سياسة

فورين بوليسي تكشف: كواليس حذف “السعودية” من قائمة منتهكي الأطفال

فورين بوليسي تكشف: كواليس حذف “السعودية وحلفائها في حرب اليمن” من قائمة منتهكي حقوق الأطفال

فورين بوليسي- كولم لينش

ترجمة: محمد الصباغ

هددت السعودية هذا الأسبوع بقطع العلاقات مع الأمم المتحدة، ومئات الملايين من الدولارات التي توجهها كمساعدات إلى المنظمة في مجال الإغاثة الإنسانية وبرامج مكافحة الإرهاب، وذلك من أجل إزالة اسم الرياض وحلفائها من القائمة السوداء للمجموعات المتهمة بانتهاك حقوق الأطفال واستخدامهم في الصراع العسكري.

بالفعل جاء التهديد بالنتيجة المرجوة، وأسقطت الأمم المتحدة اسم السعودية من قائمة أسوأ الدول المنتهكة لحقوق الطفل في مناطق الصراع.

وفي تحذيرهم يوم الإثنين، قال مسؤولون سعوديون بارزون لمسؤولين بالأمم المتحدة إن الرياض قد تستخدم نفوذها لإقناع الحكومات العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بقطع العلاقات مع الأمم المتحدة. وجاءت التهديدات في سلسلة من النقاشات بين كبار المسؤولين السعوديين في الرياض، وبينهم وزير الخارجية عادل الجبير، وفقًا لمسؤولين بالأمم المتحدة. بينما رفض مندوبو السعودية بالأمم المتحدة التعليق.

غضبت الرياض بعدما ضم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن، إلى قائمة بدول وحركات تمرد ومنظمات إرهابية تقتل وتنتهك حقوق الأطفال في الصراعات. وفي تقرير من 40 صفحة، صدر الأسبوع الماضي وكتبته بشكل مبدأي ليلى زيروجي، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة حول الأطفال والصراع المسلح، وجد أن التحالف مسؤول عن قتل حوالي 60% من وفيات وإصابات الأطفال باليمن من العام الماضي والتي وصلت إلى 1953 طفلا.

وأملًا في تهدئة السعوديين، أصدر بان كي مون بيانًا قال فيه إنه سيحذف اسم التحالف من القائمة، وفي انتظار إعادة نظر في الأمر عبر لجنة مشتركة من الأمم المتحدة والسعودية. وتسبب هذا التغيير في انتقادات كبيرة للأمم المتحدة من منظمات حقوقية، واتهمت بان كي مون بالرضوخ للتهديدات السعودية.

وقال ساجد محمد ساجد، مدير منظمة أوكسفام في اليمن، في بيان: ”يبدو أن القوة السياسية والنفوذ الدبلوماسي تفوقا على واجب الأمم المتحدة بفضح مسؤولية قتل أكثر من ألف طفل في اليمن.“ وتابع: ”التراجع عن القرار هو فشل أخلاقي ويتعارض مع كل شيء تتواجد من أجله الأمم المتحدة.“

ويعكس التهديد السعودي الاتجاه الذي بدأ أعضاء الأمم المتحدة في اتخاذه بشكل كبير، وهو التهديد في مواجهة كشف موقف حقوق الإنسان في تلك الدول الأعضاء.

ففي مارس، طردت المغرب 84 مسؤولًا دوليًا من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية المتنازع عليها، بعدما وصف بان كي مون المنطقة بأنها ”محتلة“. وفي العام الماضي، حذرت الولايات المتحدة من أن الكونجرس قد يقطع تمويله للأمم المتحدة لو تم إدراج إسرائيل في قائمة سوداء لكيانات مسلحة تقتل أو تصيب الأطفال في الصراع، وفقًا لمسؤولين بالأمم المتحدة. في تلك الواقعة، حذف بان كي مون اسم إسرائيل من القائمة قبل أن يصدر القرار بشكل رسمي.

وقال مبعوث السعودية بالأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، إنه من غير العادل أن تخرج إسرائيل من ورطتها، ولا يحدث ذلك مع السعودية منذ بداية الأمر.

وتابع: ”علينا أن نسأل: لماذا حذف اسم إسرائيل من القائمة في العام الماضي؟ أدينت إسرائيل بجرائم قتل أطفال تفوق بكثير الأرقام غير الدقيقة التي ذكرت في التقرير حول اليمن.“

في الوقت نفسه، قالت إسرائيل إنها لا يجب أن تكون جزءا من قائمة تضم الجماعات المحظورة المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وطالبان. كما أكدت على استمرارها في حماية المدنيين أثناء القتال ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.

وأضاف المعلمي أنه اعترض على إدراج اسم السعودية في قائمة 2016، وكان ذلك خلال اجتماع وجه لوجه يوم الإثنين مع نائب السكرتير العام جان إلياسون وقال إن بان كي مون أظهر ”حكمة“ بحذف إسرائيل من قائمة 2015. وتابع: ”فشلنا في معرفة سبب عدم إظهاره لتلك الحكمة في تقرير هذا العام.“

لكن بعد ساعات قليلة، أثنى المعلمي على بان كي مون بعد إعادة النظر في الأمر.

وقال للمراسلين إن حذف اسم الرياض من القائمة ”يحمي بوضوح“ التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وأصر على أن قرار الأمم المتحدة ”لا رجعة فيه وبلا أي شروط“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى