كل شيء عن

في اليوبيل الذهبي للكاتدرائية.. البابا تواضروس: الله يملك هذه الكنيسة ويعمل فيها

كلمة البابا تواضروس في اليوبيل الذهبي للكاتدرائية.. وتاريخها

زحمة

تقدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالشكر للشركات والعاملين والمختصين والفنين، الذين عملوا على تجديد وتطوير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وأضاف البابا تواضروس، خلال كلمته أثناء، خلال الاحتفال بتدشين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية: “كنت لما آجي أزور العمال وأقعد معاهم نص ساعة كنت برجع بالتراب والرخام، وهما قاعدين ليل ونهار”.

وأكمل: “الله هو من يملك هذه الكنيسة، وهو من يعمل فيها، وهذا اليوم يجب أن يكون يوم تذكاري”.

وتحتفل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمناسبة اليوبيل الذهبي لافتتاحها، وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم، قداس تدشين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

نص كلمة البابا:

وقال قداسة البابا: “أريد أن أحدثكم عن ثلاث أمور في التدشين، أولا أن الكنيسة صارت مسحة جمال، والجمال هو حضور الله والجمال في كل العناصر، وكما نصلي كما في السماء، كذلك على الأرض، يجب أن تكون الكنيسة بديعة الجمال، لكي نحاول أن نقترب إلي السماء، ويجب أن تكون أنفسنا أيضًا جميلة والنفس الجميلة تلك النفس التائبة التي يراها الله ويعشقها، وعلى الصليب قال السيد المسيح “قد أكمل” أي كل شئ قد تم ودائما اسئل نفسك: هل نفسك جميلة ؟ وقلبك جميل؟ وفكرك جميل؟.
ثانيا الكنيسة صارت غنية بالأيقونات، وتلك الأيقونات بالمعني الروحي هي نوافذ على السماء، وكل أيقونة تمثل نافذة على السماء، وتدعونا إلي السماء، ونجد منها أيقونات تمثل الأحداث التي حدثت مثل أيقونة شهداء ليبيا، وأيقونات أخرى لشهداء الإسكندرية، وشهداء طنطا، وشهداء من مناطق أخري، وأيقونة لاعتراف المجمع المقدس بقداسة البابا كيرلس السادس، وسوف نصدر كتاب تفصيلي عن كل الأيقونات.
ثالثا، القبة العليا استغرق في رسمها 6 أشهر، وهذا الارتفاع يعلمنا عندما ندخل الكنيسة أن تكون نفسك عالية وترفع يديك وقلبك، لكن رفع يدي كذبيحة مسائية، وعندما تدخل الكنيسة وتجدها بهذا العلو تشعر بالرغبة في وجودك في السماء، مشيرا إلي أننا في هذا الصباح نذكر الذين اشتركوا في بناء هذه الكاتدرائية، ومن دواعي سرورنا أن معنا إرشيدياكون من كنائس وسط القاهرة يخدم مع نيافة الأنبا رافائيل، حضروا وضع حجر الأساس والافتتاح.
وقال قداسة البابا تواضروس، خلال عظته بالقداس الإلهي، إننا أمام النعم الكثيرة التي يعطيها الله لنا ويعلمنا أن الكنيسة يعمل فيها روح الله، وأشكر كل الآباء الأحباء المشاركين في هذا التطوير المعماري، وأشكر كل المهندسين والمختصين وأجمل شئ أنهم كانوا يعملون من بلاد كثيرة في مصر، وأقدم لهم شكرًا على محبتهم وتعبهم، وأيضًا للشركات وربما يتبقي بعض التشطيبات لكن الأعمال الأساسية قد انتهت.
واختتم قداسة البابا عظته قائلا، “نصلي أن يبارك المسيح عمله وأن نبارك ونمجد اسمه القدوس، وتكون أعيننا على السماء، ونعلم أن الله يملك الكنيسة، ويعمل فيها وأن كنا من زمن إلي زمن نتعرض لحروب أبواب الجحيم، لكنها ثابتة وراسخة، ليباركنا الله جميعًا، وأشكر كل الحضور، ولابد أن تخبروا الجميع بهذا اليوم، وأن تشاركوهم بهذه الفرحة، ربنا يكون معاكم ويبارك في حياتكم، وفي وطننا، ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد.
الأرشيدياكون فؤاد شفيق

من جانبه، أوضح الأرشيدياكون فؤاد شفيق، أحد الذين عاصروا وضع حجر أساس الكاتدرائية، عام 1968 بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والبابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 إنه يتذكر يوم افتتاحها منذ 50 عاما وأنه سعيد بتواجده اليوم للمشاركة فى هذا الحدث، مشيرا إلى أنه شارك فى العديد من المناسبات المهمة التى احتضنتها الكاتدرائية ومنها تجليس قداسة البابا شنوده الثالث وأنه شارك أيضا فى قداس تجليس قداسة البابا تواضروس الثانى.

ويدشن البابا خلال القداس التجديدات التي أدخلتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على الكاتدرائية التي افتتحت لأول مرة عام 1968، وتشمل التجديدات الإيقونات القبطية التي انتشرت في جميع أرجاء الكاتدرائية، ومذبح جديد بكنيسة الأنبا رويس يحمل اسم البابا الراحل كيرلس السادس.

الكاتدرائية في سطور: 

سعى إبراهيم الجوهري، المُعلم الذي اشتهر بنسخ الكتب الثمينة النادرة، في القرن الثامن عشر، واهدائها لجميع الكنائس والأديرة، للحصول على ترخيص ببناء كنيسة بالأزبكية، حيث يوجد محل سكنه، ولكن في ذلك الوقت بناء كنيسة أو ترميمها أو إصلاح ما تهدم منها امر كان في غاية الصعوبة.

ولكن الأمر اختلف عندما جاءت احدى الأميرات من الأستانة إلى مصر ، لقضاء مناسك الحج، وهنا اهتم المعلم إبراهيم بها، وعاونها في رحلتها، على أكمل وجه كما قدم لها الهدايا النفيسة، فأرادت الأميرة مكافئته وإظهار اسمه لدى السلطان، فطلب منها السعى في إصدار فرمان سلطانى بالترخيص له، كما قدم لها بعض الطلبات الأخرى الخاصة بالأكليروس، فأصدر السلطان أمرًا بذلك، والتمس منها أشياء أخرى منها رفع الجزية عن الرهبان.

كانت كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية بالأزبكيه، هي المقر الباباوى في القاهرة حينما قرر البابا مرقس الثامن رقم108 (1796 م – 1809 م)، أن تصبح هذه الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية وبنى بجوارها المقر الباباوى.

ودشن البابا مرقس الثامن، سنة 1800 م، الكنيسة المرقسية الكبرى في الأزبكية ومعه جمع من الآباء الأساقفة والكهنة والشعب، وأكمل بناءها البابا كيرلس الخامس، ثم قام البابا كيرلس السادس بترميمها وكان قد مر علي بناؤها مئة عام وزينت بالرسومات الجميلة.

صممت الكتدرائية على شكل “صليب”، على يد الدكتور ميشيل باخوم، وهو أشهر مهندساً للأنشائيات في مصر، وساعدت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة “سيبكو” بتنفيذ المبنى العملاقى للكاتدرائية.

بنيت الكاتدرائية المرقسية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على أرض الأنبا رويس بجوار الكنيسة البطرسية والتي بناها بطرس باشا غالى، في حي العباسية، وتم وضع حجر الأساس في افتتاح رسمي لها، يوم 24 يوليو 1965م بحضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور أثيوبيا وممثلي مختلف الكنائس.

ولكن عام 2016، وقع انفجار كنيسة بمجمع الكاتدرائية المرقسية مقر بابا الأقباط الأرثوذكس، واسفر الحادث عن مقتل حوالي 25 شخصاً، وتدمير اجزاء كبيرة من الجدران واللوحات النادرة داخل المرقسية.

وعلى مدار 3 سنوات شارك في أعمال ترميم الكتدرائية المرقسية، أكثر من 60 شركة مقاولات، و6 آلاف مهندس وعامل وفني، وكانت اللجنة المُشرفة على أعمال التطوير قد اختارت 5 فنانين قادوا 5 مجموعات فنية، لتولي أعمال رسم أيقونات الكاتدرائية، لتعود من جديد في أحلى صورة.

واستقبل شعب الكنيسة تدشين تجديدات الكنيسة، بزيت الميرون المقدس خلال ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قداس تدشين الكاتدرائية، وتعالت الزغاريد، والتهليل والفرح، وسط الترانيم والمراسم الكنسية التى يتم إنشادها فى تلك المناسبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى