ثقافة و فن

فيلم “الجوكر” يكتسح إيرادات السينما العالمية.. ونقاد: يمثّل عهد ترامب

الجوكر يتصدر إيرادات السينما بأمريكا الشمالية محققا 93.5 في أربعة أيام

 

المصدر: vanityfair

 

 

تصدر فيلم الحركة والجريمة الجديد  Joker (الجوكر) إيرادات السينما بأمريكا الشمالية مطلع الأسبوع محققا 93.5 مليون دولار.

والفيلم بطولة خواكين فينيكس وزازي بيتز وروبرت دي نيرو وفرانسيس كونروي ومن إخراج تود فيلبس.

 

وعلى ما يبدو أسابيع الجدل حول الفيلم لم تعق نجاحه، حيث ارتكز معظمها على انتقاد فكرة التعاطف مع إحدى أبرز الشخصيات الخيالية الشريرة، وخوف السلطات من تقليد الجمهور للجوكر وأفعاله دفعها لزيادة التدابير الأمنية في أغلب صالات السينما.

لكن رغم مخاوف البعض إلا أن الفيلم سبق أن حصل على إشادة شبه جماعية من النقاد حين افتتح في مهرجان البندقية السينمائي وحصل على جائزة الأسد الذهبي.

كما توقع العديد ترشيح البطل خواكين فينيكس لأهم الجوائز، وعلى رأسها الأوسكار لأفضل ممثل عن عام 2019.

كانت شبكة CNN الإخبارية أكدت، بدأ عرض فيلم “الجوكر” الجديد في صالات السينما بالولايات المتحدة الأمريكية وسط قلق من كثرة العنف في الفيلم ومخاوف من إمكانية وقوع إطلاق نار في صالات العرض.

ووسط الاحتفاء النقدي بالفيلم، وبأداء بطله، الممثل الأمريكي، خواكين فينيكس، وبراعته تجسيد أشهر شرير في تاريخ القصص المصورة (الكوميكس)، فإن الناقدة جوانا روبنسون، من مجلة “فانيتي فير”، ترى أن “الجوكر” معبر تماما عن حقبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وترى “روبنسون” أن كل “جوكر” تم تقديمه على شاشة السينما يعكس تماما الفترة التي ظهر بها، فأوضحت أن “الجوكر” الذي قدمه الممثل الأمريكي المخضرم، جاك نيكسلون في فيلم “Batman” في عام 1989، ولد في العهد المادي، للرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريجان، فاتسم بالبلاهة أكثر من إخافة الجمهور، وكان أشد هوسا بأسلحة عدوه الطيب “باتمان”، وأغرى سكان مدينة “جوثام” بالأموال في الشوارع لكي يقتلهم في النهاية بغاز الضحك القاتل.

وفي “جوكر” الممثل الراحل هيث ليدجر، في فيلم “The Dark Knight”، من إنتاج 2008، للمخرج كريستوفر نولان، تحول من مجرد مهرج شرير أبله، إلى إرهابي شديد الخطورة، ويقدم انعكاسات واضحة لحقبة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دابلبو بوش، والتي ساهمت في التلميح إلى هجمات 11 سبتمبر عام 2001، بإيجاز كان “جوكر” 2008 هو “وحش من صناعة جورج بوش يستمتع بقدر قليل من البهجة لمجرد إحادثه دمار في العالم”، بحسب جوانا روبنسون، وهو ما يدعم أن ذلك “الجوكر” لقب نفسه في أحد مشاهد الفيلم بأنه “عميل الفوضى”.

ويشرح مخرج “The Dark Knight”، كريستوفر نولان في حفل جوائز “البافتا” البريطانية 2007، أنه كان تعمد عدم إضفاء طابع الإنسانية على “الجوكر”، وإنما إبرازه كـ”نموذج خالص للشر والفوضى”.

وأضاف “نولان” أنه لم يتعمد كذلك ظهار أصول “الجوكر”، والدوافع التي جعلته يتحول إلى إرهابي، لاعتقاده أنه لو فعل هذا سيصبح أقل تهديدا للمشاهدين.

وترتبط شخصية الجوكر بحادث إطلاق نار جماعي في إحدى دور العرض في أورورا بولاية كولورادو في عام 2012 أثناء عرض فيلم “صعود فارس الظلام” (The Dark Knight Rises). وعبرت أسر بعض الضحايا عن قلقها بشأن الفيلم الجديد الذي لن يعرض في المجمع السينمائي في أورورا.

وفي عام 2016، يعود “الجوكر” من جديد من خلال الممثل الأمريكي، جاريد ليتو، لكن على استحياء في فيلم “Suicide Squad”، والذي جاءت إطلالته (الكثير من الوشوم على جسده والشعر الأخضر والشعور بالانتشاء) عاكسة لما قبل حلول حقبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والفوضى القادمة، بحسب نظرة الناقدة جوانا روبنسون.

ثم يأتي فيلم “الجوكر” في عام 2019، من بطولة خواكين فينيكس، الذي يجسد في أحداثه دور المواطن الأمريكي من الطبقة الكادحة، “آرثر فليك”، الذي يعاني من وحدة واضطراب عقلي نتيجة تعرضه لتنمر وصعوبات، تؤدي به في النهاية إلى التحول لـ”الجوكر”.

وترى الناقدة جوانا روبنسون، أن “الجوكر” طوال تاريخه كان يقتل ويسرق من أجل جذب انتباه جمهور “باتمان”، ولكن في لعبة “جوكر” واكين فينيكس والمخرج تود فيليبس، فإنه يتشابه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحقبته، في أن بطل الفيلم يسعى بكل يأس للشهرة وإلقاء الأضوء عليه، مثل “ترامب” الذي من السهل تجاهله عندما كان يقدم برنامج الواقع التلفزيوني “The Apprentice”، ولكن أصبح من المستحيل التخلص منه بجرد انتقاله إلى البيت الأبيض، وكذلك الحال بالنسبة لـ”الجوكر” 2019، الذي من المستحيل تجاهله وألا يكسب الاحترام، بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي، وحملة ترشيحه لجوائز أوسكار 2020، وتأثره ببعض أفلام المخرج الكبير مارتن سكوسيزي.

كما تعتقد روبنسون أنه في الوقت الذي جاء “الجوكر” 2019 معبرا عن حقبة ترامب، فإنه ليس ما يحتاجه العالم في الوقت الحالي، لافتة إلى أنه “من أكثر إحباطات الفيلم هو أنه انتهى دبون قدوم “باتمان” لإنقاذنا منه”، وان الفوضى مازالت مستمرة.

من ملاحظات جوانا روبنسون عن فيلم “الجوكر” الأخير، هو أنه كان ضحية لمجتمع مسموم دفعه للجنون، وتحول إلى مجرم خارج عن القانون بسببه، عكس “الجواكر” السابقين، الذين تحولوا إلى “أمير الجريمة المهرج” الشهير بعد وقوعهم في حاوية تضم سائل كيميائي أخضر تسبب في جنونهم والخروج عن السيطرة، وهنا يحمل الفيلم إدانة للمجتمع لما أصبح عليه حاليا من خلل واضح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى