سياسة

كيف ألهمت مذيعة راديو النساء في جنوب السودان؟

Pbd.org- لاريسا إيباكتو

ترجمة دعاء جمال

edit-1024x631

لم يكن أمر سهلا أن تصبح هيلين سامويل صحفية راديو فى جنوب السودان فى منتصف الثمانينيات.

واجهت هيلين تحرشات جنسية ومواعيد عمل غير مرنة، تقول:”أغلب النساء يتزوجن مبكراً، لديك عائلة، تحتاج إلى الوظيفة وعليك إكمال مهامك فى الوقت المحدد بغض النظر عن كيفية التوفيق بين المنزل والعمل”. وهيلين الآن مضيفة برنامج “تحت الشجرة، Under the Tree”، وهو برنامج إذاعي يغطى موضوعات تتراوح بين الصحة والسياسة.

تشجع هيلين النساء فى جنوب السودان على الاندماج: “عندما تكون عازماً، لن يمنعك شيء عن أحلامك. إذا أردت حقاً أن تصبح صحفيا، يمكنك ذلك”.

الراديو وسيلة شائعة لمشاركة المعلومات فى جنوب السودان، حيث 27% فقط من 11.6 مليون نسمة من سكان جنوب السودان يمكنهم القراءة. الكهرباء تنقطع بشكل متكرر، وأغلب الراديوهات تعمل على الطاقة الشمسية أو يدوياً.

عانت جنوب السودان سياسياً منذ استقلالها عن السودان فى 2011. تصاعدت الخلافات واشتعل العنف بين اثنين من قادتها، الرئيس سالفا كير، من قبيلة الدينكا، وزعيم المعارضة  رياك مشار، من قبائل النوير. بدأت الجماعات المسلحة في الانحياز إلى الطرفين وأرهبوا السكان. مات الالاف وهرب أكثر من مليوني شخص من منازلهم. ووفقاً لوكالات الإغاثة يواجه السكان النازحين مخاطر الجوع وسوء التغذية.

ورغم توقيع القائدين على اتفاقيات لوقف إطلاق النار واتفاقيات جزئية مؤخراً فى 2 فبراير 2015، إلا أنهم فشلوا فى التوصل لمعاهدة سلام شاملة بينما يستمر القتال المتقطع.

يذاع برنامج هيلين على إذاعة “98.6 إف إم” فى العاصمة جوبا، كما يذاع مباشرةً على موقعها الالكتروني. وتمنح الناس منفذاً لعرض آرائهم وتقديم الإقتراحات. وتقول هيلين إن اسم البرنامج يشير إلى المكان الذى يعقد فيه القادة وكبار القبائل إجتماعاتهم، تحت الأشجار، لاتخاذ القرارت الهامة.

“أحب الوصول لقلب الجمهور، ورؤية النتائج الإيجابية بعد مناقشة موضوع فى البرنامج، على سبيل المثال، غياب الأطفال بلا مأوى فى الشوارع، وحصول الأمهات على رعاية ما قبل الولادة، وذهاب الناس إلى الحملات التطوعية للكشف عن الإيدز”.

أشارت هيلين إلى حلقة لا تنسى من برنامجها، عندما عرضت قصة طالبين جامعيين مات والدهما عام 1992 عندما كانت جنوب السودان جزءاً من السودان تحت حكم الخرطوم. ولم تتزوج أمهما أبداً واعتنت بهما. اضطرا كأطفال للتغيب عن المدرسة عندما لم يستطيعا تحمل المصاريف الدراسية، وعندما ذهبا، واجها متنمّرين سخروا منهما لكونهما بلا أب.

تقول هيلين إن موقفهما كان مشابهاً للعائلات التى ترعاها أرامل خلال فترة الحروب. وتضيف: “الأمهات لا تعمل، وكل الأملاك يأخذها أقرباء الأباء، ولا أحد مستعد للمساعدة”.

لكن الضيفين، شاب وامرأة، أكدا أن الفضل كله يرجع لوالدتهما. وأن التغير يمكن أن يحدث فقط من خلال التعليم. تقول هيلين:”لقد كانت حلقة مؤثرة للغاية. حتى أنها أبكت بعضاً من زملائى بالمكتب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى