إعلام

كيف تكشف سارقي الأفكار والمقالات؟

الانتحال وسرقة الأفكار تهمة إذا لاحقت أي صحفي فإنها تدمر سمعته طوال العمر

بوينتر – بنجامين مولين – ترجمة محمد علي الدين

يعتبر الانتحال أو السرقة الأدبية تهمة خطيرة، وإن صحت فإنها قادرة على إنهاء المسار المهني لأي صحفي وتدمير سمعته طوال العمر. اليوم ونحن في عصر الأخبار المجمعة، فإن كلمة “انتحال” ليست دقيقة لوصف هذا الطيف من الأخطاء المرتبطة بالأعمال غير الأصلية. وقسوة الأمور المترتبة على ارتكاب تلك الأخطاء تتنوع دراماتيكيا وفقا لتنوع الظروف المرتبطة بكل موقف.

لذا قبل أن تندفع إلى “تويتر” كي تشجب أو تدافع عن أخر الاتهامات بسرقة الأفكار في عالم الميديا، عليك أن تأخذ دقيقة كي تراجع فيها القائمة التالية، وتقرر من خلالها إذا كانت الاتهامات صحيحة أم لا. يمكنك أيضا أن تأخذ صورة من الرسم التوضيحي الذى أعددناه للمحررين.

 1 – هل بعض اللغة المستخدمة في المقال غير أصلية؟ وهل الفكرة الرئيسية في القصة غير أصلية (لا تخص كاتبها)؟

في 2007، كتب نورمان لويس أطروحته عن الانتحال في الكتابات الصحفية، وطرح حينها لويس أحد تعريفات الانتحال، وهو أنه يعني “استخدام كلمات أو أفكار أصلية دون الإشارة إلى صاحبها”، وطلب إعادة التفكير في هذا التعريف. وقال لويس إن هذا التعريف يركز فقط على فعل الانتحال نفسه، ويتجاهل مسألة النية. هل قصد الصحفي أم لم يقصد ارتكاب فعل الانتحال؟.. هذا سؤال متحفظ يهدف إلى تحديد مدى سوء الجريمة المرتكبة، وليس لمناقشة هل وقعت جريمة انتحال أم لا.

2- هل أخفق الكاتب في وضع اللغة او الأفكار غير الأصلية التى استخدمها بين علامتي اقتباس؟

يقول نورمان لويس إن الإسناد هي الكلمة المقابلة لكلمة انتحال، وإن أوضح مؤشرات الإسناد هو استخدام علامات التنصيص ثم نسب القول أو المعلومة أو الفكرة إلى صاحبها. وفيما يتعلق بهذا الأمر، قال المؤتمر الوطني لمكافحة الانتحال والتلفيق إن “المحترفون الأمناء ينسبون الأعمال (الكلمات والأفكار..) إلى الآخرين، ويعاملون الآخرين كما يحبون أن يعاملهم الناس”.

3- هل أخفق الكاتب في إسناد الأعمال أو الأفكار بطريقة مختلفة أي أعاد صياغة الكلمات أو الأفكار دون نسبها لصاحبها؟

بدون إسناد واضح ومناسب، فإن إعادة الصياغة قد تستخدم لإخفاء الانتحال. وكتب لويس: “إن معاملة إعادة الصياغة باعتبارها حل لكل لمشكلة الانتحال يتجاهل حقيقة أن الشخص الذى يسرق أعمال شخص اخر يظل سارقا حتى لو كان بارعا وخبيرا في إعادة الصياغة وتغيير الكلمات”.

4- هل سرق الكاتب سبع كلمات حرفيا من مصدر اخر؟

يقول كيلي ماكبرايد، نائب رئيس البرنامج الاكاديمي لمؤسسة بوينتر، إن قاعدة الـ 7 أو 10 كلمات هي مدخل ودليل جيد للقراء والمحررين كي يقيموا قضايا الانتحال. تعتمد الفكرة الرئيسية لهذه القاعدة على أنه من الصعب تكرار 7 كلمات متتالية من أعمال كاتب اخر بشكل غير مقصود. هذه ليست قاعدة مؤكدة، لذا فإن ماكبرايد ولويس يقولان إنه لا توجد معادلة سهلة لتحديد الانتحال.

في السطور التالية بعض نماذج لأعمال غير أصلية قد تمر عليك:

أ – الانتحال الذاتي:

فتحت فضيحة يونا ليرر، وهو أشهر الذين انتحلوا أعمالهم الشخصية في الذاكرة، جدالا لا يتوقف حول إذا ما كان الكتاب الذين يعيدون إنتاج أعمالهم دون إعلام الناس أنها غير أصلية، مدانون بممارسة الانتحال أم أنهم ارتكبوا جريمة أقل شأنا؟

يقول نائب رئيس مؤسسة بوينتر والباحث روي بيتر كلارك ومعه أيضا محرر المعايير في نيويورك تايمز فيل كوربيت إن “الانتحال الذاتي” يجب أن يطلف عليه اسم اخر. وقبل واقعة ليرر، كتب لويس: “الانتحال الذاتي كإنتهاك أخلاقي أقل شأنا من انتهاك حقوق الملكية الفكرية”. ويشبه ماكبرايد التكرار المتكرر الذى كان يفعله ليرر بـ”شاب يعيد إنتاج نفس اللحظات الرومانسية العفوية على ما يبدو في كل لقاء غرامي”. بينما يجادل الناقد الإعلامي برويترز جاك شايفر قائلا: “لا يمكنك ان تسرق من نفسك”.

ب- الترقيع:

إذا لم ينسخ الكاتب الكلمات حرفيا، فإنه قد يكون مذنبا بممارسة عدم الأمانة الفكرية، حتى إذا نسبوا الكلام لمصادره. الصحفيون الذين يمارسون إعادة الصياغة لنقل كلام مصادرهم مع استثناء بعض الكلمات غير المرتبة، هم يرتكبون ما يعرف بـ”الترقيع بالكتابة”. ويعرف كلارك هذا الفعل بأنه “الاعتماد بكثافة على كلمات وتراكيب عبارات المصدر” بينما يجادل كلاك بأنها تهمة أقل من الانتحال إذا أسند الكاتب الكلمات إلى مصدرها. ويقول كلاك أنها “عدم أمانة” مثل الانتحال.

ج- تجميع الكتابات:

إعادة كتابة مقال بأكمله حتى مع استخدام الاسناد المناسب يعد شكلا من أشكال لاستيلاء على الأعمال. وقد وضع موقع متخصص في حالات الانتحال عملية تجميع الكتابات دون إضافة أفكار جديدة ضمن قائمة اساليب الانتحال، لكنه اعتبرها الأقل خطورة بين تلك الأساليب لأنها لا تخدع القراء فيما يتعلق بمصدر المعلومة. ويقول ماكبرايد إن أفضل طريقة لتجنب الانتحال عن طريق تجميع الكتابات هى أن تحول العمل الأصلي من خلال إضافة قيمة جديدة إليه.

د-سرقة الأفكار:

يقول ماكبرايد إن الاعتماد بشكل كبير على أفكار وطريقة معالجة صحفي اخر لقصة معينة “أمر شائع في الصحافة ولا يعتبر عدم أمانة فكرية”. ويمكن ان يحدث ذلك عندما يشرع أحد الصحفيين في “لصق” قصة ببعضها البعض عن طريق مقابلة نفس المصادر التى ألتقاها صحفي اخر دون ذكر أي تفاصيل عن ورود تلك الأخبار قبل ذلك في مكان اخر.

إذا لم تكن متأكدا بعد من الطريقة التى تتعرف بها على حالات الانتحال، إليك هذا الرسم التوضيحي الذي سيساعدك كثيرا في مهمتك:

PlagiarismFlowchart-011

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى