منوعات

كيف تغير مفهوم الجسم السليم عبر التاريخ؟

في القرن الـ 18 ارتدت النساء الفيكتوريات الكورسيهات لتصحيح قوامهن

 

brainberries

نحن نعيش في عصر مثالي، تتوفر لدينا صالات الألعاب الرياضية على مدار 24 ساعة، ومدربين شخصيين وملايين من فصول اللياقة البدنية المختلفة، ليس فقط في النوادي  الصحية القريبة من منازلنا ولكن أيضًا عبر الإنترنت.

هناك أيضًا قنوات فيديو تهدف إلى تحفيزنا لنتمرن أكثر، ولكن في المقابل هناك المزيد من الوجبات الخفيفة ومطاعم الوجبات السريعة المتاحة أكثر من أي وقت مضى.

في نفس الوقت وسائل الإعلام تتحدث عن ارتفاع معدلات السمنة، ونحن جميعًا مهووسون بالبحث عن اللياقة البدنية.

ونتساءل ما هو الجسم السليم؟ هل هناك وزن مثالي للجميع؟

دعونا نعود إلى الوراء لنعرف كيف تغيرت النظرة نحو الجسم المثالي والطعام الصحي في التقرير التالي:

 

القوة والصحة

خلال العصور الوسطى كانت القوة والعضلات مكافأة لكل من الرجال والنساء، كان لدى معظم الناس وظائف بدنية شاقة سواء كانوا يعملون في الحقل أو تقطيع الأشجار أو القيام بالأعمال المنزلية.

لم تكن هناك أجهزة كهربائية، لذلك تم إنجاز كل شيء باستخدام القوة البشرية، ومن المثير للاهتمام أن الناس كانوا أقصر في المتوسط ​​مما هم عليه الآن، ومع ذلك كانوا أصحاء أكثر.

صحة الأسنان

نفكر في صحة الأسنان كشيء جديد نسبيًا، إلا أنه جزء من نظامنا اليومي للبقاء بصحة جيدة، نحن نريد أسنانًا جيدة ونستخدم الكثير من المنتجات لإبقائها قوية وبيضاء لامعة، الجميع يبحث عن ابتسامة هوليود، لذا فإن امتلاك مجموعة من المستحضرات  وإنفاق مئات الدولارات على تبييض الأسنان يعتبر أمرًا صحيًا.

في روما القديمة لم تكن نظافة الأسنان  من الأمور المهمة، ولكن وفقًا للمؤرخين وعلماء الآثار والحفريات الحديثة من بومبي، اعتاد الرومان على الحصول على أسنان صحية بدون تسوس باتباع نظم غذائية صحية لا تحتوي على سكر تقريبًا، هناك أكثر من طريقة للحصول أسنان صحية كما نرى.

الجلوس

معظمنا مضطر بسبب العمل للاستمرار في الجلوس على جهاز الكمبيوتر أو التحديق في في الهاتف طوال الوقت.

في القرن الثامن عشر ارتدت النساء الفيكتوريات الكورسيهات لتصحيح قوامهن أو لمجرد تشجيع أجسادهن على التعود على الوقوف بشكل مثالي.سبب آخر لارتداء الكورسيهات في ذلك الوقت هو الاعتقاد بأنها تحتفظ بالأعضاء في أماكنها الصحيحة، وبالتالي تحتفظ المرأة بجسم صحي، اليوم نجد أن فكرة الكورسيهات سخيفة.

الفتاة جيبسون

منذ بداية القرن العشرين، تحول معنى “الجسم السليم” وأصبح يعبر أكثر عن معايير الجمال من الصحة الفعلية، إنه شيء ما زلنا نفعله حتى في العصر الحديث، نحن نربط الجمال بالصحة. في ذلك الوقت، كانت صورة الصحة هي فتاة جيبسون طويلة القامة، جسمها المثالي يشبه الساعة الرملية.

العشرينيات

في العشرينيات من القرن الماضي، كان شكل الجسم الأنثوي المثالي نحيفًا، لم تكن النساء مهتمات بشكل الساعة الرملية، ارتدت النساء  ملابس داخلية لتسطيح منحنياتهن وكانت فساتينهن بخصر منخفض لا تبرز الوركين.

الكساد الكبير

خلال فترة الكساد الكبير، حُذر الجميع من النحافة المفرطة، لم يعد ذلك مرغوبًا فيه، وتم تشجيع النساء على تناول ما يكفي من الطعام والحصول على الوزن المناسب، على الرغم من أن الجميع كانوا يكافحون للحصول على ما يكفي من الغذاء بسبب الوضع الاقتصادي الأليم.

الستينيات والنظام النباتي

في الستينيات من القرن الماضي، أصبح اتّباع النظام الغذائي النباتي شائعًا، وكان الناس يعتبرون أن اتباع نظام غذائي بلا لحم هو الأكثر صحة لجسمهم، وبالتأكيد هذا النظام مثالي إذا تناول الإنسان الكثير من البقوليات والفواكه والخضروات. لكن الكثير من الناس في ذلك الوقت اتخذوا الخيار السهل وأكلوا الكثير من الأطعمة النباتية المريحة مثل المعكرونة والكعك.

النظام الغذائي قليل الدسم في السبعينيات والثمانينيات

خلال السبعينيات والثمانينيات، كان اتباع نظام غذائي “صحي” للنساء يعني تناول أقل قدر ممكن من الدهون وتقييد السعرات الحرارية التي تتناولها المرأة، فضلًا على التمارين الرياضية الكثيفة وكانت البشرة البرونزية تعني أن المرأة بصحة جيدة. ولكن يبدو أن النظام غذائي في ذلك الوقت  كان يفتقر إلى الدهون والمغذيات الدقيقة التي تشتد الحاجة إليها مع الإرهاق وحروق الشمس بسبب “التان” أو تسمير البشرة، قبل 40 عامًا كان ذلك “صحيًا”!.

 

الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات في التسعينيات

في التسعينيات، أصبح يسمح بالدهون في الطعام ولكن الكربوهيدرات كانت “شريرة”!.

اُعتبرت الكربوهيدرات غير صحية وإذا أرادت المرأة جسم صحي، عليها تجنب الكربوهيدرات.

الأكل النظيف في الألفية الثالثة

الأكل النظيف هو آخر صيحة في النظم الغذائية، كل دعاية الأنظمة الغذائية تدعو إلى تناول الخضار الطازجة، والمنتجات الغذائية العضوية، يمكن الآن اتباع الأنظمة النباتية، أو تناول الغذاء النظيف مع زيادة الحركة وليس مجرد الجلوس على المكتب.

لقد وصلنا إلى مرحلة أدركنا فيها أننا نحتاج إلى تناول كل أنواع الطعام باعتدال، ربما تتغير الأمور بعد 10 أو 20 عامًا من الآن، ولكن إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه من ذلك هو أن معايير “الجسم السليم” تتغير مع الزمن، لذلك من الأفضل عدم التعلق بالاتجاهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى