مجتمع

فتاة بريطانية تنجح في “تجميد جسدها”: أوقظوني بعد الموت

 المحكمة العليا بلندن تقضي بحفظ جسد فتاة تبلغ 14 عامًا بتقنية “التجميد العميق” بعد وفاتها


اوين بوكوت- إميليا هيل- الجارديان
ترجمة: فاطمة لطفي

دعم قاضي طلب أم بريطانية للسماح لجسد ابنتها المراهقة، التي توفيت بسبب مرض السرطان، بأن يتم حفظه و”تجميده” بتقنية (Cryonics) في الولايات المتحدة.

قالت الفتاة ذات 14 عشر عامًا، قبل وفاتها اثر مرض السرطان، أنها تريد فرصة للعيش وقتًا أطول، الأمر الذي سمحت به المحكمة العليا بلندن بحفظ جسدها بالتجميد على أمل أنه يمكن إعادتها إلى الحياة  في وقت لاحق.

التجميد العميق (Cryonics)، هو عملية يتم من خلالها حفظ الجسد في درجات حرارة منخفضة جدًا، على أمل أن يتم إعادتهم للحياة مرة أخرى في المستقبل وأن يخضعوا للعلاج.

كتبت الفتاة المراهقة، التي كانت تعاني من نوع نادر من مرض السرطان، رسالة للمحكمة قبل وفاتها وقالت:” تم سؤالي حول سبب رغبتي في حدوث هذا الشئ غير الاعتيادي. أنا في سن الرابعة عشرة من عمري، ولا أريد الموت، لكنني أعرف أنني سأموت. أعتقد أنه عند حفظ جسدي من خلال عملية التجميد العميق  (Cryonics) بعد موتي سيمحني ذلك فرصة أن يتم معالجتي وإيقاظي، حتى مئات الأعوام من الوقت”.

” لا أريد أن أُدفن تحت الأرض. أريد أن أعيش وأن أعيش أطوّل وأعتقد أنه في المستقبل ربما يكتشفون علاجًا لمرضي ويوقظونني مرة أخرى. أريد أن تتاح لي هذه الفرصة. هذه هي أمنيتي”.

وعقب صدور حكم المحكمة، في قضية وصفها القاضي بأنها استثنائية، حفظ جسد الفتاة وتم ترحيله من حيث كانت تعيش في لندن إلى الولايات المتحدة، حيث يتم” تجميد” الجسد إلى الأبد عبر شركة تجارية بتكلفة 37 ألف دولار.

والدا الفتاة مطلقين، وعاشت مع أمها معظم حياتها ولم يكن لها تواصل وجهًا لوجه مع أبيها منذ عام 2008. وعارضت محاولاته للبقاء على تواصل معها عند علمه بمرضها في عام 2015

عارض أبوها قرار التجميد، لكن خلال المحاكمة، غيّر رأيه وأخبر المحكمة باحترامه للقرارات التي تتخذها ابنته:” هذا هو الشئ الأخير والوحيد الذي طلبته مني”.

أصدر القاضي، بيتر جاكسون، حكمًا بألا ينشر شيئًا عنها عندما كانت لاتزال على قيد الحياة، لأن التغطية الإعلامية قد تتسبب في حزنها، وكانت مريضة للغاية لحضور جلسة الإستماع لكن القاضي زارها في المستشفى.

منذ تنفيذ أول عملية حفظ بالتجميد في ستينيات القرن الماضي، نفذت العملية فقط لبضع مئات المرات. حيث يجب أن يتم تحضير الجسد قبل فترة قصيرة من الوفاة، والملائم أن يكون في خلال دقائق.

النظرية العلمية الكامنة وراء عملية الحفظ بالتجميد العميق  (Cryonics) مثيرة للجدل، ويوجد جدل كبير حول آثارها الأخلاقية، يقول جاكسون:”حفظ خلايا وأنسجة الجسد من خلال التجميد هو عملية معروفة الآن في أقسام معينة في الطب، على سبيل المثال حفظ السائل المنوي والأجنة كجزء من علاج الخصوبة والعقم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى