منوعات

في أعماق البحر الأسود.. اكتشاف أقدم سفينة تجارية غارقة منذ 2400 عام

السفينة سليمة تمامًا

المصدر: The Washington Post 

ترجمة: رنا ياسر

البحر الأسود في أوروبا إحدى المناطق الأكثر تضررًا من الحروب في العالم، إذ اشتركت في مياهه تركيا وروسيا وأوكرانيا ودول أخرى.

فقد كان يتم فصل مياهه بعيدًا عن التجارة الدولية بعد احتلال الأتراك العثمانيين للقسطنطينية في عام 1453،  وشهد معارك رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية وأصبح مرة أخرى موضع خلاف بين أوكرانيا وروسيا حتى الصدام بينهما في السنوات الأخيرة.

ورغم الحروب التي شهدها البحر الأسود في العصور المتأخرة، أظهر اليوم الثلاثاء، اكتشاف أعلن عنه باحثون أوروبيون عن بعض التفاصيل المٌدهشة خاصة بالفترة التي عبرت خلالها السفن اليونانية مضيق البوسفور، محملة بالسلع والبضائع للتجارة، في مواجهة العواصف والكوارث الطبيعية.

واكتشفت إحدى السفن شبه سليمة تمامًا في قاع البحر الأسود على عمق 1.2 ميل تحت سطح الماء حيث مستويات الأكسجين المنخفضة جدًا، حد عدم وجود حياة بحرية، إذ تقوم الحيوانات والبكتيريا عادة بتحليل بقايا حطام السفن الخشبية في غضون قرون، ومع هذا فإن حطام السفينة اليونانية البالغ طولها 75 قدمًا ظلت سليمة حوالي 2400 عامًا، حسبما قال باحثون في مشروع الآثار البحرية في البحر الأسود لصحيفة “واشنطن بوست”.

وحسبما أدلى فريق بحثي: “البحر الأسود واحد من أرقى مختبرات المياه في العالم”.

والسفينة التجارية اليونانية المكتشفة حديثًا، واحدة من أقدم السفن التي تم اكتشافها خلال المشروع الذي استمر لمدة 3 سنوات، ويُدعى الفريق أنه أكبر جهد من نوعه، قبالة سواحل بلغاريا في أوروبا الشرقية، وتم توثيق نتائج الاكتشاف في مشروع وثائقي ظل لساعتين، ومن المقرر الإعلان عنه اليوم.

وفحص الباحثون قاع البحر الأسود في بادئ الأمر للبحث عن مستوطنات قديمة مغمورة من خلال استخدام  الروبوتات، لدراسة آثار ذوبان الأنهار الجليدية على مستوى سطح البحر، واكتشفت أكثر من 25 سفينة تاريخية  أخرى معظمها تم التحكم فيها عن بُعد، حسبما أعرب الفريق البحثي في بيان: “أنه تم العثور على حطام أكثر من سفينة متفاوتة في العمر”.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تم تركيز انتباه الفريق البحثي على السفينة اليونانية القديمة على وجه الخصوص، إذ إن هذا الأكتشاف يمكن أن يسفر عن بعض الأفكار البارزة في حقبة زمنية بعيدة من خلال بقايا خشبية قليلة ما زالت سليمة، حيث قال جون أدامز، عضو فريق مشروع البحث “هذا سيغير فهمنا لبناء السفن والإبحار في العالم القديم”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى