سياسة

كوريا الشمالية تفجر قنبلة هيدروجينية تسبب زلزالا بقوة 6.3 ريختر.. وترامب: التهدئة لن تجدي

الرئيس الكوري الشمالي: مكونات القنبلة محلية بالكامل.. والصين وأمريكا ترصدان زلازلا هائلا “من صنع الإنسان” بعد تفجير القنبلة

صورة وزعتها وكالة الأنباء الكورية ورويترز للرئيس الكوري الشمالي واقفا أمام القنبلة الهيدروجينية

سول (رويترز)

أجرت كوريا الشمالية سادس وأقوى تجربة نووية حتى الآن يوم الأحد وقالت إنها لقنبلة هيدروجينية متقدمة ومُصممة لحملها على صاروخ طويل المدى مما يمثل تصعيدا كبيرا للمواجهة بين الدولة المنعزلة والولايات المتحدة وحلفائها.

وجاء إعلان كوريا الشمالية بعد ساعات من رصد الوكالات الدولية زلازلا من صنع الإنسان قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها التي قال مسؤولون يابانيون وكوريون جنوبيون إن قوته تزيد نحو عشر مرات على الزلزال الذي تم تسجيله بعد آخر تجربة نووية أجرتها بيونجيانج قبل عام.

 وهذه التجربة تمثل تحديا مباشرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان أجرى قبل ساعات من التجربة اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لبحث الأزمة النووية ”المتصاعدة“ في المنطقة والذي تعهد من قبل بمنع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية يمكن أن تهدد الولايات المتحدة.

وأعلنت كوريا الشمالية، التي تمضي قدما في برامجها النووية والصاروخية في تحد لعقوبات مجلس الأمن الدولي، عبر التليفزيون إجراء تجربة بقنبلة هيدروجينية بأمر من الزعيم كيم جونج أون مضيفة أن التجربة حققت نجاحا كاملا وكانت خطوة ”مهمة“ لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد.

وقالت كوريا الشمالية في الإعلان إن القنبلة مصممة لحملها على صاروخها الباليستي العابر للقارات الذي طورته في الآونة الأخيرة.

وقال يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التجربة النووية ”عمل مؤسف للغاية.. ويتجاهل تماما المطالب المتكررة للمجتمع الدولي“.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه ينبغي أن يرد المجتمع الدولي بحسم على ”هذا الانتهاك الجديد من كوريا الشمالية للقانون الدولي“ كما قال مون جيه-إن الرئيس الكوري الجنوبي إن سول ستضغط من أجل خطوات قوية لزيادة عزلة كوريا الشمالية بما في ذلك عقوبات جديدة من مجلس الأمن.

وأثارت اليابان أيضا إمكانية فرض مزيد من العقوبات وقالت إن خيارات فرض عقوبات على بيونجيانج تشمل قيودا على تجارة المنتجات النفطية.

وأدانت الصين، حليف كوريا الشمالية الرئيسي الوحيد، التجربة النووية وحثت بيونجيانج على وقف أفعالها ”الخاطئة“. وكانت الولايات المتحدة حثت بكين مرارا على بذل المزيد لكبح جماح جارتها.

* قنبلة نووية حرارية؟

 وتسعى كوريا الشمالية، تحت قيادة كيم، إلى تصنيع سلاح نووي صغير وخفيف يمكن حمله على صاروخ باليستي طويل المدى دون التأثير على مداه وأن يكون قادرا على دخول الغلاف الجوي من جديد دون أن يحترق.

وقال أحد الخبراء إن حجم تفجير الأحد يعني أنها يمكن أن تكون تجربة لقنبلة هيدروجينية.

وقال كوني ي. سوه أستاذ الهندسة النووية في جامعة سول الوطنية ”قوتها أكثر بعشر أو 20 مرة من تجارب سابقة… هذا الحجم هو المستوى الذي يجعل أي شخص يقول إنها تجربة لقنبلة هيدروجينية“.

وقال شهود في مدينة يانجي الصينية على الحدود مع كوريا الشمالية إنهم شعروا بزلزال استمر نحو عشر ثوان تلاه تابع. وقالت الصين إنها رصد زلزالا ثانيا بلغت قوته 4.6 درجات بإحداثيات مشابهة تقريبا بعد ثماني دقائق.

وقالت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي ترصد النشاط الزلزالي والنويدات المشعة على مستوى العالم، إن التفجير أقوى من التفجيرات السابقة وجرى في الموقع ذاته الذي أجريت فيه تجارب نووية سابقة.

وقال هاري كازيانيس مدير الدراسات الدفاعية بمركز (ذا ناشيونال إنترست) في واشنطن “مهمة كوريا الشمالية واضحة للغاية عندما يتعلق الأمر بهذه التجربة النووية الأخيرة: تطوير ترسانة نووية يمكنها ضرب كل آسيا والبر الرئيسي الأمريكي.

”هذه التجربة خطوة أخرى تجاه تحقيق هذا الهدف… يجب ألا تصدمنا تصرفات بيونجيانج الأخيرة“.

الزعيم الكوري كيم جونغ-أون
صورة أخرى وزعتها وكالة الأنباء الكورية ورويترز للرئيس الكوري الشمالي واقفا أمام القنبلة الهيدروجينية

زلزال بقوة 6.3 ريختر

ما هو حجم الانفجار؟

قدرت تقارير أولية من مركز المسح الجيولوجي الأمريكي قوة الهزة الأرضية بـ 5.6 درجة على مقياس ريختر وبعمق 10 كيلومترات، لكن المركز عاد لاحقا ليرفع الدرجة إلى 6.3 درجة على السطح، ما يجعل هذا الاختبار أقوى تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية حتى اليوم.

وقال بروس بينيت، محلل الشؤون الدفاعية في مؤسسة راند، لبي بي سي إن حجم الهزة كان كبيرا.

وأضاف “إذا ثبت فعلا إنها وصلت إلى 6.3 درجات، فهذا سلاح كبير جدا، أكبر بكثير” مما هو متوقع.

* قنبلة على شكل ساعة زجاجية

قبل ساعات من التجربة نشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية صورا لكيم جونج أون وهو يتفقد رأسا نوويا فضي اللون على شكل ساعة زجاجية خلال زيارة لمعهد الأسلحة النووية في البلاد برفقة علماء.

وقالت الوكالة إن كيم ”تابع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات.. وحدد المهام التي يجب القيام بها في الأبحاث النووية“.

وقال لي تشون جون كبير الباحثين بمعهد العلوم والتكنولوجيا المملوك للدولة إن الشكل مختلف عن صور الجهاز على شكل كرة الذي أطلقته كوريا الشمالية في مارس/ آذار من العام الماضي ويبدو أنه يشير إلى كونه سلاحا نوويا حراريا من مرحلتين.

وقالت الوكالة إن كوريا الشمالية ”نجحت في الآونة الأخيرة“ في تصنيع قنبلة هيدروجينية أكثر تقدما.

ونقلت الوكالة عن كيم قوله ”جميع عناصر القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع وكل العمليات… استندت إلى أسس جوتشي مما يمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده“.

وجوتشي هي أيديولوجية كوريا الشمالية للاعتماد على النفس وهي مزيج بين الماركسية والقومية المتطرفة التي دعا إليها مؤسس البلاد كيم إيل سونج جد الزعيم الحالي. وتنص هذه الأيديولوجية على أن برامج الأسلحة لازمة لمواجهة العدوان الأمريكي.

ردود أفعال عالمية

 وأثارت أكبر تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية إدانات على مستوى العالم يوم الأحد حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ”التهدئة“ لن تجدي نظرا لأن السلطات في بيونجيانج ”تفهم أمرا واحدا فقط“.

وجاء التفجير الذي أجرته كوريا الشمالية وقالت إنه لقنبلة هيدروجينية متطورة بعد أيام من إطلاقها صاروخا فوق اليابان وبعد ساعات قليلة من حديث هاتفي بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بشأن الأزمة النووية ”المتصاعدة“.

وكتب ترامب، الذي قال بعد إطلاق الصاروخ في الأسبوع الماضي إن الحوار مع بيونجيانج ”ليس هو الحل“، في تغريدة على تويتر إن اختبار يوم الأحد يظهر أن ”كلمات وأفعال“ كوريا الشمالية ما تزال عدائية للغاية وخطيرة على الولايات المتحدة.

وقال إن الصين حاولت لكنها فشلت في حل الأزمة بينما لن يجدي ما وصفه ”بحديث التهدئة“ لكوريا الجنوبية نظرا ”لأنهم (كوريا الشمالية) يفهمون أمرا واحدا فقط!“

كوريا الشمالية
صورة لصارخ كوري أطلق الأسبوع الماضي

واستخدمت روسيا نبرة أكثر عقلانية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية ”في الأوضاع الراهنة من المهم جدا التحلي بالهدوء والامتناع عن أي أفعال قد تؤدي لمزيد من التصعيد في التوترات“ مضيفة أن كوريا الشمالية تخاطر بمواجهة ”عواقب وخيمة“.

وقالت موسكو إن المحادثات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق يوم الأحد مع نظيره الصيني شي جين بينغ في الصين.

وحثت الصين كوريا الشمالية على التوقف عن الأفعال ”الخاطئة“ وقالت إنها ستطبق بالكامل قرارات الأمم المتحدة الخاصة بكوريا الشمالية.

ووصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاختبار النووي ”بالمتهور“ و”الاستفزازي“.

وقال لشبكة سكاي نيوز ”يبدو أنهم يقتربون من تصنيع قنبلة هيدروجينية وهي إذا ما وضعت على صاروخ جرت تجربته بنجاح ستمثل نظاما جديدا من التهديد“ مضيفا أنه لا يوجد حل عسكري للقضية.

وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الرد بسرعة وحسم.

وقال في بيان ”يتعين على المجتمع الدولي التعامل مع أحدث استفزاز بمنتهى الحسم لإعادة كوريا الشمالية دون شرط إلى مسار الحوار وان تمضي قدما في استكمال تفكيك نهائي قابل للتحقق منه لبرنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية“.

ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لا تستطيع دخول كوريا الشمالية، التجربة النووية السادسة التي تجريها كوريا الشمالية منذ 2006 بأنها ”عمل مؤسف للغاية“ و”يتجاهل تماما المطالب المتكررة من المجتمع الدولي“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى