ثقافة و فن

فارايتي: مخرجون مصريون.. من أجل الفن أم بسبب السياسة؟

فارايتي: مخرجون مصريون.. من أجل الفن أم بسبب السياسة؟

فاريتي – جاي فايسبرج – ترجمة: محمد الصباغ

مع الموقف السياسي المعقد في مصر وتراجع اهتمام وسائل الإعلام العالمية، بدأت المهرجانات في الالتفات إلى مجموعة قليلة من الأفلام التي تأتي من مصر. لكن ما هو معيار اختيار الأفلام؟ هل بسبب الجدارة الفنية، أم أنها صارت مجرد  وسائل تستخدمها البرامج  الفنية لإلقاء مزيد من الضوء على ثقافات مختلفة؟ والمقلق أكثر، هل الأفلام المصرية والعربية يتم اختيارها للمهرجانات من إجل إظهار توجهها السياسي؟ مثل هذا التمييز الإيجابي مازال تحت الاختبار في الولايات المتحدة، وأيضاً بالنسبة لصناع الأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يسعد المخرجون باختيار أفلامهم للمهرجانات الأوروبية والأمريكية لكن أيضاً يتسائلون ما إذا كان الاختيار يتم بفضل دولتهم أم بسبب جدارة الأفلام.

ومن المفهوم أن القليل من صناع الأفلام يتقبلون تحمل المسؤولية بالكامل.

يقول تامر السعيد، الذي عرض فيلمه (آخر أيام المدينة -In the Last Days of the City) دولياً لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي :”في النهاية أنا  لست مسؤولاً عن 300 مليون شخص، أنا أتحمل مسؤولية تمثيل نفسي. بالطبع أنا جزء من مصر، جزء من العالم العربي، جزء من هذه الثقافة، لكنني أيضاً جزء من العالم. ولدي الحق في التعبير عن نفسي ككجزء من هذا العالم.“

وهو الأمر الذي ردده مخرجين مصريين آخرين عرضت أفلامهم في مهرجان برلين هذا العام. وعبر الكثيرون منهم عن القلق من أن توقعات البرامج قد تقود إلى مجموعة من المواضيع الضيقة.

كما تقول هبة أمين، مخرجة فيلم (كما تحلق الطيور – As Birds Flying) والذي يعرض أيضاً في مهرجان برلين السينمائي: ”بالفعل أعتقد أن المهرجانات الأوروبية تفتش عن السياسة في الأفلام المصرية. ربما امتداد لما يحدث في وسائل الإعلام أو شوق إلى شئ ما يبدو محيراً ومتناقضاً من الخارج. لكن مرة أخرى، ما هو العمل الذي ليس سياسياً؟ كيف يبدو؟“

اتفق معها السعيد في هذا الأمر وقال: ”السياسة في كل شئ. في النهاية لا أصنع أفلاماً لأنني أمتلك رسالة سياسية –أصنع أفلاماً لشعوري بأن هناك أشياء أريد مشاركتها. الجانب السياسي يظهر من هنا. شئ لا يمكنني التحكم فيه.“

كما اتفق معهم إسلام كمال مخرج الفيلم القصير (منتهي الصلاحية –Expired).

قال: ”عندما يرى المتابع الأوروبي كلمات رئيسية كالشرق الأوسط، فنسبة كبيرة منهم يتكون لديه رد فعل لاإرادي فيعتقد أنه إزاء  فيلم سياسي اجتماعي.“

ويقول ماجد نادر، مخرج فيلم )فتحي لا يعيش هنا بعد الآن –  (Fathy Doesn’t Live Here Anymore:”يمتلك الجميع توقعات عند معرفتهم لجنسية العمل. لكن المشكلة هي أن تلك التوقعات تتعلق في الغالب بالمحتوى أكثر من الطابع الفني أو الجمالي. ويضع ذلك ضغطاً خفياً لصناعة أفلام سياسية، وخصوصاً في هذه اللحظات من تاريخنا.“

وعلى رأس تلك الضغوط من الخارج، هناك تحدي صناعة أفلام في دولة تخوض حرباً ضد من يتجاوز حدود معينة.

يقول السعيد: ”تتابع عملك وتحاول أن تعرف ما إذا كان هذا المحتوى يمثل خطراً عليك، تصبح مجنوناً، وتسأل نفسك: هل اتخذ هذا القرار لأنني خائف من تبعاته، أم لأنه الأفضل للفيلم؟“

ويأمل مارك لطفي، منتج فيلم ”منتهي الصلاحية“ ألا يرضخ مخرجو الأفلام المصريين لشعور الهزيمة بسبب عدم وجود تشجيع للإبداع. ويقول: ”عملنا هو آليتنا  للصمود  كي لا نسقط ضحايا للإحباط. في النهاية، لا ينبغي أن تملي علينا الأحداث السياسية أو التوقعات الخارجية محتوى أفلامنا.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى