مجتمعمنوعات

المتبجّحون..ليه؟

إنهم يتباهون بإنجازات أولادهم أو ما يأكلونه وحتى ممارستهم للجنس

Psychologytoday- سوزان نيومان

ترجمة دعاء جمال

 

تقول  رايتشل باباس، والدة فتاة تعاني من الهوس الإكتئابي ومؤلفة كتاب (hopping Roller Coaster): “عندما يتباهى أصدقائي بأبنائهم بشكل متكرر، فإن ما اسمعه من كلامهم ( أبنائي في خير حال، ربما ابنتك ليست كذلك)”. كتاب باباس يتحدث عن تجاربها في تربية ابنتها. وتحكي عن الاستماع لإنجازات الآخرين الذين لم يراعوا حالة إبنتها الحساسة وتصف الأمر بأنه كان وقحا. تقول: “كان الأمر أكثر من مؤذ.. كنت حزينة ويتم تذكيري بالأوسمة التي نالتها للوالدات الأخريات، وبأن ابنتي التي أريدها سعيدة ومندمجة، لم تكن كذلك؛ ليست سعيدة، وليست مندمجة”.

ليس من السهل أن تكون الطرف المستمع لكل التبجحات حولك، بالأخص من الآباء. نعيش في ثقافة حيث يسعى أغلب الآباء جاهدين لتربية أطفالهم على التفوق؛ نريدهم أن يكونوا “كالنجوم”. كل مرة يقوم طفلك بشيء رائع، تريد او تريدين مدحه في العلن. التحدث كثيراً بشأن إنجازات طفلك يبدو أمراً يرتبط دائما بشعورك بالفخر.

التبجح “التباهي” بما نتناوله من الطعام وممارسة الجنس

وجدت دراسة لجامعة هارفرد عام 2012، مكونة من خمس تجارب لرسم المخ ، أن الحاجة لمشاركة الشخص معلومات عن حياته أكثر قوة مما اعتقد سابقاً. حيث وجدوا أن مشاركة المعلومات عن أنفسهم تحفز نفس الإحساس في العقل والمرادف لتناول الطعام وممارسة الجنس في المشاركين.

كما عرض على المشاركين حافزاً مادياً لإجابة أسئلة عن أشخاص آخرين، إلا أن كثيرين رفضوا المال مفضلين الإجابة عن أسئلة بشأن أنفسهم.

بالامتداد، أطفالنا هم نحن، على الرغم من أنهم ليسوا ولا يجب أن يكونوا كذلك. وبالأخذ في الاعتبار كم يمكن لغرورنا البالغ أن يندمج في إنجازات أبنائنا، يبدو منطقياً أن حاجتنا للتبجح بإنجازاتهم مجرد طريقة مشبعة مثل التبجح بما لدينا وما نملكه. الرغبة في زيادة تسليط الضوء على الابن يتغلب أحياناً على هذا الصوت في عقلنا الباطن والذي يخبرننا: “توقف عن التبجح. تبدو مزعجاً”.

عندما تتباهى أمام جدي الطفل أو أقارب آخرين أو أشخاص تثق بحبهم لإبنك، فهو امر مختلف تماما عن التبجح امام الآخرين حتى إذا كان هذا غير متعمد. خذ في الاعتبار الأشخاص المستمعين لك: هل إخبار قصتك يشير للتفوق بشكل ما؟ هل ينال من والد آخر أو ابن؟ في مقال بمجلة “نيويوركر” عن آن هاثوي، الفائزة بجائزة الأوسكارلأفضل ممثلة مساعدة، كتبت ساشا ويس: ” الحاجة للسيطرة على متعتنا المجردة حتى تصبح مناسبة اجتماعيا مشكلة نواجهها جميعاً”.

قد تعتقد أنك فخور فقط، لكن في عيون الآخرين قد تبدو متبجحاً، تنافسياً أو غير مراع. كما اكتشف علماء الأعصاب بهارفارد بالنظر للمناطق الناشطة في المخ في دراستهم، أن سبب 40% مما نقوله يتعلق بإخبار الأشخاص الآخرين عن الأشياء التي نعتقدها أو نشعر بها: ” الإفصاح عن الذات مكافأة إضافية”، لا تختلف عن تناول الطعام وممارسة الجنس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى