حيوانات

كيشا.. قصة القطة الوحيدة في أرخبيل سفالبارد

هكذا اخترقت "كيشا" الحظر المفروض على القطط في الأرخبيل النرويجي

المصدر: oddity central

ترجمة: ماري مراد

يُعرف الأرخبيل النرويجي “سفالبارد” على أنه أحد الأماكن القليلة على الأرض التي تفرض حظرًا على الموت، إذ يُنقل الأشخاص الذين يتوقع موتهم، وأولئك الذين يخالفون القانون ويخسرون حياتهم، إلى البر الرئيسي ليتم دفنهم هناك.

والسبب يبدو منطقيًا، نظرًا لأن طبيعة التربة الصقيعية تمنع الأجساد من التحلل، ويتسبب ذلك في جذب الحيوانات المفترسة الجائعة التي تحفر للوصول للجثامين.

لكن الغريب، أن هذا الأرخبيل النرويجي يُطبق حظرًا آخر أكثر غرابة على القطط، باستنثاء قطة واحدة.. فما سر بقاء هذه القطة هناك دون غيرها؟

لم يكن حظر القطط دائمًا في سفالبارد، فخلال تسعينيات القرن العشرين فقط، فرضت السلطات النرويجية الحظر، بعد أن تقرر أنها عرضة لداء الكلب وعدوى المشوكات (نوع من الدودة الشريطية) من الثعالب والجرذان، مما يشكل خطرًا كبيرًا على السكان.

ومن المثير للاهتمام أن الفئران ليست من السكان الأصليين في الأرخبيل الشمالي، وهي تصل هناك فقط في الآونة الأخيرة على متن سفن الشحن، لكن لكونها كائنات واسعة الحيلة، فقد تكيفت بسرعة مع الظروف القاسية على الأرخبيل.

وتظهر الصور التي تم التقاطها قبل الحظر على القطط أن قطط الماكرون كانت ذات يوم مشهورة في سبيتسبيرجن والجزر الأخرى التي تشكل الأرخبيل، لكن منذ ذلك الحين، تم تصوير قطة واحدة فقط على الأرخبيل تدعى “كيشا” وقصتها مثيرة للاهتمام إلى حد كبير.

كيشا تعيش في بارنتسبرج، وهي مدينة روسية في جزيرة سبيتسبيرجين.

في ذروتها خلال فترة الاتحاد السوفييتي، كانت بارنتسبرج مدينة تعدين مزدهرة يبلغ عدد سكانها أكثر من ألف نسمة، ولكن في الوقت الحاضر، لا يزال هناك بضع مئات فقط من الناس يعيشون هناك ويبدو المكان مهجورًا.

وفي حين أن سفالبارد بأكمله يخضع للسلطة النرويجية، سمحت معاهدة سفالبارد لعام 1920 للدول الموقعة على إنشاء عمليات التعدين على الأرخبيل.

لا أحد يعرف متى وصلت كيشا بالضبط إلى بارنتسبرج، لكنها فقط أحضرت من قبل الروس، وسجلت كثعلب، من أجل تجاوز الحظر المفروض على القطط، وبصرف النظر عن فروها السميك ولونه البني المائل إلى البرتقالي، لا تشبه كيشا الثعلب، لكن السلطات النرويجية لم تشكك أبدا في الأنواع المرخصة، وقد سمح لها بالعيش في سفالبارد.

ووفقًا لـ”Big Picture”، لدى كيشا صديقة بشرية ترحب بها في شقتها لا سيما في الليالي الباردة وتهتم برعايتها، لكن في الغالب تحب القطة حريتها.

ورغم أن سفالبارد مكان قاس للعيش حتى للقط فإن فرو كيشا السميك يساعدها على تحمل البرد، لكن الندوب على وجهها وجسمها تشير إلى أنها دخلت في قتال أو اثنين مع الحيوانات المحلية، لكنها نجت.

وعلى حد علمنا، لا تزال تحتفظ بلقب غير رسمي للقط الوحيد على سفالبارد.

يذكر أنه في حين أن القانون لا يحظر الولادة في سفالبارد، فإن النساء الحوامل اللاتي اقترب موعد ولادتهن يُنقلن جواً إلى البر الرئيسي، لأن المستشفى الصغير في الأرخبيل ليس مجهزًا بشكل مناسب للولادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى