ترجمة وإعداد: ماري مراد
دخل ريلي باكستر رغم صغر سنه إذ لم يتجاوز الـ4 أعوام وإصابته بمتلازمة داون، عالم الأزياء والموضة ليصبح “موديل” للعلامتين التجاريتين “Mothercare” و”Little Bird”.
كان والده، ستيوارت، ووالدته، كرستي، قلقين من أن تؤدي متلازمة داون إلى إعاقته وأن ينتهي به المطاف ليكون ضحية للتنمر (شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف).
لكن بدلًا ذلك، اندهش والداه من كل ما حققه، لدرجته أنه حظي بلقب “ريلي المبتسم” أو “Smiley Riley” لابتسامته المبهجة ولأنه يُفرح كل من يقابله.
وبعدما اقترح على والديه أن يعمل ريلي “موديل”، انضم الأخير إلى “Zebedee Management” وتعلم كيفية الوقوف أمام الكاميرا في جلسات التصوير.
وقال والده ستيوارت: “بعد علمنا أنه مصاب بمتلازمة داون بكيت، ليس لأنني سأحبه أقل، لكن لأنني أعرف فقط مدى قسوة العالم. كان هذا هو أول ما جال بذهني، لكن من الواضح أن تصوراتي كانت خاطئة، واكتشفت مدى خطأي”.
وأضاف: “كان هناك خوف من المجهول وتساؤلات بشأن لماذا حدث هذا لنا، لكن إذا كنت أعرف ما عرفته الآن، لم أكن لأغضب على الإطلاق. ريلي يحصل على الكثير من الحياة، وكلما حقق شيئًا، أكسبه المزيد من التميز بمعرفة المجهود الذي بذله لتحقيقه”، مشيرًا إلى أنهم أطلقوا على الطفل “ريلي المبتسم” منذ سن صغيرة، لأنه يُفرح الآخرين، كما أن رؤية ابتسامته تمنح الكثيرين شحنة إيجابية في اليوم السيئ.
وأردف قائلًا: “الآن هو موديل مع Zebedee. إنه يحب الكاميرا. عندما تقول له خذ وضعية التصوير، يتجهم ثم يخرج لسانه. في التقاط الصور يريدون من الأطفال أن يتصرفوا بالطبيعية، وهذا الطفل الصغير بطبيعته سعيد للغاية، لذلك فهو رائع. إنه يتمتع بكل شيء يفعله، ويفعله مبتسمًا، كلما رآه الناس لا يرون إعاقته، بل ابتسامته فقط”.
وعقب فقدان ابنتهما الأولى سكاي، بعد 19 أسبوعا من الحمل في عام 2013، قلق الوالدين ستيوارت وكرستي على رايلي في اللحظة التي علما بحملها. وقالت كرستي: “في كل مرة ذهبت فيها لإجراء أشعة، لم أتمكن من النظر إلى الشاشة وكنت أنتظر ستيوارت حتى يبلغني بأن الأمر على ما يرام”.
بعد وقت قصير من ولادته، لاحظ الممرضون أن ريلي أكثر ارتخاءً من الأطفال الآخرين وكان لديه تجعد في يده. كما كانت هناك صعوبة لإطعامه في البداية، واحتاج إلى أنبوب أنفي للحصول على المواد المغذية كل 4 ساعات.
وبينما ظل ريلي لا يتحدث، انضم والداه إلى جماعات دعم وتعلموا لغة التخاطب “ماكتون”،. ويشرح ستيوارت: “أردنا معرفة ما يحتاجه إذا كان سيبقى هكذا لفترة أطول لنستطيع مساعدته عندما يبكي”.
لكن الوضع الآن اختلف، إذ أكد والده قدرته الآن على التحدث جمل من كلمتين، بما في ذلك “والدتي” و”والدي”، كما أنه قادرًا على سرد الأحرف الأبجدية، والأرقام من إلى 10 وحده.
معاناة ريلي لم تكن قاصرة على الكلام فحسب، بل عانى أيضًا لتعلم المشي بسبب ضعف العضلات، واحتاج إلى مشاية حتى سن الثالثة. وقال ستيوارت: “كان عليه أن يبذل جهدًا مضاعفًا للقيام بما يفعله أي شخص آخر”. لكن على الرغم من كفاحه، يظل رايلي مبتسمًا.
وأضاف ستيوارت: “يذهب إلى مدرسة عامة، وكلهم يحبونه هناك. كلما ذهب إلى حفلة، يكون دائمًا مركزًا للاهتمام”، واصفًا حب الأطفال له بـ”الأمر المُذهل”.
وعن قدرات ريلي، أشار والده إلى أنه “بإمكانه فعل كل شيء يمكن لأي شخص آخر القيام به، ولكنه يستغرق وقتًا أطول قليلاً. نحن سعداء للغاية بوجوده معنا، طفلنا الصغير لنحبه ونربيه”.