رياضةسياسة

كيف ستؤمِّن فرنسا 3.5 ملايين مشجع في يورو 2016؟

كيف ستؤمِّن فرنسا 3.5 ملايين مشجع  في يورو 2016؟

المخابرات الفرنسية أكدت في تقرير لها أن البطولة مستهدفة

ذا دايلي بيست- دانا كينيدي

ترجمة: محمد الصباغ

قرر المحلل الرياضي الأيرلندي، إيمون دانفي، الأسبوع الماضي عدم السفر إلى فرنسا لحضور نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، والتي تبدأ الشهر المقبل، وقال إنه لا يريد أن يكون فريسة سهلة في تلك الاستادات.

لم يكن دانفي في حاجة إلى سماع التحذيرات الجديدة من المخابرات الفرنسية والألمانية التي أفادت بأن مباريات بطولة الأمم الأوروبية، قد تكون أهدافًا رئيسية للإرهابيين. كما أن سبق ذلك بساعات قليلة تحطم طائرة تابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بعد إقلاعها من باريس.

ألغى دانفي، لاعب الكرة السابق الذي تحول إلى مذيع، كل مخططاته لحضور المباريات -وهي 51 مبارة تلعب في 10 مدن، من باريس ولانس في الشمال إلى نيس ومارسيليا في الجنوب- في الفترة من 10 يونيو إلى 10 يوليو.

ولم يكن الوحيد الذي قرر ذلك، فقد ألغت مدرستان ابتدائيتان في أيرلندا الشمالية رحلاتهما إلى نهائيات اليورو، وأرجعتا ذلك إلى مخاوفهما من الهجمات المحتملة، كما صدرت تقارير تشير إلى أن حجوزات الفنادق في أنحاء البلاد تراجعت في أعقاب المخاوف المتصاعدة من الإرهاب في فرنسا. وانخفض الإقبال على شركة توماس كوك السياحية بنسبة 19% بعد حطام طائرة مصر للطيران الخميس، وهو التراجع الأكبر منذ 4 سنوات.

كما تتعرض الرحلات الطويلة المربحة من شمال القارة الأمريكية إلى أوروبا، عبر رحلات لشركات دولية مثل لوفتهانزا، لضربة كبيرة مع كل هجوم إرهابي، والآن مع تحطم طائرة مصر للطيران، بالرغم من أن سبب ذلك لم يعرف بعد. وبالطبع لم يساعد السياحة الفرنسية قول دونالد ترامب في مارس بعد هجمات بروكسل، إن بريطانيا وأوروبا الآن ليستا أماكن آمنة، وأن أوروبا لديها مشاكل خطيرة وخطيرة جدا.

يوم الخميس تم تمديد العمل بحالة الطوارئ في فرنسا لشهرين آخرين لتشمل فترة اليورو 2016، التي ستجري في الفترة من 2 إلى 24 يوليو، وتجتذب أيضًا ملايين المتابعين عبر البلاد.

المباراة الافتتاحية لبطولة الأمم الأوروبية والتي تجمع فرنسا ورومانيا، ستقام على استاد ”دو فرانس“ في باريس، حيث تم استهداف زواره عبر هجوم انتحاري في نوفمبر الماضي. فشل المهاجمون في الدخول إلى الاستاد، حيث تقام مباراة ودية آنذاك بين فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس فرانسوا أولاند. لكن قد يكونون مؤثرين بصورة أكبر في المرة القادمة.

وقال دانفي لبرنامج “Game On“ على راديو آر تي إي الأيرلندي: ”البطولة تقام على مدار شهر، والمستهدَفون أعدادهم هائلة.“

وأضاف: ”هذا هو العالم الذي نعيش فيه الآن، مع أناس مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتصريحهاتهم بأن بطولة أوروبا مستهدفة، لن أذهب وسأكون في قلق شديد لو ذهب أحد من المقربين لدي. قالت الشرطة الفرنسية إنهم سيستخدمون قوات أمنية خاصة ستنتشر على بعد 20 دقيقة من كل بؤرة ساخنة.

كان مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية في ألمانيا قد أصدر تقريرًا جديدًا أشار فيه إلى أن مباراتي افتتاح وختام يورو 2016، قد تكونان عرضة بشكل خاص لأعمال إرهابية.

وذكر التقرير بشكل واضح أن ”الأهداف البسيطة والسهلة التي تجذب الأنظار الإعلامية بشكل كبير، وبشكل تلقائي يكون هناك عدد كبير من الضحايا“ مثل مباريات يورو 2016، هي عرضة لمخاطر كبيرة.

لكن المخابرات الفرنسية كانت أكثر تحديدًا.

ففي ليلة الأربعاء، وقبل ساعات من الرعب وعدم التصديق بعد حادث طائرة مصر للطيران، نشر مسؤولون نص شهادة باتريك كالفر، رئيس الاستخبارات الفرنسية، أمام لجنة الدفاع بالبرلمان الفرنسي.

وقال كالفر إن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط ”لشكل جديد من الهجمات.. وذلك بوضع أجهزة تفجير في الأماكن التي بها حشود كبيرة، ويتكرر هذا النوع من الهجوم لصنع أكبر مناخ من الرعب.“

وذكر كالفر أن فرنسا هي الهدف الأساسي لما تسمى الدولة الإسلامية. وقال: ”هي الدولة الأكثر تهديدًا.“

كان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، قد قال عقب هجمات بروكسل في مارس إن بطولة الأمم الأوروبية 2016 ستقام، وتعهد بأن ”الحكومة ستضمن سلامة المتنافسين المشاركين في هذه البطولة الرياضية الهامة.“

وفي تعليقه على تصريحات ”كالفار“ هذا الأسبوع، قال فالس بكل بساطة لراديو آر تي إل الفرنسي: ”لن نتراخى.“

لكن كيف تحمي فرنسا 2.5 ملايين شخص سيحضرون المباريات في الملاعب الفرنسية، ومليونا أو أكثر في مناطق المشجعين، حيث يتابع كثيرون المباريات عبر شاشات عملاقة مع رقابة أو تفتيش بسيط أو غير موجود؟

الخبراء كانوا صرحاء تمامًا. حيث قال مدير مركز دراسات الإرهاب بباريس، جون تشارلز بيسارد: ”ليس هناك من يحمينا، هذا هو بيت القصيد.“ وتابع: ”هذا واقعنا الجديد، وقد يستمر لبعض الوقت. أنا سعيد لأنني لست من محبي كرة القدم. لن أحضر المباريات لكنني أعرف أشخاصا سيذهبون.“

ويقول فيليب كابون، مدير أكبر مؤسسة شرطية في فرنسا (UNSA): ”نضع كل إمكاناتنا من أجل التأكد من أن اللاعبين والجمهور يمتلكون أفضل إجراءات السلامة الممكنة. الأمر شديد التعقيد، لكننا نحاول بكل الطرق. لكن لا يوجد ضمانات بنسبة 100% في هذا المناخ من الهجمات العشوائية.“

ينتشر حوالي 10 آلاف رجل أمن خلال البطولة -مما يعني 900 لكل مباراة- وأيضًا سيكون هناك تأمين باستخدام تكنولوجيا حديثة مثل إجراءات ضد الطائرات دون طيار وذلك في أرجاء الاستادات لحمايتها من هجمات جوية ممكنة.

وقال مسؤول التأمين عن بطولة يورو 2016، زياد خوري، لوكالة أسوشيتد برس، إنه لن تكون هناك مناطق طيران أعلى الملاعب العشرة للبطولة، وأماكن تدريب الفرق الـ24.

وشهدت التدريبات الأمنية والشرطية استعدادًا لأمم أوروبا 2016، محاكاة لهجمات من طائرات دون طيار تحمل مواد كيميائية، في ملعب جوفروا جيشار بسانت إيتيان، في جنوب شرق فرنسا حيث ستقام بعض المباريات.

وقال خوري: ”عندما تستعد لحدث بهذا الحجم، يجب أن تتخيل كل السيناريوهات، حتى التي من الصعب أن تحدث.“

من جانبه قال ميك ساتون، أحد سكان مدينة نيس والمولود في بريطانيا: ”عادة أشعر بالحرج حينما تأتي بعض الجماهير الإنجليزية هنا لمتابعة مباريات كأس العالم أو الأمم الأوروبية، ويصبحون في حالة سكر تام. لكن هذا المرة سأكون قلقًا بشأنهم أكثر من أي شيء آخر.”

ويعارضه راي كلارك، 51 عامًا، وهو أسكتلندي يعيش في باريس. قال: ”الأمور ستسير بشكل جيد. وأنت تقود سيارتك إلى مكان ما ستكون في خطر أكبر من وجودك هنا. لا تجعل الأمور تبدو أكبر من حجمها.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى