ثقافة و فن

فيلم “محكمة” .. الأغاني تقتل في بلاد الهند

أفلام مهرجان القاهرة : يعرض الفيلم الهندي “محكمة” الحائز على جوائز من مهرجانات فينيسيا ومومباي غدا  السبت 15 نوفمبر في الثانية والنصف ظهراً بالمسرح الكبير بدار الأوبرا ويوم الأحد 16 نوفمبر في الخامسة والنصف مساءاً بسينما الحضارة 2، .

court--621x414

سانجوكتا شارما – لايف مينت

ترجمة – محمود مصطفى

فيلم “محكمة” للمخرج شايتانيا تمهاني هو أحد أفضل الأفلام الساخرة عن الهند التي رأيتها على الشاشة الكبيرة، واستحق فوزه بجائزة أفضل فيلم في قسم المسابقة الدولية بمهرجان مومباي السينمائي.

الفيلم هو العمل الأول لتمهاني وهو إضافة جديدة رائعة لعالم السينما الناطقة باللغة الماراتية العائد بقوة والمفعم بالحيوية. يدخل فيلم “محكمة” غرف المعيشة وقاعات المحاكم والهوامش القذرة لمدينة مومباي.

على السطح يبدو أن الفيلم يوجه اتهامات بشكل راق ولاذع في الوقت ذاته لعبث النظام القضائي الهندي، لكن مخاوف تمهاني أعمق من ذلك فهو مهتم بكيفية تسرب العالم الخارجي إلى الداخل ليقرر الاتجاهات والتقاطعات في حياة البشر.

التزام المخرج والكاتب تمهاني بالواقعية استثنائي، فـ”محكمة” خالي من أي أنواع التكلف والطريقة التي يمزج بها الرقي بالوحشية تذكر بطريقة ما بأفلام لمخرجين مثل جوفيند نيهالاني وجوتام جوس وشفام بينيجال في السبعينات والثمانينات. لكن تمهاني لا يملك حماس الناشط، فهو يريد أن يظهر الحياة كما هي ويضحك بلطف عليها.

يقود فيرا ساتيدار، ناشط حقوق ديمقراطية، طاقم عمل معظمه لم يسبق له التمثيل ويلعب دور نارايان كامبل مغني احتجاجات من طائفة “داليت”، ويلعب بارديب جوشي مدرس الموسيقى في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة دور القاضي وتلعب أوشا باني أرملة أحد غطاسي المجاري دور زوجة غطاس مجاري.

يثبت تامهاني كاميرته على موضوعاته والأجواء من حولها  في زاوية واحدة ولفترات طويلة. أداء  الإخراج الفني مسهب لكنه ليس ظاهراً والتمثيل، يقول تمهاني، جاء نتيجة بروفات مكثفة وإعادات كثيرة للقطات.

في الففيلم ، تُثار شكوك حول أن أغاني نارايان عن الأمراض الاجتماعية  قد حرضت على انتحار غطاس مجاري،  ويتم تقديم نارايان  للمحاكمة. تمهاني مهتم بالإجراءات الرتيبة والطريقة التي تلعب بها القوانين البالية دوراً في قاعة المحكمة كما في حيوات المحامين الثلاثة الذين يستخدمونها.

الشخصية المحورية هو نارايان، رجل فظ ومتشائم وقوي الشخصية وخلال محاكمته هو شخصية مضحكة ومثيرة للشفقة. يظهر تمهاني كيف لا تزال حرية التعبير مبدأ غريباً في محاكمنا وعقولنا.

يظهر المخرج الذي هو في أواخر العشرينات من عمره مهتماً بالسياسة لكن من دون أن يكون واعظاً، ودرامياً من دون استعراض أية أدوات درامية، ويقوم عن عمد وبخفة بتجريد حكايته من السحر أو الغموض السينمائي.

ويحتوي السيناريو البليغ على الفكاهة والسخرية والمرارة والألم الكافي ليبقى الفيلم في ذهنك لفترة طويلة بعد مشاهدته.

حاز الفيلم على الثناء من مهرجانات مختلفة ومن ضمن ذلك حصوله على جائزة لويجي دي لورينتس من مهرجان فينيسيا لهذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى