سياسة

كيف تكشف “طريقتك في المشي” شخصيتك؟

كيف تكشف طريقتك في المشي  شخصيتك؟

p03vng04

بي بي سي- Christian Jarrett

ترجمة- فاطمة لطفي

غالبًا ما نعتقد بأنه يمكننا قراءة شخصية أحدهم من طريقته في المشي. فإذا رأيت رجلا يسير بزهو واختيال، ربما تفترض أنه فقط واثق من نفسه، أو أنه شخص حازم أو قاسٍ. أو ربما تنتابك أفكار أقل حدة نحوه.

ولكن ما مدى دقة هذه الافتراضات؟ وما هي أنواع السمات الأخرى التي قد تكشف عن شخصية أحدهم خلال مشيته؟

لنأخذ أولًا نظرة حول الدراسة التي خاضت داخل الجوانب الشخصية وطريقة المشي. هي واحدة من أوائل الأبحاث التي نُشرت عام 1935 وأجراها عالم النفس الألماني المولد ويرنر وولف. صوّر سينمائيًا خمسة رجال وثلاث نساء دون معرفتهم ذلك.

ولاحقًا، شاهد المشاركون الفيديو، الذي تم إعداده بحيث يخفي وجوههم، وقاموا بوضع افتراضاتهم عن شخصية أحدهم بناءً فقط على طريقة مشيه.

وجاءت الافتراضات مثل “هذا شخص يبدو متغطرسا، دون أي شيء يستدعي ذلك” و” شخص يريد لفت نظر الناس إليه”، أو “هذا شخص خجول ويحاول عن عمد أن يبدو مغرورًا، كما أنه متلهف ليعجب الناس به”، “هذا شخص متزعزع داخليا، يحاول أن يبدو متماسكًا تجاه الآخرين”. “هذا يبدو كئيبًا، وشخصية تابعة ومتزعزعة”.

يبدو مذهلًا كيف أن المشاركين والمشاركات شكلوا انطباعات مشابهة كهذه لأنفسهم وللآخرين. لكن كانت هناك مشاكل متعلقة بهذه الدراسة، حيث إن المشاركين كان يعرفون بعضهم البعض، رغم أنهم كانوا غير قادرين على التعرف على هوية كل واحد منهم على حدة في الفيديو.

أما التجارب الحديثة كانت أكثر تعقيدًا لأسباب كثيرة منها، قدرة التكنولوجيا الرقمية على إبراز مشية الشخص كنقطة مضيئة في بقعة سوداء، حيث يستبعد ملاحظة أي إشارات تدل على طبيعة المشية.

وجد علماء النفس في أواخر ثمانينيات القرن الماضي أن هناك نوعين من المشي، إما أنهما ينطويان على حركة أكثر شبابًا أو تشبه مشية كبار السن. حيث يظهر إيقاع “الوثب” من الوركين وأيضًا من الذراعين وبخطوات متتابعة، بينما هذه الأخيرة تبدو أكثر صلابة وأبطأ مع اتكاء أكثر إلى الأمام.

وظهر بشكل حاسم، أن طريقة المشي لا تتطابق بالضرورة مع عمر الشخص الحقيقي. ربما تكون فتيًا ذا مشية رجل عجوز أو العكس. علاوة على ذلك، افترض المراقبون أن الناس الذين يمشون مشية شبابية يكونون أكثر سعادة وأكثر قوة، ويبقى هذا رغم أن أعمارهم الحقيقية تظهر جلية على وجوههم وأجسادهم.

انطباع غير حقيقي

الرسالة من وراء هذه الدراسة هي أننا نتعامل مع طريقة مشي الشخص كأننا نتعامل مع ملامح وجهه، ما يرتديه أو لهجته في الحديث. كأنها مصدر معلومات عما يكون عليه الناس بالفعل. هي فقط كذلك، سواء أثبتت الأدلة أن افتراضاتنا صحيحة أو لا، لكننا نميل أن نصدر افتراضات خاطئة بناءً على طريقة مشينا.

وكشفت بعض النتائج المبكرة أن الرجال والنساء ذوي الخطوة الأقصر، والأذرع أقل تمايلًا أثناء المشي، يميلون إلى أن يظهروا أكثر ضعفًا. وكشفت دراسة يابانية مُربكة نشرت عام 2006، طلبت من الرجال أن يقولوا كيف يبدو الأمر عندما يبدأ أحدهم حديثًا مع امرأة أو يلمسها بشكل عابر.

وأثارت هذه الدراسة تساؤلا حول إذا ما كنتْ تستطيع جعل مشيتك تغيِّر الانطباع الذي يمكن أن تكشف عنه. كما كشفت بعض الدراسات أنه يمكنك أن تتعلم أن تمشي بطريقة لا تكشف عن نقاط ضعفك كأن تسير بسرعة أكبر وخطى واسعة. وتعتمد النساء هذه المشية إذا كن يعشن في بيئة لا يشعرن فيها بالأمان.

أخيرًا لا يستحسن أن تحاول جاهدًا أن تكون انطباعًا عن أحدهم من خلال مشيته. وإلا ستكون مجرد محاولة يائسة للتباهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى