المحيط الجديد يجب أن يتشكل ليحل محلهما.

في هذا السيناريو، كل الانشقاق الآسيوي الذي يقطع آسيا من غرب الهند حتى القطب الشمالي، يُشكل المحيط الجديد.

والنتيجة هي تشكيل القارة الكبرى “أوريكانا”.

وبسبب الانجراف الحالي لأستراليا اتجاه الشمال فإنه سيكون في قلب القارة الجديدة بينما تغلق دول شرق آسيا والأمريكتان المحيط الهادئ من كلا الجانبين.

وبعد ذلك، ستعود الصفائح التكتونية الأوروبية والإفريقية إلى الأمريكتين، لإغلاق المحيط الأطلسي.

* أماسيا

يتنبأ السيناريو الرابع بمصير مختلف للأرض المستقبلية حيث تتحرك العديد من الصفائح التكتونية حاليا شمالا، بما في ذلك إفريقيا وأستراليا.

ويُعتقد بأن هذا الانجراف مدفوع بانجراف شاذ سببته بانجيا، في مكان عميق في باطن الأرض، يُسمى بالوشاح.

وبسبب هذا الانجراف الشمالي يُمكن للمرء أن يتصور سيناريو حيث تستمر القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية في الانجراف شمالا، وهذا يعني أنها ستتجمّع في نهاية المطاف حول القطب الشمالي في قارة عملاقة تُدعى “أماسيا”.

وفي هذا السيناريو، يبقى كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ في الغالب كما هما “مفتوحين”.

ومن هذه السيناريوهات الأربعة، نعتقد بأن نوفابانجي هي الأكثر احتمالا حيث إنها تحمل تقدما منطقيا لاتجاهات الانجراف في الصفائح التكتونية حاليا للقارات، بينما تدخل الثلاث احتمالات الأخرى حيز التنفيذ.

إن التحقيق في المستقل التكتوني للأرض يدفعنا إلى التفكير في حدود معرفتنا والتفكير في العمليات التي تشكل كوكبنا على مدار مقاييس زمنية طويلة.

كما أنه يقودنا إلى التفكير في نظام الأرض ككل، ويثير سلسلة من الأسئلة الأخرى: ما هو المُناخ في شبه القارة القادمة؟ كيف سيتم ضبط دوران المحيط؟ كيف ستتطور الحياة ونتكيّف معها؟؟

هذه هي الأسئلة التي تدفع حدود العلم أكثر لأنها تدفع حدود خيالنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى