سياسة

“غريب دخل الكنيسة”.. شهادات حصرية من “جحيم طنطا”


“غريب دخل الكنيسة”..شهادات حصرية من “جحيم طنطا”

تجمهر المواطنون وأهل وأصدقاء الضحايا حول كنيسة مار جرجرس للاطمئنان على ذويهم
تجمهر المواطنون وأهل وأصدقاء الضحايا حول كنيسة مار جرجرس للاطمئنان على ذويهم

طنطا- سلمى خطاب

“حد يفجّر في طنطا ؟.. دي طنطا دي تنام فيها في شارع البحر عريان وتصحي ميحصلكش حاجة “، بهذا التعليق استقبل سيد سائق التاكسي بمدينة طنطا أول زبون له طلب ان يوصله إلى مقر كنيسة مار جرجس التي شهدت تفجيرات إرهابيا صباح اليوم الأحد أودي بحياة 27 شخص وإصابة 78 آخرين.
أمام مقر الكنيسة تجمع العشرات غالبيتهم من الأقباط الغاضبين، الذين وقفوا يشاهدون سيارات الأمن وعربات المطافي والإسعاف وهي تنقل ما بقى من أشلاء الضحايا، في وقت كان المحتشدين الغاضبين  يمنعون إي وسائل إعلام أو مصورين من تصويرهم متهمين كل وسائل الإعلام  بتزوير الحقائق والمتاجرة بالالامهم .
بينما أغلقت قوات الأمن مقر الكنيسة ومنعت أي شخص من الدخول اليها، كان أحد المحتشدين يصرخ غاضبا “هما مش فككوا قنبلة هنا الأسبوع اللي فات يعني عارفين ان الكنيسة مستهدفة ازاي قدروا يدخلوا يفجروها تاني انهردة”.
توزع المصابون على ثلاث مستشفيات رئيسية في مدينة طنطا، المستشفى الجامعي ومستشفي الانجيلية الأمريكية، ودار الشفاء .

كان بيني وبين القنبلة عامود
يروي أشرف رمزي 26 عاما أنه دخل إلى الكنيسة قبل التفجير بدقائق، حيث وجد جلبة ما في اتجاه مكان صلاة السيدات، ما دعاهم  إلى ايقاف الصلاة لأن شخصا ما كان يبدو مريضا، وحين عادوا لاستئناف الصلاة وقع التفجير”.
وأضاف “كان بيني وبين القنبلة عامود مسلح بتاع الكنيسة هو اللي حماني،  لولا العامود دة كان زماني سافرت مع اللي سافروا “.
وواصل أشرف قائلا إن إجراءات التأمين في الكنيسة كانت عادية ولم يلاحظ شيئا غريبا”، كما قال إن قوة التفجير لم تعطي لأحد الفرصة لمعرفة إذا ما كان التفجير ثم بواسطة انتحاري أم زرع قنبلة .

Image may contain: 1 person
يقول شاهد العيان أِشرف رمزي: كان بيني وبين الانفجار عامود ، ولولاه لكنت “مع المسافرين”

دماء على السقف
أمام مشرحة المستشفى الجامعي وقف أهالي وأصدقاء الضحايا في حالة وجوم وصدمة ينتظرون تصاريح دفن ذويهم .
وقال فيكتور الذي كان ينتظر تصريحا بدفن رؤوف صليب ابن خالته إنه “هرع إلى الكنيسة فور سماع خبر التفجير ليطمئن على أقارب له كانوا يصلون هناك، واستطاع أن يدخل إلى الكنيسة عقب التفجير”، ويصف فيكتور أنه “رأي دماء على السقف  في قاعة الصلاة وكانت الأشلاء  متناثرة”.
وواصل فيكتور “هذه الكنيسة ثم ترميمها مؤخرا، دمرها التفجير تماما”.
ويتهم فيكتور الأمن بالتقصير حيث يتسائل “كيف دخل شخص يحمل متفجرات إلى الكنيسة، رغم ما حدث في تفجير الكنيسة البطرسية العام الماضي؟!” مواصلا أن اصدقاء له شهدوا التفجير قالوا له إن هناك شخصا غريبا دخل إلى الكنيسة وكان يرتدي قبعة .

لماذا  في الاعياد؟
على الرصيف أمام المشرحة جلست سيدة مسنة تبكي في انتظار جثمان ابن شقيقتها، الذي راح ضحية التفجير، تتسائل “لماذا دائما في الاعياد؟ “.
ويحتفل المسيحيون اليوم بأحد الزعف و بداية أسبوع الالام.
أمام المستشفى الجامعي بطنطا، تجمع العشرات من اصدقاء المصابين والضحايا ، في انتظار السماح لهم بالدخول إلى المستشفى للاطمئنان على اقاربهم، بينما عززت قوات الأمن من تواجدها أمام المستشفى.
وقالت سوزان حبشي شقيقة رؤوف حبشي الذي أصيب بشظيات في وجهه إن شقيقها أخبرها أن شيئا انفجر تحت كرسي البطريرك الذي كان خاليا.
لا يختلف الوضع كثيرا أمام المستشفى الانجيلية الامريكية، من حيث التواجد الأمني أو حشود الأصدقاء والمعارف .
إحدى المصابات وتدعى مريم 23 عاما ، قالت إن التفجير أودي بحياة أغلب اصدقائها قبل تنخرط في البكاء، لتكمل والدتها سامية الرواية أن ابنتها أخبرتها أن التفجير وقع في الجانب الذي كان يصلي به شمامسة الكنيسة ، وكلهم كانوا اصدقاء لابنتها التي تصمم كل عام على الصلاه في هذه الكنيسة لتكون  برفقة اصدقائها، بينما تصلي  الوالدة في كنيسة أخرى قريبة من المنزل”.
وواصلت سامية ان “هذه الكنيسة تشتهر بزحامها الدائم لأنها أكبر كنائس طنطا، من استهدفها كان يقصد استهداف ذلك الزحام”، قبل أن  تشير لابنتها التي ترقد على أحد أسرة المستشفى في حالة صدمة “كل اصدقائها ماتوا، ما حدث كان بشع “.
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي  أعلن مسئوليته عن تفجير الكنيستين اليوم الاحد، مار جرجس  في  طنطا والمرقسية بالاسكندرية .

مصاب آخر ويدعي أشرف جورجي سلامة قال إنه دخل إلي الكنيسة وجلس في الصف الرابع، وبعد بدء الصلاة بقليل، توقفت الصلاة لأن سيدة في فقدت الوعي في مكان السيدات، وبعد إفاقتها حدث الانفجار.

“محستش بحاجة غير وهما حاطني في عربية نص نقل بتاعة الشرطة، لأن مكنش فيه إسعاف” يواصل أشرف الذي كان يجلس في المستشفي الأمريكان، لتلقي العلاج بعدما فقدت إحدي أذنيه السمع جراء شدة الانفجار، حيث قال “بقي عندي ودن مش سامع بيها خالص، لكن لسة بسمع بودني الثانية طشاش.. حزين بالحال اللي وصلنا له، لكن بنشكر ربنا”.

17857531_10202815247339524_1045206279_n
أشرف جورجي سلامة ” بقي عندي ودن مش سامع بيها خالص، لكن لسة بسمع بودني التانية طشاش”.

ويري أشرف أن إجراءات التأمين على الكنيسة قبل بدء الصلاة كانت عادية، وقال أنه لم يلاحظ أي شيء غريب، فجنود الأمن كانوا على جانب الكنيسة، والناس كانت تعبر البوابات الحديدية، لكن لم يفتشه أحد، على عكس إجراءات التأمين التي اتخذت في عيد الميلاد، حيث فتشته قوات الأمن ثلاث مرات قبل أن يدخل إلي الكنيسة”.

أما شقيقته ميرفت جورجي والتي أتت إلي مصر من دبي قبل يوم من الانفجار لحضور العيد مع عائلتها، فقالت إنها كانت تجلس بعيد عن مكان الانفجار، فلم تلحظ ماذا حدث تحديدًا، “كل ما رأيته بعد سماع صوت الانفجار هو نيران تخرج من الجانب الذي كان يقف فيه شمامسة الكنيسة، وبعد ذلك لم آر أي شيء من آثار الانفجار”.

وواصلت “أبواب الكنيسة اتخلعت من شدة الانفجار، كان كل همي ألاقي جوزي وولاد أخواتي، حسيت بقلبي هيقف من الخوف لغاية ما شفتهم خارجين من الباب ومحصلهمش حاجة”.

وفي حين كشفت كاميرات المراقبة في تفجير الإسكندرية أن الهجوم كان انتحاريا، فإنه ليست هناك “صورة أولية عن الحادث ” في طنطا كما قال أحد وكلاء النيابة الذين التقتهم زحمة في المستشفى الأنجيلية، يضيف وكيل النيابة الذي ما زال يجمع إفادات المصابين إنه لن تظهر أي معلومات سوى بتفريغ كاميرات مراقبة الكنيسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى