منوعات

كيف تضرّك الشكوى ويؤذيك التذمّر

التذمر مضر لك، وفقاً للعلم

Inc- جيسيكا ستيلمان

ترجمة دعاء جمال

للانغماس في السلبية عواقب رهيبة على صحتك الذهنية والجسدية.

لماذا يتذمر الناس؟ بالتأكيد ليس لتعذيب الآخرين بسلبيتهم. عندما ينغمس بعضنا في القليل منه ، تكون الفكرة هنا “التنفيس”. من خلال إخراج مشاعرنا. ومن منطق أننا سنشعر بحال أفضل.

إلا أن العلم يشير لبضعة عيوب خطيرة في هذا المنطق.  ليس فقط أن التعبير عن السلبية لا يجعلنا نشعر بحال أفضل، لكنه أيضاً معدي ويجعل المستمعين يشعرون بشكل أسوأ. يشرح جيفري لور، والذي درس التنفيس، بشكل لا ينسى. “التنفيس عن الغضب.. مشابه “لإطلاق الريح ” العاطفية في مكان مغلقة. تبدو كفكرة مريحة، لكنها خاطئة بشكل مفروغ منه”.

حسناً، إذاً، الشكوى سيئة لمزاجك ولمزاج أصدقائك وزملائك، لكن هذا ليس كل العيب في السلبية المتكررة. فعلى ما يبدو أنها مضرة أيضاً لمخك وصحتك.

يشرح ستيفين بارتون، مؤلف ودارس لطبيعة البشر، علي موقع سايكو بيديا، كيف أن الشكوى لا تغير فقط عقلك للأسوأ لكنها تتسبب في مضاعفات سلبية خطيرة على صحتك الذهنية. ويتمادي لقول أن بإمكان الشكوى أن تقتلك. وإليك ثلاثة طرق يدعي إيذاء التذمر لصحتك من خلالهم:

1. المشبك العصبي ينطلق معاً وينسجم معاً (*هو مبنى يسمح لخلية عصبية توصيل شارة كهربائية أو كيميائية لخلية أخرى (عصبية أو غير ذلك)

ذلك واحد  من الدروس الأولى التي يتعلمها طلبة العلوم العصبية، وفقاً لبارتون. “عبر مخك هناك مجموعة المشبكات العصبية تفصلها المساحة الفارغة التي تسمى الشق المتشابك (synaptic clef). كلما يكون لديك فكرة، يطلق المشبك العصبي كيمياء عبر الشق لمشبك عصبي آخر، فيبني الجسر الذي يتمكن الإشارات اللكهربائية من العبور خلاله، حاملاً معا شحنتها من””المعلومات التي تفكر بها.”

وأكمل “إليك المحفز، في كل مرة يتم إطلاق شحنة كهربائية، يقترب المشبك العصبي من بعضه ليقلل من المسافة التي على الشحنة الكهربائية عبورها. .يجدد المخ دائرتة، مغيراً نفسه فزيائياً، ليجعل من الأسهل والأكثر قابلية تشارك المشبك العصبي المناسب للصلة الكميائية ويندمجا معاً، في الجوهر، مسهلا على الأفكار أن تتحرك.

لنوضح الأمر، الحصول على فكرة مرة  يسهل من حصولك عليها مجدداً. ليس هذا خبراً جيداً للأشخاص المتجهمين على الدوام (إلا أنه وللسعادة، يبدو أن بإمكان الامتنان أن يعمل في الاتجاه المعاكس، بانياً لعضلاتك الإيجابية). يصبح الأمر أسوأ أيضاً. فتكرار الأفكار السيئة لا يسهل فقط التفكير في المزيد منها، لكنه يجعل من المرجح أكثر للأفكار السلبية أن تحدث لك بشكل عشوائي وانت سائر  في الشارع. (طريقة أخرى لصياغة الأمر، أن تكون سلبياً باستمرار سيبدأ في دفع شخصيتك تجاه السلبية).

يشرح بارتون كيف أن تنتج تلك المشبك العصبي القريبة  في العموم منظر أكثر تشائماً: “خلال تكرار الفكرة، تكون قد جمعت زوجي المشبك العصبي الذان يمثلا نزعات (سلبيتك) أقرب وأقرب معاً، وعندما تأتي اللحظة لتكون فكرة.. تكسب الفكرة التي لديها مساحة أقصر لتنتقل، الواحدة التي ستصنع الجسر بين المشبك العصبي الأسرع.” التجهم يسبق الإيجابية.

2. أنت من تتسكع معه

لا تمنح أفكارك السلبية فقط مخك بالسلبية، لكن التسكع مع أشخاص سلبيين يفعل المثل . لماذا؟

” عندما نري شخصاً يمر بمشاعر (فلتكن غضب، حزن، سعادة، إلخ)، يقوم عقلنا “بتجربة” نفس العاطفة لتخيل ما يمر به الشخص الآخر. وتقوم بهذا من خلال محاولة إطلاق نفس المشبك العصبي في مخك حتى تتمكن من محاولة تفهم العاطفة التي تلاحظها. هذا في العموم تعاطفاً. إنها كيفية حصولنا على العقلية الحشد.. إنه امتناننا المتشارك بمهرجانات الموسيقى. لكنها أيضاً جلستك عند البار مع أصدقائك الذين يحبوب بشدة التذمر.”

الدرس المستفاد، إذا أردت تقوية استيعابك للإيجابية وإضعاف ردة فعلك الانعكاسي للتجهم، “أحط نفسك بأشخاص سعداء يميّلون مخك تجاه الحب.”

3. التوتر مضر لجسدك أيضاً.

برغم ما بدا كحجة جيدة للابتعاد عن السلبية لحماية صحتك الذهنية، يصر بارتون على أن التخلي عن عادة التذمر ضرورة لصحتك الجسمانية أيضاً. يقوا:”عندما يطلق مخك المشبك العصبي للغضب، يضعف بهذا جهازك المناعي؛ يرتفع ضغط دمك، تزيد مخاطرة الإصابة بأمراض القلب، السمنة والسكري.”

والمذنب هو هرمون التوتر، الكورتيسول. عندما تكون سلبياً، تطلقه بمستويات مرتفعة تتعارض مع التعلم والذاكرة، تقلل وظيفة المناعة وكثافة العظم، تزيد الوزن، ضغط الدم، الكوليسترول، أمراض القلب.. وتستمر اللائحة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى