سياسة

كوريا الشمالية: من يعاون الديكتاتور؟

تعرف على الدائرة المحيطة بديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون ومن يتحكمون بأوراق اللعبة في بيونج يانج.

article-0-0F3DA89100000578-440_634x435

كيجان هاميلتون – فايس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

أحدهم خبير في الحرب الإلكترونية والخداع، وصفه أحد الخبراء بأنه “النسخة الكورية الشمالية من ديك تشيني”، وآخر رئيس سابق لاتحادات الشباب لرياضتي كرة القدم والتايكوندو في البلاد،  وثالث منفذ عدواني ورابع دمث الخلق يوفق الآراء، هؤلاء هم الرجال العجائز ذوي الوجوه الصارمة الموجودين في خلفية الصور الدعائية التي يبتسم فيها كيم جونج أون    ويدخن السجائر.

هؤلاء ساعدوا كيم على السيطرة على النظام في كوريا الشمالية وقد يكونون الأشخاص الذين سيحكمون البلاد لسنوات قادمة.

أحد أهم المنكبين على دراسة كوريا الشمالية هو مايكل مادن المؤلف والاستشاري الذي يتعقب بدقة دعاية الدولة والمنشورات الأخرى لتجميع سير ذاتية مفصلة للطبقة الحاكمة ينشرها على موقعه “إن كيه ليدرشيب ووتش”.

وقال مادن في مقابلة مع “فايس” إنه بينما الكثير من كبار القادة كانوا من قبل منعزلين، إلا أنهم ظهروا في أماكن عامة بشكل أكبر منذ تولي كيم جونج أون السلطة.

هوانج بيونج سو

ربما كان أكثر التطورات إثارة للاهتمام وواحد من الأخبار الحقيقية القليلة الموثوق فيها التي تخرج من كوريا الشمالية خلال غياب كيم  جونج اون عن الظهور العلني، هو الوصول المفاجئ لوفد كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية لحضور الحفل الختامي للألعاب الآسيوية في الرابع من أكتوبر وتحدث هوانج بإسم القائد العام.

هوانج مسئول بعمر الثامنة والستين قضى معظم تاريخه المهني السياسي في وزارة التنظيم والإرشاد وهي الوزارة التي يقول مسئولون كوريون شماليون كبار سابقون إن لها سلطة هائلة في مختلف أروقة الحكومة بما في ذلك الجيش.

وصل هوانج إلى الحفل الختامي للألعاب مرتدياً زياً عسكرياً وعبر رسمياً عن رغبة في مواصلة “الحوار الكوري” بحسب وزارة الوحدة الوطنية في كوريا الجنوبية.

بحسب مادن فإن هوانج بشكل أساسي هو “المشرف المدني على الجيش” والذي وظيفته “مراقبة الجنرالات والتأكد من أنهم لا يحاولون الإنقلاب.” يقول مادن “هو رجل لطيف، تحدثت مع أشخاص يعرفونه وهذا هو الانطباع العام. يقول الناس إنه ميال إلى حل المشاكل بالتوافق. لا يمكنك أن تطلق الرصاص على الكل في كوريا الشمالية، لكن هناك أشخاص أصابعهم متوترة على الزناد أكثر من الآخرين .. هو ليس كذلك.”

تشو ريونج هاي

رافق هوانج إلى رحلته إلى الجنوب، تشو ريونج هاي، 64 عاماً. وفقاً لتقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعنوان “حاشية كيم يونج أون الجديدة”، تشو من الجيل الثاني لنخبة بيونج يانج وكان والده، تشو هيون، مساعداً هاماً لجد كيم يونج أون المبجل، كيم إل سونج.

رسمياً، تشو هو سكرتير منظمة العمال في حزب العمال الكوري وحظى بميزة أن يكون أعلى المسئولين الكوريين رتبة في زيارة للصين في مايو 2013، ووفقاً لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فإن تشو معروف بكونه “رجل عسكري صارم لعب دوراً كبيراً في التغييرات الأخيرة في القيادة العليا.”

وبحسب مادن فإن تشو عقب تخرجه تم تعيينه مديراً لبرامج التبادل الثقافي في رابطة شباب كيم إل سونج وسافر إلى الصين وروسيا واليابان وليبيا واليونان. وحوالي عام 1990 تم تعيينه رئيساً لاتحادي كرة القدم والتايكوندو في البلاد وهما الاتحادان اللذان اندمجا فيما بعد.

يقول مادن إن تشو أقيل من منصبه عام 1998 لأسباب صحية بشكل رسمي، لكن السبب الحقيقي متعلق بتورطه في مبيعات غير مصرح بها للخردة المعدنية للصين.

بعد ذلك تحالف تشو مع يانج سونج تايك، عمّ كيم يونج أون الذي تم إعدامه. تشو نجا من حملة التطهير في ديسمبر الماضي إلا أن مادن يذكر إن تشوي تعرض للتحقيق ولتفتيش مكتبه في فبراير 2014. ظهر بعدها بثلاثة أسابيع مرافقاً كيم يونج أون في ظهور علني في قاعدة للقوات الجوية.

كيم كيونج أوك

لتعزيز السلطة وتأمين انتقالها عقب وفاة كيم يونج إيل، تخلص ابنه ومعاونوه من عدد لا بأس به من كبار مسئولي الحزب في حركة مميتة عرفت بإسم “مراوغة بيونج يانج”. تم استبدال قائد الجيش ثلاث مرات في 15 شهراً و5 وزراء دفاع وفقد حوالي نصف كبار المسئولين العسكريين والإداريين وظائفهم و/أو حياتهم.

قد يكون كيم كيونج أوك هو الرجل الذي قاد “مراوغة بيونج يانج”. بحسب بحث لمادن فإن أوك ظهر لأول مرة كنائب أول لوزير التنظيم والإرشاد عندما كان كيم يونج إيل لا يزال على قيد الحياة، وظهر بشكل أكبر في المناسبات العامة عقب إصابة إيل بأزمتين قلبيتين ثم أصبح في نهاية المطاف “كبير المنفذين السياسيين” لكيم يونج أون، ويظهر في الصور الدعائية طويلة القامة مكفهر الوجه ومهيب الطلة بالرغم من سنه المتقدمة.

يقول مادن “إنه بلطجي ولا يمكن الهروب منه”. يقال أن أوك عمل بشكل مقرب مع تشو ريونج هاي وذكرت تقارير إنه كان شخصية هامة في عملية إعدام يانج سونج تايك.

  يو يونج

المرأة الغامضة في هذا البلد المغلق، شقيقة كيم يونج أون الصغرى ذات السبع وعشرين عاماً كان وجودها محل جدل لكنها ظهرت في الضوء في الأشهر الأخيرة وهو ما أثار تكهنات بأنها قد تكون خليفة كيم في دكتاتورية كوريا الشمالية.

يو  يونج هي أصغر أبناء كيم يونج إيل، درست مع شقيقها كيم يونج أون في سويسرا وعاشت في سفارة كوريا الشمالية هناك ثم عادت إلى كوريا بعد عامها الدراسي السادس لتختفي تماماً. عادت يو يونج للظهور مرة أخرى حوالي عام 2008 لتعمل مساعدة لوالدها وبحسب مادن فإنها أصبحت أحد كبار المساعدين لكيم يونج أون “ومهمتها إدارة المناسبات العامة وطرق السير والاحتياجات اللوجيستية.”

ويرى كين جاوس، مدير مجموعة الشئون الدولية في مركز أبحاث “سي إن ايه”، أن أخت كيم يونج أون الكبرى غير الشقيقة، كيم سول سونج، هي الناصحة الأكثر تأثيراً في أسرة كيم.

أو كوك ريول

هناك أعضاء آخرون بالحكومة يملكون سنوات من الخبرة أكبر بكثير من أفراد أسرة كيم صغار السن ويشغلون مناصب هامة في الجيش وفي مؤسسات أخرى حيوية، من بين هؤلاء يبرز مادن شخصاً واحداً هو جنرال منعزل بعمر الثالثة والثمانين اسمه أو كوك ريول وهو رجل يصفه مادن بأنه “النسخة الكورية الشمالية من ديك تشيني” نظراً لنفوذه الملحوظ ولشعره المنحسر.

أنشأ ريول قطاع الحرب الإلكترونية في البلاد كما أنه الآن يشرف على مخابرات واستراتيجيات الجيش، ويتحدث ريول الصينية والإنجليزية والروسية بطلاقة.

يقول مادن “هذا رجل قوي جداً ولا شيء حدث في الجيش الكوري الشمالي في العام أو العامين الماضيين لم يحمل تصريحه.”

ريول كان شخصاً بارزاً في عملية انتاج عملات مزيفة من فئة المائة دولار عرفت باسم “العملات الخارقة”، وذكر تقرير لصحيفة “واشنطن تايمز” في 2009، التقرير اقتبس من تقرير حكومة اجنبية ومقابلات مع ضباط مخابرات أمريكيين، أن ريول وأفراد أسرته كانوا مسئولين عن التزوير.

كين جاوس قال لـ”فايس” إن ريول كان بالقطع مرتبطاً بإنتاج العملة الصعبة وقال أيضاً إنه “له بصمته على الكثير من الأسلحة في البلاد، كما أن له دوره كمشرف على “الحرس الإمبراطوري” وهم الحرس الشخصيين لكيم يونج أون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى