ثقافة و فن

فيلم “حياة رايلي” .. وداع آلان رينييه

 أفلام مهرجان القاهرة :  فيلم “حياة رايلي” للمخرج الفرنسي الراحل آلان رينييه يعرض الثامنة  مساء اليوم الثلاثاء بمسرح الهناجر

life-of-riley_wide-9ba0f9c4e59f758c3ee9dd765721bb48db75a38b-s40-c85

مارك جينكنز – إن بي آر

ترجمة – محمود مصطفى

هناك من الأسرار في فيلم ألان رينييه الأخير “حياة رايلي” مثل ما في أفلامه التي صنعت شهرته قبل حوالي ستين عاماً، لكن بينما ظلل التاريخ أفلاما كـ”هيروشيما، حبي” و”العام الماضي في مارينباد” يأتي هذا الوداع المشرق في سلسة من الجنان المتخيلة.

أخرج رينييه الذي توفي مارس الماضي بعمر 91 عاماً فيلميه الأولين عن نصوص ملغزة لمارجريت دوراس وآلان روب جرييه على الترتيب، لكن في العقود الأخيرة كان ملهمه الأدبي كاتب المسرح البريطاني آلان إيكبورن الذي أرخ لمنتصف العمر وللطبقة الوسطى.

“حياة رايلي” هو الفيلم الثالث أو الرابع لرينييه عن عمل لإيكبورن اعتماداً على ما إذا كان “تدخين ولا تدخين” عام 193 يعد فيلماً واحداً أو فيلمين.

يبدأ الحوار المسرحي في الفيلم في الفناء الخلفي لمنزل كولين (يقوم بالدور هيبوليت جيراردو) وكاثرين (تقوم بالدور سابين أزيما، زوجة المخرج)، يتناقش الزوجان حول المربى عندما تخرج الزوجة من إطار الشخصية وتشتكي من أن الزوج تخطى بعضاً من سطور الحوار. في الواقع مشاحناتهم هي بروفات لإنتاج هواة لمسرحية لآلان إيكبورن بالطبع.

يتم ترتيب العمل على المسرحية في مكان ما في ريف يوركشاير من قبل بيجي باركر التي لا تظهر على الشاشة لكن غيابها هو لغز بسيط بالمقارنة بالوجود غير المرئي لجورج رايلي الذي هو كذلك لم يظهر ولم يُسمع صوته لكنه مع ذلك ييتسبب في كل شيء يحدث تقريباً.

يذكر كولين، يعمل طبيباً،  أن أحد مرضاه مصاب بسرطان في مراحله الأخيرة ويرفض أن يذكر اسمه لكن كاثرين سرعان ما تكتشف هويته. تعرف كاثرين الرجل المريض أكثر مما يتخيل كولين؛ كاثرين وجورج، الذي يعمل مدرساً، كانا عاشقين قبل زواجها بكولين وهو الامر الذي لم تفصح عنه قط لزوجها.

يشارك كولين وكاثرين في المسرحية مع جورج وتمارا (تقوم بالدور كارولين سيهول) اللذان يصبحان أكثر قرباً من بعضهما البعض ويرجع جزء من ذلك لإدراك تمارا أن زوجها جاك (يقوم بالدور ميشيل فويرموز)، أفضل أصدقاء جورج، لم ينهي العلاقة العاطفية التي قال إنها انتهت.

بينما تبدأ كاثرين وتمارا التسابق في الاعتناء بجورج تنضم إليهن على غير توقع زوجته المبتعدة عنه مونيكا (تقوم بالدور ساندرين كيبرلين). تترك مونيكا مؤقتاً عشيقها الجديد سيميون (يقوم بالدور أندريه ديسولييه) لتعتني بجورج في أيامه الأخيرة. وكذلك في الصورة تيلي، بالرغم من عدم ظهورها على الشاشة إلا في أواخر الفيلم،  ابنة جاك وتمارا التي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً والتي تحمل مشاعراً لجورج، مدرسها السابق، منذ كان عمرها تسعة أعوام.

ربما لم يظهر جورج على الشاشة لأنه لا يوجد ممثل يستطيع بإقناع تجسيد شخصية مدرس في منتصف العمر من يوركشاير وله كل هذه الجاذبية المثيرة حتى في فيلم مضطرب يؤدي فيه ممثلون فرنسيون، معظمهم معتادو الظهور في أفلام رينييه، أدوار بريطانيين، لكن جورج كذلك، مثل الأشخاص المفقودين والذكريات المضطربة في أفلام رينييه الأكثر كآبة،هو  فكرة أكثر من كونه شخصية .. لم يمت بعد لكنه نسج خيال الآخرين.

كما هو معتاد، يركز رينييه على التجريب في المسرح والسينما، والمشاهد يتم تصويرها بجرأة صادمة وسط يكور مسرح مرتجل ويتخلل ذلك لقطات للطبيعة في حقول يوركشاير وفي رسومات المواقع لفنان الكتب المصورة الفرنسي بلاتش.

بعض تفاصيل الشخصيات مثل هوس كولين الشديد بالساعات وشرب كاثرين للكحوليات سراً هي من كليشيهات أفلام الدراما الكوميدية التي تظهر الطبقة البرجوازية لكن بعض العناصر الأكثر ذكاءاً تظهر كذلك مثل التعليقات الجانبية الساخرة حول الفيلم نفسه والأفكار الأكثر تطوراً حول لعب الادوار في الحياة والفن.

من الملائم أنه في الفيلم الذي الذي أصبح شهادة رينييه الأخيرة، تتحول وفاة شخصية البطل إلى كوميديا غير متوقعة. بينما كانت أعمال المخرج المبكرة يسكنها الهولوكوست والقنبلة الذرية والحرب الجزائرية فإن “حياة رايلي” يحتفي بشكل مبهج بالحب والإحتمالات والمفاجآت العبثية.

حياة رايلي:

فيلم فرنسي روائي طويل من إنتاج 2014 مدته 108 دقيقة ناطق بالفرنسية، فائز بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان برلين 2014.

العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو الأول في العالم العربي وأفريقيا،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى