مجتمع

كاتبة سعودية: المصري ينسى أرضه مقابل عقد بالمملكة..ومعلقون: مقال منحط

غضب من مقال الكاتبة السعودية زينب البحراني

أثار مقال للكاتبة السعودية زينب البحراني عن جزيرتي تيران وصنافير حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قالت الكاتبة في المقال أن السعودية اشترت الجزيرتين كمقابل للعمالة المصرية في السعودية والمنح التي تعطيها الحكومة السعودية لمصر.

وقالت البحراني في مقالها الذي جاء بعنوان “عن تيران وصنافير.. ما يعرف ولا يقال” إن  “مشكلة الشعب المصري العزيز هي إنكاره لما تراه الشعوب المحيطة به من ظروفه، أو بكلام أكثر دقة: هو يعرف المشكلات التي يعيشها بلده؛ لكنه يظن أنها تخفى على البلدان الأخرى، ومن هذا المنطلق فإن جزء من الشعب المصري يرتدي ثوب “الثائر لكرامة أرضه” ثم سرعان ما ينسى الأمر عندما يلمح “عقد عمل” في السعودية! أدرك أن ما قلته الآن يبدو حساسًا وجارحًا لكثيرين، لكنها الحقيقة، وما لم يواجهها الإنسان المصري بعيدًا عن الازدواجية في التعاطي مع الأحداث لن يجد حلاً لتلك الأزمات المتصاعدة“.

وتسائلت “هل الحكومة المصرية مستعدة لاسترداد ملايين المصريين العاملين في السعودية وتوفير أعمال بأجور كريمة لهم داخل مصر؟ الجواب: “لا”، هل ملايين العاملين في السعودية مستعدين للعودة والاستقرار بشكل دائم في مصر وترك حياتهم إلى الأبد في السعودية؟ الجواب: “لا”، هل حقا أعمال المصريين في السعودية كلها مهمة ولا يمكن للشعب السعودي أو الاقتصاد السعودي الاستغناء عنها؟ أنا كمواطنة سعودية أعرف الظروف لدينا جيدًا وأراها من قلب الحدث أقول لكم: “لا”، كثير من المهن التي يعتاش عن طريقها المصريون في السعودية كالطب والتمريض والهندسة والتدريس والتصميم الجرافيكي والاستقبال والفنادق والسواقة صارت مكتظة بالسعوديين وصولاً إلى مرحلة البطالة لا سيما في المدن الكبرى، وما فتح أبواب استقدام العاملين من مصر إلا في إطار اتفاقات سياسية تساعد بها الحكومة السعودية حكومة مصر على تجاوز الأزمة وليس لاحتياج حقيقي في سوق العمل“.

وتابعت “لا مجال أبدًا للمقارنة بين الفوائد والمكاسب التي ينالها العامل المصري من وظيفته في السعودية مهما قل شأنها وبين ما يقدمه من مجهود يستطيع عامل سعودي أو حتى عامل من أي بلد عربي أو شرق آسيوي آخر تقديمه، لا أقول هذا من باب “التعالي” والعياذ برب العالمين؛ بل من باب رؤيتي للأحداث وقراءتي الواقعية لها كل يوم، لقد تجاوزنا فترة السبعينات من القرن العشرين التي كان فيها الطبيب أو المهندس أو المدرس المصري يُعتبر كنزًا وصار العرض لدينا أكثر من الطلب في سوق العمل المكتظ بخريجي الجامعات السعوديين، بينما مازال بعض المصريين ينظرون إلى الواقع السعودي بنظرة فترة السبعينات التي ماتت بالنسبة للحاضر السعودي متصورين أن أولئك العاملين لازالت لهم نفس القيمة إلى درجة عدم إمكانية الاستغناء عنهم! هل تستطيع مصر إرجاع كافة المساعدات المادية التي تلقتها من السعودية سابقا؟ الجواب هو: في ظل الظروف الاقتصادية المصرية الراهنة “لا”، هل تستطيع إرجاع المليارات التي تم دفعها مقابل “تيران وصنافير”؟ الجواب: “لا”، سؤال أخير: لو تم دفع مليار لكل مواطن مصري مقابل أن يترك مصر، ويتخلى عن الجنسية المصرية، ويأتي للإقامة في السعودية مقابل أن تأخذ السعودية مصر كلها وتسجلها باسمها هل سيرفض كل المصريين ذلك أم سيقبله أكثرهم ويرفضه أقلّهم؟ أترك الجواب لكم“.

وأضافت خلال مقالها “هذا الجواب الذي تعرفه الحكومة السعودية جيدًا من خلال خبرتها بتجارب سابقة مع المصريين، لذا يبدو لكم أن إعلامها “غير مهتم”.. مصر كانت بحاجة إلى دعم مالي، والسعودية سئمت من دفع الأموال دون مقابل، وكان لا بد من اتفاقية تحل المشكلة، وهكذا كان ما كان.. بالتأكيد هناك شريحة نادرة من الأصدقاء المصريين المثقفين الذين يملكون كرامة أصيلة، وهم على استعداد للموت دون التفريط بشبر واحد من أرض مصر، لكن ما أثر هؤلاء مقارنة بالأكثرية الساحقة التي تريد أن “تعيش” والسلام؟“.

واختتمت الكاتبة مقالها “كل ما قلته يقع تحت عنوان: “ما يُعرف لدينا ولا يُقال” حفظا للعلاقات الإنسانية والأخوية بين البلدين، ولا يسعني إلا الاعتذار عن مضمون مقالي الذي قد يعتبره البعض جارحًا، بينما سيرى فيه الصرحاء مع ذواتهم زاوية من زوايا الصدق التي يتهرّب من سماعها الأكثرون“.

أثار محتوي المقال حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين المستخدمين والشخصيات العامة الذين تداوله بتعليقات تحمل الكثير من الغضب والسخرية.

حيث كتبت المخرجة هالة جلال قائلة ” كاتبة سعودية شتمت كل الشعب المصري كدا حتة واحدة وقالت عليه فقير وباع أرضه مقابل الأموال وسكت لأنه قبض ؟”، وقال المحامي الحقوقي أحمد فوزي ” مقزز و مقرف جدًا اللي النهاردة كاتبة سعودية كثر خير الدنيا أنى في ظروفها المحيطة و مجتمعها دة طلعت بتكتب و تقرأ و تعبر عن أفكارها بجملة أسمية أو فعلية في بلد لسه فيها ناس بتمنع الستات تسوق و واحد بيطلع بيضرب الناس بعصاية على نفوخها وشيخ بيقول الارض مش كروية و دى مش إهانة ده إقرار واقع”، وأضاف “لكن كثير جدًا من اللي عبرت عنه هي أصبحت نظرة شعوب المنطقة و العالم فينا لأننا فعلًا  أصبح عمالنا و مهنيننا غير مهنين أصبحنا نتسول و نشحت من اللي يسوى و اللي ميسواش”.

بينما وصف المحامي الحقوقي مالك عدلي المقال بأنه “مقال منحط “.

وقالت مستخدمة آخري “محزن اوي ان بلد كاملة متسمية باسم شخص واحد، يخرج منها اللي يهين كرامة المصريين بالشكل دا، بس العيب مش منهم، العيب في اللي رخصنا بالشحاتة والتسول والخيانة”.

         يذكر أن زينب البحراني هي كاتبة سعودية من مدينة الدمام، صدر لها عدد من الروايات والمجموعات القصصية، من بينها “فتاة البسكويت، وكلام جريء في الحب، ورعاك الله أيها المغترب، وهل تسمح لي أن أحبك”، وتنشر عدد من المقالات في عدة صحف سعودية وبحرينية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى